دعماً للمزارعين الصغار.. إطلاق مشروع ‘صحتنا بزراعتنا Healthy We Grow’

9 أكتوبر 2020
دعماً للمزارعين الصغار.. إطلاق مشروع ‘صحتنا بزراعتنا Healthy We Grow’

في خطوةٍ نوعيّة لتعزيز الترابط بين القطاعات الرعائية والإنتاجية ودعم الاقتصاد الوطني والزراعات المحلية، كما وترسيخ العادات الغذائية الصحية السليمة وزيادة الإنتاج الغذائي وكفاءة استخدامه لتحقيق أهم ركائز الأمن الغذائي، القائمة على توفير الغذاء وإتاحته للجميع، أطلقت “منظمة مالطا في لبنان”، بالشراكة مع مؤسّسة “سرادار” مشروعًا زراعيًّا ببُعدٍ إنساني، تحت شعار “صحتنا بزراعتنا Healthy, We Grow- “.
يرتكز المشروع على توفير 1.2 مليون شتلة من مختلف أصناف المزروعات الشتوية لنحو 350 مستفيد من صغار المزارعين المنتشرين في عددٍ من مناطق توزّع مراكز الرعاية الصحية الأولية التابعة لمنظمة مالطا في لبنان، في كلّ من: الخالدية (زغرتا)، القبيّات، رأس بعلبك، برقا، دير الأحمر في البقاع الشمالي ويارون في الجنوب.
يهدف المشروع إلى تمكين العائلات والمجتمعات المحلية من خلال تنمية القطاع الزراعي ودعم صغار المزارعين وتعزيز استمراريّة عملهم وبقائهم في أرضهم، عبر تحفيزهم على الطرق الزراعية والأساليب الذكيّة التي تراعي العوامل المناخية، بما يضمن إنتاجًا محليًّا صحيًّا وسليمًا ويحفظ الموارد الطبيعيّة. وتكمن أهمية المشروع في تبرّع كلّ مزارع/ة مستفيد/ة بنسبة 5٪ من إنتاجه/ها الزراعي ليتمّ توزيعها من خلال المركز الرعائي المعني، على الشرائح الاجتماعية الأكثر حاجة التي تستفيد بدورها من التقديمات الصحية للمنظمة.
يشكّل هذا المشروع بصيغته الأولية النموذجيّة فرصةً نحو انطلاقةٍ واعدة لمشروعٍ زراعيّ مستدام تقوم المنظمة بتخطيطه حاليًّا. كما تتنوّع مراحل المشروع لتشمل خمس خطوات مهمّة، بدءًا من شراء المنظمة للبذور من الشركات والجمعيات المحلية، ما يساهم في تحريك عجلة الاقتصاد الوطني، وبالتالي توفير العديد من فرص العمل خلال مرحلة زراعة البذور قبل أن تتحوّل إلى شتول، ومن ثمّ توزيعها على المزارعين ليقوموا بدورهم بزراعتها في أراضيهم. 

وتشمل المراحل الزيارات الإرشادية الزراعية من قبل المشرفين على المشروع من مهندسين زراعيّين وخبراء متخصّصين من المنظمة، وذلك لمساندة المزارعين وتزويدهم بالخبرات والمهارات اللازمة واطلاعهم على أفضل الممارسات والطرق الزراعية السليمة التي تضمن إنتاجية عالية وتحفظ بالتوازي الموارد الطبيعية. 
والجدير ذكره، أنّ الشتول المقدّمة ستساهم أقله في توفير نحو 1250 طنًّا من الإنتاج الزراعي الطازج، ما يعزّز القدرة الاقتصادية والشرائية للمزارعين ويحسّن ظروفهم المعيشيّة، ويتيح بالتالي إمكانيّة تأمين منتجات صحية بأسعارٍ معقولة وبكلفةٍ أقل تمكّن الشرائح الاجتماعية ضمن البيئة المحيطة بالمزارعين، من الحصول على الغذاء السليم. ويأتي اختيار هذه الأصناف باعتبارها زراعاتٍ شتوية حيويّة تدخل ضمن أسس النظام الغذائي اللّبناني وتشكّل مصدرًا غنيًّا بالفيتامينات ومضادات الأكسدة والألياف. كما أنّها لا تستهلك الكثير من المياه والأسمدة، وتحافظ بذلك على الموارد المائية والطبيعية وتحدّ من التلوّث والمخاطر الصحيّة.
وفي كلمته، رأى رئيس “الجمعية اللبنانية لمنظمة مالطا” السيد مروان صحناوي، في “المشروع تجربة أوليّة نموذجيّة تجسّد الترابط الوثيق بين قطاعَي الزراعة والصحة ومختلف القطاعات باعتبارها حلقة متكاملة لنمط حياةٍ سويّ، حيث أنّ تعزيز سبل العيش عبر الزراعة، يساهم في توفير إنتاج صحي محليّ وفي ترسيخ الأنماط الغذائية السليمة، ما ينعكس إيجابًا على الصحة الفردية والمجتمعية والجهود المبذولة في المجال الرعائي والاستشفائي وفي مسار تحقيق الأمن الغذائي، لا سيّما في خضم الأزمات المتتالية التي شهدها لبنان، تزامنًا مع الغلاء الفاحش وتدهور الأوضاع الاقتصادية وتراجع القدرة الشرائية للفئات الاجتماعيّة الأكثر تعرّضًا للمخاطر”.

وإذ شدّد على “أهمية الشراكة الهادفة مع مؤسّسة سرادار”، قال: “تأتي انطلاقة مشروعنا تجسيدًا لمبادئ الجمعية ومقاربتها الإنسانية ورسالتها في تمكين الأفراد والفئات الاجتماعية الأكثر حاجة وهشاشة، سواء من خلال التقديمات الصحية الرعائية أو الخدمات الاجتماعية التي توفرها مراكزنا المنتشرة في العديد من المحافظات والأقضية اللبنانيّة. وأضاف صحناوي: “يهدف هذا المشروع الريادي إلى دعم المزارعين وحثّهم على اعتماد الأساليب الزراعية السليمة، وبالتالي المساهمة في التنمية الاقتصادية ومضاعفة الإنتاج الزراعي المحلي والدفع نحو اتّباع نهجٍ غذائي صحي، كما ترسيخ ثقافة التضامن والتكافل الاجتماعيّين”.
من جهتها، أشادت رئيسة مؤسّسة سرادار السيدة ماريا سرادار، بتصريحات صحناوي، وأثنت على “الشراكة الفاعلة مع منظمة مالطا في لبنان، حيث تأتي في سياق المسار الاستراتيجي لمواجهة تحديات التطورات الأخيرة على الساحة اللبنانية، والتي كشفت بشكل جدّي الحاجة الملحّة للتعاون من أجل تجاوز الأزمة الاقتصادية والاجتماعية الراهنة، سواء لناحية خلق فرص عمل والنهوض بالقطاعات الاقتصادية أو لناحية تعزيز الأمن الغذائي عبر الاستفادة من الأراضي الخصبة في مختلف المناطق اللبنانية، وبالتالي تأمين بدائل للزراعات والسلع والمنتجات المستوردة”.
ووصفت المشروع بأنّه “مشروعٌ يترجم تطلّعات المنظمة والمؤسّسة نحو مجتمعٍ أكثر صحة واستدامة، خصوصًا أنّنا نتشارك القيم الأساسية التي تحدّد طبيعة مهامنا وعملنا”، مشيرةً إلى “الدور الأساسي الذي تمثّله المنظمة في قطاع الرعاية الصحية في لبنان منذ أكثر من 60 عامًا، وتحديدًا من خلال انتشار غالبية مراكزها الصحية في المناطق الريفية والنائية، ما يساعدنا على الوصول إلى مختلف الشرائح الاجتماعية”.