
العين الدولية تركّز على الشراء العام انطلاقاً من كونه الأداة الرئيسية لإنفاق المال العام الذي يقدّر حجمه، بحسب وزارة المالية، بـ13% من الموازنة العامة و4% من الناتج المحلي الإجمالي (نحو 2 مليار دولار). علماً أن هذا التقدير لا يتضمن حجم مشتريات المؤسسات العامة والبلديات والمشاريع المموّلة من الخارج. بحسب تقديرات الوزارة، فإن تحديث منظومة الشراء العام من شأنه أن يُحقّق وفراً سنوياً بقيمة 500 مليون دولار. ذلك مبلغ، يوضّح أنه لم يعد بالإمكان العمل من دون نظام مركزي للمناقصات، يُنهي حالة التفلّت المستمرة. لكن مقابل اقتناع جميع الكتل بحتمية تحديث عملية الشراء العام، تؤكد المناقشات التي تشهدها اللجنة النيابية أن البعض لا يزال يسعى إلى إقحام السياسة والمحاصصة في العملية.
يوم الثلاثاء وصل النقاش إلى الفصل السادس (المادة ٧٤)، المتعلّق بحوكمة الشراء العام. المفاجأة كانت في تعديل الكيان القانوني المعني. فبعد أن كانت النسخ الأولى من الاقتراح تشير إلى «إدارة الشراء العام»، رست النسخة الأخيرة على «هيئة الشراء العام». ذلك تعديل، لم يتلقّفه كثر في اللجنة، انطلاقاً من التجربة السيئة للهيئات الموجودة حالياً، والتي تنعم نظرياً بالاستقلالية عن الإدارة الرسمية، فيما تتحكم عملياً السياسة والمحاصصة بكل تفصيل فيها، بما يحوّلها إلى هيئات استشارية أعضاؤها موزّعون على الطوائف ومتحرّرون من الضوابط الإدارية. المحاصصة تتعزّز أيضاً في طريقة تعيين رئيس وأعضاء الهيئة (عضوان إضافة إلى عضو رديف). التعيين لا يتم بحسب نظام الموظفين، بل عبر مجلس الوزراء. الرئيس يُعيّن بعد اقتراح من رئيس مجلس الوزراء الذي يفترض أن يستطلع رأي مجلس الخدمة المدنية، على أن يكون متفرغاً لأداء مهامه. فيما الأعضاء تتم تسميتهم من قِبل وزراء المالية والاقتصاد والعدل. وزير المالية يسمّي موظفاً من الفئة الثانية تابعاً لوزارته، يتولى إبداء ملاحظات الوزارة عندما تبرر ذلك مقتضيات الحفاظ على المال العام. وزير الاقتصاد يسمي أحد موظفي الوزارة المختصين. ووزير العدل يسمّي قاضياً من القضاة الإداريين أو العدليين من أصحاب الاختصاص في مجال الشراء العام”. لقراءة المقال كاملاً إضغط هنا.
اترك تعليقاً
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.