بالأرقام: ارتفاع جنوني بأسعار الإيجارات.. دولار السوق السوداء يتكلّم!

24 ديسمبر 2020
بالأرقام: ارتفاع جنوني بأسعار الإيجارات.. دولار السوق السوداء يتكلّم!

كتبت ليا القزي في صحيفة “الأخبار” تحت عنوان ” السكن بالإيجار… ضحية دولرة الاقتصاد”: ” «غزوة» الدولار في لبنان، في ظلّ «دولة» مُستقيلة من مهامها تاركةً القرار لـ«السوق»، قَضَت على كلّ الحقوق الطبيعية للسكّان. فالاقتصاد اللبناني «مُدولر» – بقرار غير رسمي – بطريقة تؤثّر على كلّ «تفاصيل» الحياة الاستهلاكية، من دون أي استثناء، وبدأ الناس يلمسون التبعات المُميتة لربط الاقتصاد بالدولار مع انفجار «الفقّاعة» في نهاية الـ2019. واحدة من الأبواب التي تتأثّر بهذا «الخلل الاقتصادي» هي سوق العقارات، وتحديداً الإيجارات، التي يُعتبر المُعدمون اجتماعياً وأصحاب الدخل المحدود والمتوسط أكثر الفئات تأثّراً بالمضاربات التي تحصل فيها. الإنفاق على الإيجارات يرتفع بمُعدّل شهري. لكن بين عامَي 2019 و2020 تسارعت وتيرة الزيادة بعد أن فقدت الليرة اللبنانية قيمتها، ومع تعدّد أسعار الصرف، والحرية لدى المالكين باعتماد سعر الصرف الذي يُناسبهم. فبحسب المؤشرات التي تنشرها دائرة الإحصاء المركزي، سجّل مؤشّر الإنفاق على الإيجارات في تشرين الثاني من العام الماضي، 133 نقطة، فيما سجّل المؤشر في الفترة نفسها من الـ2020، 149 نقطة… وارتفعت معها الهوّة بين الناس وقدرتهم على السكن، فبات هناك «سوقا» إيجارات في لبنان: واحدة لمن لا يملك القدرة المالية على الدفع، والثانية لكلّ من يقبض بعملة أجنبية. هذه الفئة الأخيرة باتت «الهدف الأول» (والأخير) لمالكي الشقق، تحديداً في بيروت. يُراهن المالكون على وجود نسبة كبيرة من العاملين الأجانب في لبنان، والموظفين لدى الشركات الأجنبية والمنظمات غير الحكومية والحكومية الغربية، وعائلات تستقبل التحويلات المالية من الخارج، فكُثرت الإعلانات عن تأجير بيوت مُسعّرة بالدولار، مثلاً: «منزل للإيجار بـ600 دولار أو 4.5 مليون ليرة». اعتمد مالك هذه الشقة سعر صرف يُعادل 7500 ليرة للدولار. ولكن يبقى ذلك «أهون» ممّن يشترط الدفع حصراً بالدولار الأميركي… الـ«فريش». علناً، يُقفل المالكون أبوابهم بوجه أصحاب الرواتب بالليرة اللبنانية، مُشاركين بحرمان الناس من حقّهم في الحصول على سكن لائق. المالكون «يتحصّنون» بقانون الإيجارات الذي حرّر منذ عام 1992 الأسعار (بضغط من أصحاب الشركات العقارية والمالكين القُدامى)، وبأنّ عقد السكن هو اتفاق بين طرفين، يتمّ فيه اعتماد الشروط المُناسبة لهما.

يقول نقيب المقاولين مارون الحلو إنّه «لا يحقّ لأصحاب الملك أن يُسعّروا بالدولار، ولكن في الماضي لم يكن هناك من محاسبة بسبب عدم اختلاف الأسعار مع تثبيت العملة واستقرار سعر الصرف. تبدّلت الأمور بعد تشرين الثاني 2019». يصف الحلو المرحلة الحالية بـ«الاستثنائية. صاحب العقار يُحاول تحسين وضعه عبر القبض بالدولار احتياطاً من انهيار إضافي بالعملة، في حين أنّ المُستأجر لن يكون قادراً على الدفع». الحلّ الأمثل هو في «لبنَنة قطاع الإيجارات، لأنّه طالما هناك مئة دولار معروضة، سيستمر كلّ شخص بفرض الشروط التي تُناسبه».

في ورقة بحثية نشرها موقع «Research Gate» سنة 2012، حول تأثير الدولرة غير الرسمية على الاقتصاد الصومالي، وُجِد أنّها تؤدّي إلى اضطرابات اقتصادية شديدة «من بينها الفشل في استقرار الأسعار في السوق المحلية، وإعاقة إرساء نظام إدارة مالية متين داخل مؤسسات الدولة». لذلك، أوصت الدراسة بتقليل الاعتماد على الدولار الأميركي، «مع تشجيع استخدام سلّة من العملات على المدى القصير، وتعزيز استخدام العملة المحلية على المدى الطويل. اعتماد مثل هذه الاستراتيجية، سيُسهّل تجنّب تكرار الأزمات المالية». وفي هذا الإطار، يقول أحد أساتذة الاقتصاد في «كلية لندن للاقتصاد» إنّ العملة اللبنانية «هي شكلٌ من أشكال الدولار، وقد فقدت قيمتها. مع الوقت، سترتفع الحاجات الاستهلاكية للمالكين وستشتد حدّة الانهيار مع خفض الدعم على استهلاك المواد الرئيسية، وبالتالي اضطرار أصحاب العقارات إلى خفض الأسعار، وإلا فلن يستأجر أحد».
ما يحصل في قطاع الإيجارات منذ أشهر، يُشير إلى نقطة مُحدّدة هي «غياب وحدة نقدية يتعامل الناس وفقها»، بحسب الأمين العام لحركة «مواطنون ومواطنات في دولة»، الوزير السابق شربل نحّاس. ويُضيف بأنّ «النقد فقد وظيفته الأساسية، كمسطرة أسعار، والأمر لا ينحصر في موضوع الإيجارات، بل بكلّ قطاع له مدى زمني، كعقود التشغيل، لأنّ لا أحد يقدر أن يُحدّد مُسبقاً كم ستبلغ قيمة الدولار». يؤدّي ذلك، وفق نحّاس، إلى «تعطّل إمكانية تبادل السِلَع».
في حالة الإيجارات، تأتي دولرة الاقتصاد وانهيار سعر الصرف لتحرم الناس في الحصول على المسكن”. لقراءة المقال كاملاً إضغط هنا.