في تقريرها، تحدّثت الوكالة مع مهندس لبناني (28 عاماً) يتعامل مع الجمعية، مشيرةً إلى أنّه ظل قادراً على سحب أمواله بالدولار في خضم الانهيار الاقتصادي المندلع منذ 2019. وكتبت الوكالة تقول: “على عكس المصارف التجارية، لم تكن تعود الحسابات المفتوحة لدى الجمعية (على المودع) بفوائد”، مشيرةً إلى أنّ المهندس الشاب لم يهتم لذلك. ونقلت عنه قوله: “ما يهمني هو أنني قادر على الحصول على أموالي عندما أريد”.
وفي هذا الإطار، علّقت الوكالة بالقول إنّ “حزب الله” بتدخله حيث فشلت الدولة والمؤسسات المالية يوفر شريان حياة أساسي لعدد من اللبنانيين، لافتةً إلى أنّ جميع اللبنانيين باتوا بأمس الحاجة إلى العملة الصعبة والسيولة مع انخفاض قيمة الليرة أمام الدولار. ومع توقف أغلبية المصارف التجارية عن منح القروض وعجز المودعين عن سحب أموالهم بالدولار، يستطيع عملاء “القرض الحسن” الحصول على قروض بالدولار من دون فائدة، كما تتيح لهم الجمعية فتح حسابات ادخار.
وتابعت الوكالة بالقول إنّ عملاء الجمعية ارتفعوا بشكل ملحوظ السنة الفائتة، على الرغم من إدراجها على لائحة العقوبات الأميركية منذ العام 2007. وهنا، نقلت عن المتحدثة باسم المؤسسة بتول طحيني ربطها الارتفاع بفقدان الثقة بالقطاع المصرفي. وقالت طحيني إنّ عدد الودائع أعلى بكثير بالمقارنة مع 2019 والأعوام الماضية “على الرغم من أنّ عدد القروض لم يرتفع كثيراً”؛ إشارة إلى أنّ الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله قال إنّ نحو 300 ألف لبناني يتعاملون مع الجمعية لنيل القروض.
ماذا يقول الخبراء؟
الخبير الاقنصادي روي بدارو اعتبر في حديث مع الوكالة أنّ المؤسسة جزء من “دولة “حزب الله” ضمن الدولة”، مشيراً إلى أنّها “طريقة متخفية لإتمام أنشطتهم عبر (عمليات) التمويل الصغير، مثل المدارس التي يديرها “حزب الله” وغيرها”. كما رأى بدارو أنّ الهدف يقضي بامتصاص الأزمة في أوساط “الفقراء من أبناء الطائفة الشيعية”. ونظراً إلى فداحة الأزمة اللبنانية، حذّر بدارو من أنّ “حزب الله” يواجه خطراً يتمثّل باحتمال تخلّف كثيرين عن سداد أقساطهم، قائلاً: “إذا حصل ذلك، عندما قد يضطر “حزب الله” إلى استخدام أمواله الخاصة لتغطية الوادئع”.
عن “القرض الحسن”
تتيح الجمعية لعملائها الحصول على قروض صفرية الفوائد بقيمة يمكن أن تصل إلى 5 آلاف دولار، بحسب الوكالة. وتُعتبر الجمعية الناشطة منذ ما يزيد عن 3 عقود أكبر مؤسسة مالية غير مصرفية تمنح قروضاً صغيرة في لبنان، وفقاً للوكالة. ويتعيّن على العملاء أن يرهنوا الذهب في المقابل أو الاستعانة بكفيل، على أن يُسدد القرض على أقساط تمتد على فترة 30 شهراً يتم بعدها إعادة الرهن لصاحبه. إشارة إلى أنّ الجمعية تعمل وفقاً للشريعة الإسلامية التي تحرّم الفائدة.
“القرض الحسن” في خطاب نصرالله
في تعليق على عملية القرصنة التي طالت “القرض الحسن” مؤخراً، أكّد السيد نصرالله أنّ أنّ الجمعية قدّمت قروضاً بقيمة 3.7 مليارات دولار لنحو 1.8 مليون شخص منذ تأسيسها، كاشفاً للمرة الأولى أنّ الاحتلال الإسرائيلي قصف خلال عدوان تموز مخزن ذهب تابعاً للمؤسسة “مع ذلك كل الناس الذين كان لديهم أموال بالقرض الحسن عوّض عليهم، لم يضع على أحد أي فلس”.