لبنان سيحيي مهرجاناته متحديا ‘كورونا’ وارتفاع الدولار

6 يوليو 2020
لبنان سيحيي مهرجاناته متحديا ‘كورونا’ وارتفاع الدولار

عمم اتحاد وكالات وكالات الأنباء العربية “فانا” في تقريره الشهري ضمن النشرة السياحية تقريرا عن السياحة في لبنان، أعدته الزميلتان في “الوكالة الوطنية للاعلام” وفاء خرما وجوزيان سعادة، جاء فيه:

“لبنان سينتصر على الضائقة التي يمر فيها ولن يستسلم طالما أن شعبه يحب الحياة”، هذا ما أكده مستشار وزير السياحة مازن بو درغم في حديث إلى “الوكالة الوطنية للاعلام”.

جملة من الأسئلة أجاب عنها بو درغم مبديا تفاؤلا نابعا من القلب، تفاؤل بمجيء المغتربين كون سعر صرف الدولار يناسبهم في مشترياتهم وقضاء حاجاتهم، تفاؤل بإقامة المهرجانات التي طالما كانت تهز موسيقاها أرض لبنان من شماله إلى جنوبه مرورا ببقاعه وعاصمته.

فقد أكد بو درغم أن “لبنان يعاني أزمة اقتصادية بدأت منذ ما قبل ثورة 17 تشرين واستمرت وزاد عليها وباء كورونا الذي أدى إلى تسريع الانهيار الاقتصادي، لأننا بلد يعتمد على السياحة كداعم أساسي للاقتصاد”، معتبرا أن “الأعوام السابقة حققت نموا سياحيا مرموقا وخصوصا عام 2010، إذ حققت السياحة مدخولا يقارب الـ 10 مليار دولار. وفي الأعوام 2017 و2018 و2019 كان المدخول بين 5,3 و7 مليار دولار.

وأكد أن “لبنان استطاع تخطي جائحة كورونا مع الوقت، وسيطر عليها، ولم يكن من البلدان التي تأثرت بشكل كبير بالوباء، وهذا مرده إلى السرعة في احتوائه بفعل استنفار الحكومة وخصوصا وزارة الصحة من جهة، ووعي المواطن من جهة أخرى ، وحتى البلديات كان لها دور فاعل في احتواء الفيروس، ما شكل عامل قوة لتخطي تداعياته”.

وقال: “أما بالنسبة إلى السياحة، فنحن نتطلع إلى المردود الذي يساعدنا في الداخل. إن القدرة الشرائية للسائح بالنسبة للدولار عالية. كنا ننظر إلى تركيا ومصر كبلدين سياحيين غير باهظي التكاليف بالنسبة للسائح، أما لبنان فهو اليوم البلد الرئيسي في المحيط الذي يستقطب السياح. لا نعتمد فقط على السائح وخصوصا في المرحلة الأولى بعد فتح المطارات، بل على السائح اللبناني الذي يسوح في بلده الأم وينفق ال “فرش دولار” وهذا يؤدي إلى إيجاد كمية لا بأس بها من الدولارات وبالتالي إلى انعاش الاقتصاد”.

أما بالنسبة إلى المطار الذي استعادت الملاحة فيه حركتها ولو بشكل بسيط، فأجاب: “سنستقبل 2000 شخص كل يوم، في حين كان مطار الرئيس رفيق الحريري الدولي في بيروت يستقبل 20 ألف سائح في اليوم. حددنا العدد بـ 2000 سائح، لسببين: درس المرحلة الأولى وما إذا كنا سنتخطاها بنجاح، إذ لا نريد أن نستورد خطر الفيروس من الخارج، بل نريد الحفاظ على الداخل ونستورد السياح الذين نعول عليهم كثيرا، لذلك سندرس خطوات إضافية لتصاعد الحركة في المطار. وكل مغترب عليه إجراء فحصي pcr في الخارج والداخل أو كلاهما في الداخل، فيجري القادم إلى لبنان فحصا لدى وصوله ثم يكرره بعد أربعة أيام يقضيها في الحجر طبعا. فنحن نعتمد دارسات منظمة الصحة العالمية التي توصلت إلى أنه يمكن الاستغناء عن الحجر الصحي لمدة 14 يوما، شرط خضوع المغترب لفحصي pcr عند الوصول وبعد 4 أيام من الوصول، على ألا يختلط الفرد مع أحد خلال هذه الفترة”.

ودعا إلى “المحافظة على الإجراءات الوقائية كالتباعد الاجتماعي وغسل اليدين ووضع الكمامات والقفازات للحد من انتشار كورونا، وهذا الأمر يجب أن نعتاد عليه فيصبح قاعدة يومية للمحافظة على بلدنا واستمرارنا. إن لبنان لا يستطيع تحمل تداعيات موجة أخرى من كورونا، وندعو إلى الوعي والتنبه على كل الأصعدة، لأن بلدنا يعاني أشد أزمة في تاريخ لبنان منذ تأسيسه، حتى خلال الحرب لم نعاني أزمة مأسوية مماثلة كالتي نشهدها اليوم”.

أضاف: “إن المواطن في الداخل اللبناني يعاني فرق العملة، إذ أصبح الحد الأدنى للأجور يعادل أقل من 100 دولار، وهذا أمر مرعب، لذلك ندعو إلى تخطيه من خلال السياحة”، معتبرا أن “هناك أنواعا من السياحة: داخلية وطبية وخارجية، تعطي مجتمعة دفعا مهما للاقتصاد”.

وتابع: “لقد اجتمعنا مع لجان المهرجانات وطلبنا منها تنظيم مهرجاناتها مع كامل الحرية في طريقة إحيائها، والجميع سيساهم في إنجاحها. إن المواطن اللبناني يساهم في إطلاق فيديوهات تجلب السياح، كون إمكانات الدولة محدودة في هذا المجال، فهي تضع يدها بيد المواطن، والفنان والمبدع يساهمان أيضا في إيصال صورة لبنان الجميل إلى الخارج، كل ذلك لنقول إن لبنان لا يزال يتنفس ولن يستسلم ولن يموت. لذلك دعونا المهرجانات لأنها رمز من رموز لبنان مع الأخذ في الاعتبار المحافظة على التباعد الاجتماعي”.

وأكد بو درغم أن “مهرجان بعلبك سيكون من دون جمهور (بسبب كورونا) وفق هاشتاغ #علي-الصوت، في 5 تموز (أمس)، برعاية رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لمناسبة مئوية لبنان الكبير ومرور 250 عاما على ولادة بيتهوفن. وسيبث مباشرة عبر الاذاعات المحلية والعالمية، وطلبنا من الناس المشاركة عبر رفع صوت الموسيقى من منازلهم، وهناك مهرجان بيت الدين وجبيل وغيرها”.

ولفت إلى أن “عودة المغتربين أساسية، إذا جاء 3000 شخص في اليوم أي 90 ألف شخص في الشهر، إذا أنفق كل منهم 1000 دولار هذا معدله 100 مليون دولار شهريا. من هنا، نقول إن لبنان أصغر من أن يقسم وأصغر من أن يغرق. ونحن على تواصل دائم مع الدول للانفتاح مجددا على لبنان”.

من حهة أخرى، تمنى بو درغم “الابتعاد في هذه الفترة عن الإشاعات والمماحكات السياسية لأن ضررها كبير على السياحة”، داعيا الى “التكاتف بين اللبنانيين والمساعدة على تأمين الهدوء السياسي الذي سينعكس إيجابا على مصلحة الوطن”.

مهرجان بعلبك
بالعودة إلى مهرجان بعلبك، فقد أحيت الحفلة الأوركسترا الفيلهارمونية الوطنية اللبنانية بقيادة المايسترو هاروت فازليان داخل جدران معبد باخوس في القلعة الرومانية الواقعة في شرق لبنان، بمشاركة جوقة جامعة سيدة اللويزة وجوقتي المعهد الانطوني والصوت العتيق. وتوزع الموسيقيون المئة والسبعون في باحة معبد باخوس محافظين على التباعد الاجتماعي، وقدموا برنامجا جمع أنماطا موسيقية متنوعة.

وقالت رئيسة المهرجانات نايلة دو فريج إنه استعيض عن غياب الجمهور بنقل تلفزيوني حي عبر محطات تلفزيونية لبنانية وعدد من وسائل التواصل الاجتماعي، مؤكدة أنه “بهذه الطريقة وصل المهرجان إلى بيوت الناس”، مشددة على أنه “لا يمكن أن نبقى مكتوفي الأيدي بل يجب أن تعود الثقافة لتأخذ حقها”.

واعتبر فازليان صاحب الفكرة أن “الموسيقى تعطي أملا وهي لغة عالمية توحد الشعوب”.

وتتضمن البرنامج موسيقى كلاسيكية ولبنانية من أعمال الأخوين الرحباني إضافة إلى الروك. ووضع سينوغرافيا الحفلة جان لوي مانغي ورفيق علي أحمد، وتتخللها لوحة راقصة لفرقة شارل ماكريس.

وأراد فازليان أن يختم الحفلة بالسيمفونية التاسعة لبيتهوفن “نشيد الفرح”، فقدمت للمستمعين والمشاهدين بشكل عابر نقل عظمة الفن الراقي الذي يليق بمدينة الشمس، فأتى معبرا عن “الوحدة والتكاتف والتضامن”.

مهرجانات عدة تسمح بحضور جمهور معدود ومنها مهرجانات بيت الدين، البترون، بيبلوس في مدينة جبيل الساحلية، وسيكون تاريخ إقامة هذه الفعاليات من منتصف آب المقبل وحتى منتصف أيلول المقبل. وقرر المجتمعون حصر الفعاليات بالفنانين اللبنانيين فقط هذه السنة، وكذلك الاستعانة بموسيقيين من لبنان، على أن يكون عدد الجمهور الحاضر معدودا طبقا لخطة التباعد التي تنفذ في معظم الدول تفاديا لانتقال فيروس كورونا.

لبنان سيبقى رسالة سلام ومحبة، رسالة صمود وفرح، وبتضافر جهود الدولة والمواطن سينتصر على جائحة كورونا، على أمل أن يساهم المردود السياحي في انتشاله من الأزمة، ليستعيد دوره الرائد في الشرق.