فمع إغلاق المطاعم في الغالب بسبب القيود الصحية، سمحت شاحنات الطعام لأصحاب الأعمال بإيجاد طريقة لمواصلة العمل، لتكون نقطة مضيئة نادرة في منطقة تزيد فيها البطالة عن 20 بالمائة.
فقد افتتح عيسى الحاج ياسين، طالب الهندسة، أول شاحنة طعام له قبل أزمة فيروس كورونا، ليوفر لنفسه دخلاً لتغطية مصاريف دراسته الجامعية ونفقات معيشته.
ورغم توقف العمل في الأشهر الأولى من الأزمة، لكن الحاج ياسين أعاد فتح مشروعه مع تفاقم الوباء، مشيرا إلى الآن تضاعف أعماله، وفي هذا الصدد قال: “لدي الآن 6 موظفين يعملون في شاحنتين صغيرتين، وأقوم حاليا بتجهيز شاحنة جديدة تضم 4 موظفين جدد”.
وتعمل حاليا إحدى تلك الشاحنة قرب رصيف في شارع مركزي في مدينة رام الله، حيث يعد العمال سندويشات النقانق بينما الزبائن ينتظرون الحصول على طلباتهم.
ومحمد شكاني رجل أعمال آخر يدير شاحنة قهوة في رام الله، يوضح أن الشاحنة المتنقلة كانت أولى أعماله.
وينوه شكاني المرونة إلى ميزة القدرة على التحرك، إذ يقول: “في حال واجهتني مشكلة سياسية أو اقتصادية في مكان ما، يمكنني الانتقال للعمل في مكان آخر”.
ويأتي الوباء في وقت عصيب للاقتصاد الفلسطيني، الذي نما بنسبة 1 بالمائة فقط عام 2019 ومن المتوقع أن يتقلص بنسبة 7.6 بالمائة إلى 11 بالمائة في عام 2020، وفقًا للبنك الدولي.
وسجلت السلطة الفلسطينية حتى الآن أكثر من 35 ألف حالة إصابة في الضفة الغربية وأكثر من 250 حالة وفاة.
وكان أكثر من ربع الفلسطينيين يعيشون في فقر قبل ظهور فيروس كورونا. ويقول البنك الدولي إن الرقم قد ارتفع على الأرجح إلى 30 بالمائة في الضفة الغربية.