كتبت باتريسيا جلاد في “نداء الوطن“: اللبنانيون على موعد غداً، مع صدور التسعيرة الثانية لجدول تركيب أسعار المحروقات الصادر عن وزارة الطاقة والمياه بعد صدور تسعيرة يوم الإثنين. اذا لم يخفّض وزير المال غازي وزني الدعم بنسبة 5%، فإن سعر الصفيحة لن يتغير او قد ينخفض قليلاً. أما اذا خفّض الدعم من 90% الى 85%، فإن سعر صفيحة البنزين سيرتفع 8000 ليرة لتصبح 48 ألف ليرة.
مادتا البنزين والمازوت على درب رفع الدعم سائرة. الجميع يُجمع على أن الوقت حان لوقف نزف احتياطي مصرف لبنان من العملات الأجنبية، ووضع حدّ لتهريب السلع المدعومة واستفادة الغنيّ والفقير على حدّ سواء. وعند حصول تلك الواقعة ليس امام الفقراء الذين باتت نسبتهم تتعدّى الـ55% سوى شرب الكأس الأشدّ مرارة والتضوّر جوعاً، في ظلّ غياب تام للدولة، والتأقلم مع ظاهرة وصول سعر صفيحة البنزين الى 165 ألف ليرة أو أكثر تبعاً لتغيّر سعر برميل النفط عالمياً وسعر صرف الدولار محلّياً.
ومن المعروف أن الدعم على البنزين والمازوت من مصرف لبنان يبلغ نسبة 90% تتضمن كلفة البضائع المنقولة والنقل البحري والتأمين… كلفة تسدّد من احتياطي “المركزي” وبالتالي من جيوب اللبنانيين.
رفع الدعم النهائي والكلّي عن المواد الأولية غير ممكن حالياً رغم محاولات تحريره شيئاً فشيئاً، علماً ان خطوة الترشيد بدأت من دون مقدّمات. فبين ليلة وضحاها خفّضت وزارة الإقتصاد الدعم عن سلع غذائية كثيرة وأبقت على الأساسية منها ولأصناف محددة مثل اللحوم، البقر والحليب… واليوم قد تحسم وزارة المال نسبة 5% من الدعم على صفيحة البنزين… لحين بدء عمل المنصّة لتحفيز الشفافية في سعر صرف الدولار في أسواق القطع، وبدء العمل بالبطاقة التمويلية الموعودة التي لا يزال الحديث عنها خجولاً وبالعموميات. كل ذلك اذا ما حصل سيكون غير مجدٍ من دون التوافق السياسي على تشكيل حكومة فعّالة.
رفْع الدعم وتسعيرة البنزين
في حال رفع الدعم عن المحروقات بنسبة 100% إن تسعيرة صفيحة البنزين ستصبح على الشكل التالي:
– إذا كان سعر صرف الدولار الواحد في السوداء بقيمة 14 ألف ليرة، فإن سعر صفيحة البنزين سيبلغ 165 ألف ليرة.
– اذا سجّل الدولار 20 ألف ليرة في السوق السوداء، فإن سعر الصفيحة سيبلغ نحو240 ألف ليرة.
وقد يصل سعر صرف الدولار الى 30 ألفاً والبنزين الى 300 ألف ليرة…اذا رفع الدعم بنسبة 100% على المواد الأولية والمواد الغذائية.