ويتجه اليورو لتسجيل أفضل أداء أسبوعي له مقابل الجنيه الاسترليني منذ سبتمبر 2020، وجري تداوله فوق 86 بنسا يوم الخميس الماضي.
ويبيع المستثمرون الجنيه الإسترليني بسبب مخاوف تتعلق بجرعة لقاح “أكسفورد-أسترازينيكا” الذي تعتمد عليه بريطانيا كثيرا، بينما تعززت العملة الموحدة ( اليورو) بالتوقعات بأن التكتل سيحقق أهداف التحصين ضد كورونا في وقت مبكر أكثر من المتوقع.
ويحقق اليورو أفضل أداء أسبوعي، بعد شهور من تجاوز عملة بريطانيا لعملة جارتها الأقرب، مما أدى إلى تسجيل أرقام قياسية على مدار سنوات، بينما يراهن المتعاملون على أن برنامج التطعيم البريطاني السريع سيترك الاتحاد الأوروبي بدون مساعدة.
ويخاطر المستثمرون بتركيز استثمارهم في صناديق مثقلة بالديون تستثمر في تداول الجنيه الاسترليني بعد تسجيله أعلى مستوياته خلال عام، وفقا لبيانات لجنة تداول العقود الآجلة للسلع. وأغلقت صناديق التحوط مراكزها التي تراهن على صعود الجنيه الاسترليني يوم الأربعاء.
نشوة التطعيم
وقال بيتر كرباتا ، الخبير الاستراتيجي في بنك ” أي إن جي غروب” ( ING Groep NV) الهولندي ” نلاحظ انعكاسا لنشوة التطعيم .. لقد تمت المبالغة بشأن تأثير التلقيح، أيضا عبر نشاط المضاربة، حيث يعتبر الجنيه الإسترليني أكبر عملة تتم المضاربة عليها لفترة طويلة ضمن نطاق العملات العشرة الأكثر تداولا في العالم (G-10 FX)”.
وبعد انتهاء المناقشات التجارية بشأن ( بريكست) في نهاية 2020، تمحور تركيز المتعاملين بالجنيه الاسترليني على طرح اللقاح في بريطانيا، والذي سرعان ما حقق تقدما على الاتحاد الأوروبي.
وأعطت بريطانيا حوالي ثلاثة أضعاف الجرعات التي وفرتها لنسبة من سكانها، مقارنة بالاتحاد الأوروبي، وفقا لـ “مؤشر بلومبرغ لتتبع اللقاحات”، مع تقليص جهود التكتل بسبب النزاعات والتأخيرات. وحاليا ، تواجه حملة بريطانيا بشأن التطعيم عقبات جديدة.
وتواجه مراكز التطعيم والصيدليات “انخفاضا كبيرا” في توريد الجرعات خلال أبريل ، مما يعني أن كبار السن الذين ينتظرون جرعات ثانية ستكون لهم الأولوية على الأشخاص الأصغر سنا الذين يحصلون على الجرعة الأولى.
وفي الوقت نفسه، نصحت الجهات التنظيمية الطبية في بريطانيا أن الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 30 عاما لا ينبغي أن يتلقوا لقاح “أسترازينيكا ” في إطار “تصحيح مسار” خطة التوزيع في البلاد.
مخاوف التباطؤ
وبحسب أحد المستثمرين الأوروبيين يأتي تراجع الجنيه الاسترليني في تداولات يوم الأربعاء على خلفية التخلص من مراكز البيع على المكشوف لكلي العملتين اليورو والجنيه الاسترليني.
وقال فالنتين مارينوف، رئيس قسم أبحاث العملات العشرة الأكثر تداولا في ” كريدي أجريكول” بلندن : “يبدو أن سعر الجنيه الاسترليني يتمتع حاليا بالعديد من الإيجابيات، والعملة تبدو مبالغا في قيمتها وفي ذروة الشراء، لا سيما مقابل اليورو”.
وأضاف ” “الجنيه الإسترليني لم يعد بطل اللقاحات بين مجموعة العملات العشرة، وعلى نطاق أوسع، يمكن أن يؤدي تباطؤ وتيرة تطعيمات كوفيد ببريطانيا في نهاية المطاف إلى تأخير خطط الحكومة لإعادة فتح الاقتصاد”.
ومن المؤكد أن أبريل هو شهر داعم تاريخيا للجنيه الإسترليني ، مدفوعا جزئيا بالسنة الضريبية الجديدة في بريطانيا وعودة أرباح الشركات البريطانية العاملة في الخارج إلى البلاد.
وفي غضون ذلك، تصر الحكومة البريطانية أنها تسير على الطريق للوصول إلى هدفها المتمثل في تطعيم جميع البالغين بحلول نهاية يوليو. وبدأت لندن في توزيع جرعات لقاح شركة ” مودرنا” يوم الأربعاء الماضي.
“تم التأكد من أن لقاح “أكسفورد-أسترازينيكا” آمن وفعال وأن الفوائد تفوق بكثير المخاطر التي يتعرض لها الغالبية العظمى من البالغين..نحن في طريقنا لتقديم جرعة أولى لجميع البالغين بحلول نهاية يوليو. عندما تتلقى المكالمة ، احصل على الجرعة”. وزير الصحة البريطاني، مات هانكوك
وقال ستيوارت كول، كبير استراتيجيي الاقتصاد الكلي في ” اكويتي كابيتال” ( Equiti Capital) : “بالمقارنة مع الاتحاد الأوروبي ، ستخرج بريطانيا أولا من الإغلاق، وتكتسب السبق في تعافيها الاقتصادي”.
وأضاف: “في الواقع ، يدور الحديث في بريطانيا إلى حد كبير عن القوة المحتملة للتعافي، بينما في الاتحاد الأوروبي لا يزالون يعملون على تأسيس صندوق بهدف التعافي من تداعيات كورونا”.
ولكن بعد أن كسر أخيرا 0.85 مقابل اليورو الأسبوع الماضي، وصل الجنيه الإسترليني إلى أضعف مستوى له في شهر يوم الأربعاء بسبب الأضرار التي لحقت بسمعة اللقاحات الجديدة. وشهد سعر الاسترليني تغيرا طفيفا مقابل اليورو يوم الخميس الماضي عند أقل من 86.5 بنسا.
وقال نيد رامبلتين، الرئيس الأوروبي لاستراتيجية العملات الأجنبية في “بنك تورونتو دومينيون”نحن حاليا في مرحلة يتم فيها تسعير الكثير من الأخبار الجيدة على صعيد اللقاحات”.
وأضاف “وقد ترك هذا الأمر الجنيه الاسترليني عرضة لمخاطر التصحيح مقابل بعض شركائه التجاريين الرئيسيين ، كما بدأت بعض الاقتصادات الرئيسية الأخرى في سد فجوة اللقاحات”.