وسيم الصيداوي، واحد من أولئك العمّال، وهو ربّ أسرة مؤلّفة من أربعة افراد، ويعمل في احدى السوبرماركات التجارية في صيدا، وبالرغم من ذلك يعجز عن تأمين متطلّبات حياة كريمة، يقول لـ”نداء الوطن”: “بعد ثلاثة أيام فقط من قبض راتبي الشهري الذي لا يتجاوز الـ800 ألف ليرة، لا يبقى منه شيء، أدفع ايجار منزلي، اشتري دواء السكّري، وأسدّد رسم اشتراك المولّد الكهربائي، أشحن هاتفي، واذا استطعت اشتري بعضاً من المواد الاستهلاكية الضرورية مثل الزيت، البطاطا، البيض، اللبنة، رز وسكر، وفي نهاية النهار لا يكون في جيبي أي قرش، من يصدّق ذلك؟”.
بين سندان دوامة من الانتظار لقبض الراتب الشهري ومطرقة الركض وراء تأمين لقمة حلال يعيش وسيم وعائلته، يؤكّد أنّ “لا حل قريباً ولا مفرّ منها، أضع نصب عيني معادلة المقارنة، فالعمل افضل من البطالة، راتب قليل يلامس الحدّ الادنى للأجور احسن من لا شيء وأفضل من مدّ اليد وذلّ السؤال، مرّت علي ايام عصيبة ولكنّ شظف العيش هذا لم يسبق له مثيل”. وما يزيد الطين بلّة في هذه الدوامة، الفوضى التي تميّزها، فوضى في الاسعار، في صرف الدولار، فتتولّد الازمات اليومية ولا تنتهي: تقنين اضافي في التيار الكهربائي، انقطاع او شحّ في البنزين والغاز.
ويقول حسن جرادي لـ”نداء الوطن”: “بتنا نتوسّل لشراء الاغراض وكأنّنا نتسولها وبالرغم من اننا ندفع سعراً أغلى من تعبئة البنزين وشائعات انقطاعه حتى الزيت المدعوم المخفي عن العيون، باعتقادي انّ المواطن يتحمّل جزءاً من المسؤولية من خلال التهافت على الشراء، ربمّا لديه الاعذار لفقدان الثقة بكل المعنيين والحلّ بالمقاطعة”.