تشويه سمعة أكبر مصرف أميركي..والسبب أزمة “سوبر ليغ”

24 أبريل 2021
تشويه سمعة أكبر مصرف أميركي..والسبب أزمة “سوبر ليغ”
عندما وافق أكبر مصرف في الولايات المتحدة على دعم وتمويل مسابقة “السوبر ليغ” الأوروبية لكرة القدم، كان يتوقع بعض الجدل بشأن ذلك، لكنه لم يكن جاهزا  لردود الفعل الغاضبة التي صدرت عن جهات رياضية وسياسية كبرى أدت إلى دفن تلك البطولة في مهدها.

وبحسب شبكة “سي إن إن”، فإن بنك “جي بي مورغان” قد تعرض لحملات قاسية على مواقع التواصل الاجتماعي، لاسيما من العديد من الشخصيات الإعلامية والرياضية والاقتصادية البارزة، مما دفع بالمصرف إلى إصدار بيان أمس الجمعة يوضح فيه موقفه بشأن ما حدث.

وجاء في بيان المصرف الأميركي الذي كان يعتزم تقديم قرض بأكثر من 4 مليارات دولار لتمويل البطولة: “من الواضح أننا أخطأنا في تقدير نظرة مجتمع كرة القدم الأوسع إلى هذه الصفقة وكيف يمكن أن تؤثر عليهم في المستقبل”.

وأضاف البيان “سوف نتعلم من هذه التجربة”.

“زالزل فاشل”
وكان 12 ناديا عملاقا في أوروبا، قد أحدثوا زلزالا كبيرا في عالم كرة القدم، عندما أعلنوا، الأحد الماضي، إطلاق مسابقة جديدة تسمى “دوري السوبر ليغ” الأوروبي لكرة القدم لتكون موازية لدوري أبطال أوروبا.

والأندية هي: ريال مدريد ومانشستر يونايتد وليفربول، ومانشستر سيتي وأرسنال،وتشيلسي وتوتنهام ويوفنتوس وبرشلونة وأتلتيكو مدريد وميلان وإنتر ميلان

ولكن الأندية الإنكليزية انسحبت من البطولة بعد أقل من 48 ساعة على إعلان تأسيس المشروع عقب الحملات الإعلامية الأوروبية والرفض القاطع من الجماهير والحكومة البريطانية ورابطة الدوري الإنكليزي الممتاز ورابطة المشجعين.

وانضم إلى قائمة المنسحبين لاحقا ناديا ميلان وجاره الإنتر  في إيطاليا ومتصدر الدوري الإسباني أتلتيكو مدريد، فيما أعلن يوفنتوس في بيان رسمي أن الظروف غير مناسبة حاليا للبطولة الجديدة، ولم يتبق من المؤسسين للبطولة سوى برشلونة وريال مدريد.

وقال أندريا أنييلي رئيس نادي يوفنتوس الإيطالي وأحد المهندسين الرئيسيين للخطة يوم الأربعاء “لا أعتقد أن هذا المشروع لا يزال قيد التنفيذ، فيما جرى اتهام الفرق الـ 12 التي حاولت تشكيل الدوري الأوروبي الممتاز بالسعي إلى جني أموال ضخمة بما يتعارض مع تقاليد كرة القدم الأوروبية.

وقال مصدر مطلع على المناقشات التي جرت بين المصرف والأندية الأوروبية إن مساهمة “جي مورغان” في تمويل البطولة كان قد جرى دراستها من قبل لجنة داخلية تقيم الصفقات المحتملة من حيث السمعة أو مخاطر الائتمان.

وأضاف المصدر لشبكة “سي إن إن: “كان هناك توقعات بحدوث جدل بشأن تلك البطولة لوجود عنصر عاطفي كبير في الرياضة، ولكن عندما تتخذ قرارًا ماليًا بشأن قرض، عليك أن تحاول تنحية المشاعر جانبًا”.

ولفت المصدر إلى المناقشات بشأن إطلاق البطولة الأوروبية الجديدة كانت جارية منذ عدة سنوات، وأن جي بي مورغان لم يشارك في أي مفاوضات جرت بين الأندية.

علاقات اقتصادية
تجدر الإشارة إلى أن ثمة علاقات قائمة بين “جي بي مورغان” والعديد من الأندية الأوروبية التي شاركت في تأسيس البطولة، فعلى سبيل المثال قدم المصرف تمويلا لتوسيع استاد نادي ريال مدريد، الذي كان رئيسه فلورنتينو بيريز من المقرر أيضا أن يترأس رابطة الدوري الأوروبي الممتاز.

كانت اتفاقية تمويل تلك التوسعة بمثابة رهان طويل الأجل للمصرف، إذ كان المقرر أن يسدد ريال مدريد قرض التمويل على مدى 23 عامًا عبر الأموال الكثيرة التي كان سيجينها من البطولة الجديدة.

وقد أصر بنك “جي بي مورغان” على التقليل من أهمية وحجم الانتقادات التي وجهت إليه بشأن “السوبر ليغ” والتي اعترف المصدر المطلع  لشبكة “سي إن إن ” أنها كانت غير متوقعة وعنيفة.

ويقول البنك إنه لن يتكبد خسائر  مالية إذا لم يستمر مشروع “السوبر ليغ”، لكن صحيفة تليغراف البريطانية قالت إن “تلك الصفقة قد أثرت بشكل كبير على سمعة البنك، وأن ما حدث كان بمثابة هدية لبنوك منافسة أخرى”.

من جهتها، قالت صحيفة “الغارديان” أنه من الجيد أن “جي بي مورغان” لم يطلق حتى الآن مصرفه الرقمي في المملكة المتحدة، لأنه كان سيفتح وقتها بابا للمقاطعة”.