مرة أخرى.. مستشفى رفيق الحريري في خطر

إغلاق المزيد من الأقسام وغرف العمليات تحت وطأة الظلام

14 يوليو 2020
مرة أخرى.. مستشفى رفيق الحريري في خطر
عزة الحاج حسن
بدأت تداعيات أزمة التقنين الكهربائي في لبنان تظهر على القطاع الاستشفائي، لاسيما على مستشفى رفيق الحريري الحكومي الجامعي، الذي يعاني خطر تقنين كهربائي داخلي قاس قد لا تُحمد عقباه، وقد لفت المدير العام لمستشفى رفيق الحريري الحكومي، الدكتور فراس أبيض، إلى ضرورة الانتباه إلى واقع القطاع الاستشفائي، في إشارة منه إلى خطورة التقنين الكهربائي، وشح مادة المازوت المستخدمة لتشغيل مولدات الكهرباء، على سير عمل المستشفى وعلى استمرارها في استقبال حالات، ليس فقط في قسم العناية المشددة، بل أيضاً في قسم العزل.

خطة طوارئ
وفي حديث إلى “المدن” أكد رئيس دائرة الهندسة والصيانة في مستشفى الحريري، جهاد شحيمي، أن كميات المازوت المخزونة في المستشفى محدودة جداً. وبالتالي، لا يمكننا تحمّل المزيد من التقنين الكهربائي، لافتاً إلى أن ساعات التقنين تزداد يومياً.

وبعد أن كان التيار الكهربائي يغيب لمدى 6 ساعات فقط يومياً، ارتفعت ساعات التقنين إلى نحو 10 ساعات ثم إلى 12 ساعة باليوم، في أحسن الأحوال.
والأسوأ، انها تغيب بشكل غير منظّم
الأمر الذي أضعف من قدرة المولدات الكهربائية في المستشفى على تغطية النقص الحاصل في التغذية، لاسيما أن كميات المازوت محدودة، ونعمل على تقنين استخداماتها منذ فترة.


وإذ شدد شحيمي على أن المستشفى مستمرة بتقنين استخدام الكهرباء


وقد أوقفت التكييف عن العديد من الأقسام الإدارية، توفيراً للمازوت، رأى أنه بات ملحاً اليوم إجراء تقنين جديد وقاس داخل المستشفى، ووضع خطة طوارئ جديدة تماشياً مع قساوة تقنين الكهرباء من قبل وزارة الطاقة، محذراً من خطر الاضطرار إلى إغلاق المزيد من غرف العمليات في المستشفى، وجدولة العمليات على مدد زمنية أطول، علماً أن المستشفى تضم 10 غرف عمليات، تقلّصت إلى 6 غرف عمليات عاملة، في مقابل إغلاق الباقي.

ومن المحتمل أن تتقلّص أكثر فأكثر ما لم يتم خفض ساعات التقنين الكهربائي، أو تأمين كميات كافية من المازوت لمولدات المستشفى.

يُذكر أن مستشفى الحريري الحكومي يتقدّم القطاع الاستشفائي عموماً لجهة مواجهة جائحة كورونا، فهو يتحمّل الجزء الأكبر من إجراء الفحوص اليومية PCR والعلاجات والعزل ومتابعة ملفات مرضى كورونا والمشتبه بإصابتهم.

وقد فتح أبوابه وخصّص قسماً كاملاً لاستقبال حالات كورونا منذ بداية الأزمة، في وقت تعجز فيه بعض المستشفيات عن ذلك، في حين يتنصّل البعض الآخر عن تحمّل المسؤوليات كما سائر القطاع.

التبرع بالمازوت
وتعقيباً على تصاعد أزمة المستشفى هلّت التبرعات بمادة المازوت على المستشفى الحكومي، وكأن الحلول لا تُصاغ إلا بعد وقوع الكوارث.

فقد أعلنت “جمعية بيروت للتنمية الاجتماعية” عن تبرّعها بـ 10 آلاف ليتر مازوت لمستشفى رفيق الحريري الجامعي، إثر تواصل تمّ بين رئيس الجمعية أحمد هاشمية وإدارة المستشفى، بعد الإعلان عن قرب نفاد كميّة المازوت المتوفّرة لديه لتشغيل مولداته، وذلك تقديراً لما تبذله الإدارة والطاقم الطبي من جهود جبارة كخط الدفاع الأول في مواجهة فيروس كورونا.

من جهته أعلن رئيس مجلس إدارة شركة Liquigas أوسكار يمّين عن تبرّعه بـ 30 ألف ليتر من المازوت لصالح مستشفى رفيق الحريري الجامعي، التي كانت مهدّدة بنفاد كميّة المازوت المتوفّرة لديها، ما يهدّد مولداتها بالتوقف عن العمل.

وقد علمت “المدن” أن يمّين لم يرسل كميات المازوت إلى خزانات المستشفى، ولم يحدد موعد لذلك، إنما طلب من الإدارة التواصل معه لاحقاً من دون توضيح آلية التبرّع.

المصدر المدن