بسبب ‘كورونا’.. أكثر من 200 مليون شخص قد يقعون في براثن الفقر المدقع

5 ديسمبر 2020
بسبب ‘كورونا’.. أكثر من 200 مليون شخص قد يقعون في براثن الفقر المدقع

كشفت دراسة جديدة أعدّها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أنّ جائحة “كورونا” قد تدفع بأكثر من 200 مليون شخص إضافي إلى براثن الفقر المدقع.

وتقول الدراسة أنه “يمكن أن يُدفع 207 مليون شخص إضافي إلى براثن الفقر المدقع بحلول عام 2030 بسبب التأثير الشديد لجائحة كورونا على المدى الطويل، مما قد يرفع العدد الإجمالي للفقراء إلى أكثر من مليار شخص”.

وأوضحت الدراسة أن هذا السيناريو يعني أن التعافي من جائحة “كورونا” سيستغرق وقتاً طويلاً، مع احتمال استمرار 80% من الأزمة الاقتصادية الناجمة عن الجائحة لمدة 10 سنوات.

وبحسب برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، فقد لا يكون هذا السيناريو نتيجة حتمية، وقد يؤدي التركيز الشديد على تحقيق أهداف التنمية المستدامة إلى إبطاء ارتفاع معدلات الفقر المدقع، ويمكن أن ينتشل 146 مليون شخص من قبضته، بل وقد يتجاوز مسار التنمية الذي كان عليه العالم قبل الجائحة.

ومن شأن الدفع بأهداف التنمية المستدامة قدماً، وهو سيناريو طموح ولكن عملي، أن يضيّق فجوة الفقر بين الجنسين، ويقلل من عدد النساء الفقيرات، حتى مع مراعاة الآثار الحالية لجائحة “كورونا”.

وثمّة سيناريو آخر، يستند إلى معدلات الوفيات الحالية بسبب كورونا، وأحدث توقعات النمو من قبل صندوق النقد الدولي، وسيؤدي إلى زيادة عدد الأشخاص الذين يعيشون في فقر مدقع بمقدار 44 مليون شخص بحلول عام 2030، مقارنة بمسار التنمية الذي كان العالم يسير عليه قبل الجائحة.

نقطة تحوّل

وفي السياق، أكد أخيم شتاينر، مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، أن جائحة “كورونا” تمثّل “نقطة تحوّل” وأن المستقبل سيعتمد على القرارات المتخذة اليوم. وأضاف: “البحث الجديد حول الفقر يبرز أن جائحة كورونا هي نقطة تحوّل والخيارات التي يتخذها القادة الآن يمكن أن تنقل العالم إلى اتجاهات مختلفة للغاية”.

ورأى شتاينر أن الفرصة متوفرة الآن للاستثمار في عقد من العمل الذي لا يساعد الأشخاص على التعافي من كورونا فحسب، بل يعيد تحديد مسار تنمية الأشخاص والكوكب نحو مستقبل أكثر عدلاً ومرونة وخضرة.

وتجمع التدخلات المنسقة لأهداف التنمية المستدامة التي اقترحتها الدراسة التغييرات السلوكية من خلال تنبيه الحكومات والمواطنين إزاء ضرورة تحسين الفعالية والكفاءة في الحوكمة والتغيّرات في أنماط استهلاك الغذاء والطاقة والمياه.

وتركز التدخلات المقترحة أيضاً على التعاون العالمي للعمل المناخي، والاستثمارات الإضافية في التعافي من كورونا، والحاجة إلى تحسين الوصول إلى النطاق العريض والابتكار التكنولوجي.