مرتضى من كفردان: الأمن الغذائي يتحقق بانتاجنا لموادنا الأولية

17 مايو 2020
مرتضى من كفردان: الأمن الغذائي يتحقق بانتاجنا لموادنا الأولية

افتتح وزير الزراعة والثقافة عباس مرتضى مشروع “حقل أمهات الأشجار المثمرة” في محطة كفردان الزراعية، بحضور المدير العام لمصلحة الأبحاث العلمية الزراعية الدكتور ميشال افرام، مدير محطة كفردان المهندس علي شحادة، مسؤول مكتب الشؤون البلدية لحركة “أمل” في البقاع صبحي العريبي، مسؤول العمل البلدي ل”حزب الله” في البقاع الشيخ مهدي مصطفى، رؤساء بلديات وفاعليات نقابية واجتماعية.

وتحدث مرتضى، فقال: “نحن اليوم في منطقة غربي بعلبك التي كسر فيها الإمام المغيب السيد موسى الصدر مشروع التقسيم، والتي أطلق منها شعار التعايش والمحبة وبناء الوطن، لذلك نحن تخرجنا من هذه المدرسة حتى نكمل المسيرة، ولنبقى نرفع شعار “لن نهدأ حتى لا يبقى محروم واحد في لبنان”، فكيف إذا كان هذا الحرمان في القطاع الزراعي، وخاصة في البقاع الذي يعاني من مشاكل كثيرة اجتماعية واقتصادية، ومن حرمان مزمن، ومن مشاكل في مؤسسات الدولة، واضطرار المواطن البقاعي إلى الانتقال إلى المدن لكي يعلم أولاده ويؤمن خدماته. من أجل كل ذلك، نحن نكمل المسيرة بتوجيهات من دولة الرئيس نبيه بري الذي يواكبنا في كل تفصيل، ويواكب هموم الناس والوطن والمجتمع، وهموم المزارعين بشكل خاص”.

 

وتابع: “بدأنا نعيش في لبنان ملامح أزمة غذائية، وأزمة أمن غذائي، لذلك كان عنوان المرحلة اليوم الأمن الغذائي وسلامة الغذاء، وإذا لم نبدأ بوضع كل استراتيجياتنا في هذا الاتجاه، فسوف نصل في الأشهر القادمة إلى ندرة الغذاء، وسنكون أمام أزمة غذائية كبيرة، من جراء الأزمة المالية والاقتصادية وارتفاع أسعار الدولار”.

 

وأعلن مرتضى: “نحن لن نسمح بأي شكل من الأشكال حصول أي خلل في سلامة الغذاء وفي الصناعات الغذائية، لذلك فعَّلنا في وزارة الزراعة دور الضابطة الصحية البيطرية المتعلقة بالشق الغذائي، والتي لم تكن مفعلة منذ عشرات السنين، ومن ضمن دور الضابطة تسطير محاضر ضبط بحق المخالفين، وسنصدر قرارا يوم غد بإقفال 5 مصانع للأجبان والألبان في لبنان، لأنها لم تكتف بعدم استيفاء الشروط القانونية، ولكنها أيضا تستخدم مواد سامة في ظل الظروف الصعبة التي نعيشها في لبنان”.

 

وقال: “إلى الزراعة در، وقد بدأنا بخطوة الألف ميل، ولن نتراجع، وعلينا أن نتعاون جميعا في هذا البلد كوزارة ومزارعين ونقابات وبلديات وتعاونيات وفاعليات اجتماعية واقتصادية، لنعمل معا ونبذل كل الجهود لتحقيق التقدم وتخفيف نسبة الاستيراد، فنحن في لبنان نستورد بقيمة 18 مليار دولار، ونصدر بقيمة حوالي 4 مليار دولار سنويا، وهكذا لا يتم بناء اقتصاد سليم”.

 

وأضاف: “من ضمن الاستراتيجيات التي وضعناها، وجودنا اليوم لإطلاق مشروع حقل الأمهات للأشجار المثمرة والشتول، لتأمين استمرارية الأمن الغذائي، وحتى لا نعتمد على الاستيراد، لذلك أهمية المشروع أنه سيكون لدينا إنتاج وطني للشتول مما يخفف من نسبة خروج الدولار من لبنان”.

 

وأشار إلى أن “هذا المشروع متابع من مصلحة الأبحاث العلمية الزراعية في الوزارة، من قبل خبراء ومهندسين، لكي نصل إلى صفر فايروس في الشتول، وسنتوصل إلى أنواع من الأشجار المثمرة تنتج في عدة أوقات من السنة وليس في وقت واحد، أي سيكون لدينا على سبيل المثال أشجار تنتج الكرز في أيار، وأخرى في تموز أو في أيلول، فلا يعود هناك كساد للانتاج، والأهم أننا نستطيع تصدير هذه الشتول، لأنها متابعة ومهجنة وخالية من الفيروس، وتستوفي الشروط والمواصفات”.

 

وأعلن عن “افتتاح مخبرين في محطة كفردان للمياه والتربة، في هذه المنطقة الزراعية، وستكون التحاليل مجانية للمزارعين، كما سيتم إطلاق التطبيق الذكي للري، ليعرف المزارع مواعيد ري مزروعاته، وهذا نتيجة عمل مضني استغرق الكثير من الطاقة والوقت والجهد”.

 

وتابع: “نعمل مع كل فريق العمل لإنتاج البذور في لبنان، فيصبح المزارع يشتري البذور بالليرة اللبنانية، ونحن نعتبر بأن الأمن الغذائي الحقيقي يتحقق عندما تكون موادنا الأولية من انتاجنا المحلي، وعلى أمل أن يصبح لدينا صناعة أسمدة في لبنان، وتشجيع الزراعات العضوية، مما يوفر الكثير من العملات الصعبة التي كان ينفقها المزارع لاستيراد حاجياته ومواده الأولية”.

 

وأكد أن “مراكز وزارة الزراعة في كل لبنان، ستفتح أبوابها بعد عيد الفطر المبارك، لتستقبل طلبات المزارعين للحصول على مواد الجنزارة والباكتيروس والذبابة، وقد أنهينا رش حقول القمح بمبيدات Deltametrin للقضاء على حشرة السونا المؤذية للقمح والشعير، ونشكر قيادة الجيش اللبناني على تعاونها معنا في الحملة”.

 

وقال: “بعد أسابيع سيكون لدينا تباعا مواسم الكرز والخوخ والدراق، وهناك كمية كبيرة من انتاج البطاطا في البقاع تقدر بحوالى 300 ألف طن، لذلك بدأت بالتواصل مع السفراء ووزراء الزراعة لدول عربية وأجنبية، لتأمين أسواق لتصريف الإنتاج الزراعي اللبناني، ونحن أمام تجهيز مشاريع كثيرة بالتعاون مع منظمات دولية”.

 

وختم الوزير مرتضى: “هناك ملفات موجودة بانتظار إقرارها من قبل الحكومة، ستكون بحوزة المزارعين، تتعلق بمواد علفية وأسمدة ومواد أخرى للزراعة، وهناك ملف لتسليم حيوانات لتطوير الثروة الحيوانية في لبنان، وبدأنا العمل لإعادة الحيوية لمشروع الأعلاف”.

بدوره اعتبر شحادة أن “إطلاق مشروع أمهات الأشجار المثمرة من اللوزيات والتفاحيات والكرمة، نظرا لحاجة لبنان عامة، والبقاع خاصة، إلى تأمين براعم تطعيم موثقة، وخالية من الأمراض للمزارعين وأصحاب المشاتل”.

وتحدث الدكتور افرام، فقال: “حضوركم اليوم واهتمامكم بالموضوع الذي نلتقي لأجله، يؤكد أنه لا يوجد ما يمنعكم من المشاركة في أي لقاء لإنماء الزراعة في لبنان، ونحن في مصلحة الأبحاث العلمية الزراعية سنقوم دائما بكل ما يلزم لتطوير القطاع الزراعي”.

 

وأشار إلى “مشكلتين أساسيتين في العالم: التغير المناخي، وموجة الكورونا التي اجتاحت العالم”، مؤكداً أن “كل اقتصاديات الدول تغيرت، وأصبحت تعتمد على الزراعة أولا”.

 

ووقع مرتضى وافرام اتفاقية مع كل من الجمعية التعاونية للأشجار المثمرة والشتول الموثقة في البقاع، وجمعية مشاتل لبنان.

 

وختاماً، زار مرتضى المختبر في محطة كفردان، وجرى تسليم الشتول الخمس الأولى لهذا الحقل.