وجرى تداول عقود تسليم يونيو عند 62.24 دولاراً للبرميل اعتباراً من الساعة الـ10 صباحاً بتوقيت أبوظبي، بحسب بورصة “إنتركونتننتال”، بتداول ألفين و132 دفعة (وتضمُّ كل دفعة ألف برميل).
وبورصة “أبوظبي إنتركونتننتال” للعقود الآجلة، ومقرُّها أبوظبي، مدعومة من بورصة “إنتركونتننتال”، وشركة بترول أبوظبي الوطني (أدنوك)، وشركاء منهم شركات نفط كبرى.
معيار جديد لسوق الطاقة
وتسعى العاصمة الإماراتية، أبوظبي، من تداول العقود الآجلة لخام مربان، وهو أكبر درجة نفطية لها، إلى إنشاء معيار لسوق الطاقة، بهدف “ضمان أن تكون عقود مربان الآجلة سلعةً يتمُّ تداولها بحرية على مستوى العالم، وتسمح للجميع في أنحاء العالم باستخدامها؛ إما للتسعير أو التحوط من المخاطر”، وذلك بحسب تصريح “خالد سالمين”، المدير التنفيذي للإمداد والتجارة في شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) التي تديرها الحكومة، في مقابلة أجراها معه تلفزيون بلومبرغ، فقد أضاف أنَّ عقود مربان الآجلة “توفِّر أداة إضافية، كان السوق يبحث عنها”.
وبدأت “أدنوك” تداول عقود مربان الآجلة في بورصة أبوظبي يوم الإثنين، وهي المرَّة الأولى التي يسمح فيها عضو في منظمة البلدان المصدِّرة للبترول (أوبك) في الخليج العربي ببيع وشحن نفطه بحرِّية في أيِّ مكان في العالم.
وتقوم شركة “انتركونتيننتال إكسشينج” (Intercontinental Exchange Inc)، ومقرُّها أتلانتا، بتشغيل المنصة المعروفة باسم “بورصة أبوظبي انتركونتيننتال للعقود الآجلة”.
وفي هذا السياق، قال “ستيوارت ويليامز”، رئيس “”بورصة أوروبا انتركونتيننتال للعقود الآجلة” (ICE Futures Europe)، في مقابلة مع تلفزيون بلومبرغ، إنَّ التداول في اليوم الأول من العقود “كان نجاحاً حقيقياً حتى الآن”.
وأشار إلى الطموح لترسيخ عقود مربان الآجلة كمعيار إقليمي بقوله: “لدينا تطلُّعات أكبر لهذه العقود”. وبمجرد تحديد أحجام التداول والسيولة، ستسعى “انتركونتيننتال”، و”أدنوك” إلى دفع المحادثات مع شركات النفط الوطنية الأخرى في المنطقة حول اعتماد عقود مربان الآجلة كمرجع تسعير لمبيعاتها”.
ويميل المنتجون الرئيسيون في المنطقة، بما في ذلك المملكة العربية السعودية، والعراق، ودولة الإمارات العربية المتحدة وعاصمتها أبوظبي، إلى منع المشترين من إعادة بيع نفطهم. كما يستخدمون معايير من خارج الشرق الأوسط لتسعير الكثير من نفطهم الخام.
هذا ويمكن لـِ “أدنوك” إنتاج حوالي مليوني برميل من خام مربان يومياً، كما تعهدت بضمان ما لا يقل عن مليون برميل من الصادرات اليومية لدعم التداول في البورصة.
الطلب على عقود مربان الآجلة
وتُعدُّ دولة الإمارات ثالث أكبر منتج في “أوبك”، التي خفَّضت الإمدادات العام الماضي مع تراجع الطلب على الطاقة بسبب فيروس كورونا.
وقال سالمين، إنَّ لدى “أدنوك” أكثر من 60 عميلاً في حوالي 30 دولة، مما سيساعد في دعم الطلب على عقود مربان الآجلة، ويضمن عدم تمكُّن أي مشترٍ من ممارسة تأثير لا ضرورة له في السوق.
وفي هذا الصدد تجتمع “أوبك+”، وهي مجموعة أوسع تضمُّ دولاً مثل روسيا، هذا الأسبوع لمناقشة ما إذا كان سيتمُّ تخفيف تخفيضات الإنتاج التي بدأت في شهر مايو الماضي. وقد تسبَّبت قيود الإمداد، وإطلاق اللقاحات في ارتفاع سعر خام برنت القياسي العالمي بنسبة 63٪ تقريباً منذ بداية نوفمبر إلى حوالي 63.50 دولاراً للبرميل. ومع ذلك، تلاشى الارتفاع هذا الشهر وسط موجة جديدة من حالات الإصابة بالفيروس، مما قد يدفع بعض أعضاء “أوبك+” إلى المجادلة بأنَّ المنظمة لا يمكنها زيادة الإنتاج حتى الآن.
وأضاف سالمين، أنَّ مستويات الأسعار في حدود 60 دولاراً للبرميل هي “متوسط مستدام”، موضِّحاً أنَّ إغلاق قناة السويس الأسبوع الماضي بعد جنوح سفينة الشحن “إيفر غيفن” لن يسبب مشاكل كبيرة لأسواق النفط، فهي مزوَّدة بإمدادات جيدة، ويمكن للمشترين السحب من المخزونات العالية لتجنُّب أيِّ مشاكل.
وسيقدِّم عقد مربان، التي تسعِّر خام أبوظبي الرئيسي الذي يشكِّل أكثر من نصف إنتاج “أدنوك”، خامَ قياس بديلاً لخام دبي الذي تديره منصة “ستاندرد أند بورز جلوبال بلاتس”، والعقود الآجلة لخام عمان التي يجري تداولها في بورصة دبي للطاقة.
وسيمكِّن العقد المتعاملين من المقارنة بين قيم الإمدادات المنافسة من روسيا، وأوروبا، والولايات المتحدة بجودة مماثلة لمربان باستخدام عدد من المشتقات التي يتمُّ تسويتها نقداً مقابل برنت، وغرب تكساس الوسيط.
التسعير لشهرين مقبلين
ويسعر العقد الخام لشهرين مقبلين مع تحديد، وسيكون موعد حلول أجل أوَّل عقد في يونيو. وسيكون تسليم العقد للعملاء على أساس البيع والتسليم على ظهر السفينة في إمارة الفجيرة.
ومن الشركاء الآخرين في بورصة “أبوظبي إنتركونتننتال” للعقود الآجلة، “بي.بي”، و”توتال”، و”إنبكس”، و”فيتول”، و”شل”، و”بتروتشاينا”، و”جي.إس كالتكس الكورية الجنوبية”، و “إنيوس هولدنجز اليابانية”، و “بي.تي.تي التايلاندية”.
وتأجل إطلاق بورصة “أبوظبي إنتركونتننتال” للعقود الآجلة قرابة عامة بسبب جائحة كوفيد-19.
وستحدِّد “أدنوك” أسعار البيع الرسمية الشهرية لمربان اعتماداً على العقود الآجلة، وأسعار درجات الخام الثلاث الأخرى التي تبيعها، وهي داس، وأم اللولو، وزاكوم العلوي، وذلك بتحديد فوارق لعقود خام مربان.
ويعدُّ مربان خاماً خفيفاً منخفض الكبريت، وتبلغ كثافته النوعية 39.9 درجة على مقياس معهد البترول الأمريكي الذي يقيس الكثافة النوعية لكثافة الخام. ويبلغ محتوى الكبريت به 0.78%، ويبلغ إنتاجه حوالي مليوني برميل يوماً، بحسب بورصة “إنتركونتننتال”.
وتضخُّ الإمارات، وهي ثالث أكبر منتج للنفط في منظمة البلدان المصدِّرة للبترول (أوبك) بعد السعودية والعراق،