“نهاية أوبك”.. الخلاف السعودي الإماراتي يتعمق فهل تنسحب أبو ظبي؟

7 يوليو 2021
“نهاية أوبك”.. الخلاف السعودي الإماراتي يتعمق فهل تنسحب أبو ظبي؟

في مؤشر إلى خطورة الخلاف السعودي-الإمارات، هوت أسعار النفط أمس في جلسة متقلبة بعدما ألغت مجموعة “أوبك+”(تضم المنتجين في منظمة البلدان المصدرة للبترول “أوبك” وروسيا ومنتجين آخرين)اجتماعها لعدم تمكن أعضائها الرئيسيين من الوصول إلى اتفاق لزيادة الإنتاج، من دون تحديد موعد لاستئناف المفاوضات بعد تأجيلها لليوم الثالث إثر خلافات الأسبوع الماضي.

وأنهت عقود خام برنت القياسي العالمي جلسة التداول منخفضة 2.3 دولار، أو 3.4 بالمئة، لتسجل عند التسوية 74.53 دولار للبرميل بعدما قفزت أثناء الجلسة إلى 77.84 دولاراً وهو أعلى مستوى لها منذ تشرين الأول 2018 .كما أغلقت عقود خام القياس الأميركي غرب تكساس الوسيط منخفضة 1.79 دولار، أو 2.4 بالمئة، إلى 73.37 دولاراً للبرميل بعدما لامست 76.98 دولاراً وهو أعلى مستوى لها منذ تشرين الثاني 2014.

قناة “CNBC” الأميركية تناولت تداعيات الخلاف النفطي، متسائلةً عما إذا كنا سنشهد على نهاية “أوبك”، وذلك بعد فشل المفاوضات في إنهاء الخلاف بين السعودية، أكبر منتج في “أوبك”، والإمارات؛ وكانت أبو ظبي توافقت مع الرياض يوم الجمعة وباقي أعضاء “أوبك+” على زيادة الإنتاج بنحو مليوني برميل يومياً اعتباراً من آب إلى كانون الأول 2021، لكنها رفضت تمديد التخفيضات المتبقية حتى نهاية عام 2022 بدلا من نهاية نيسان 2022.
حليمة كروفت، المحللة في شركة “آر بي سي كابيتال ماركتس” اعتبرت أنّ “أوبك+” تتعرّض لأشد أزمة منذ “حرب الأسعار المشؤومة التي اندلعت بين السعودية وروسيا (في العام 2020)”. وكشفت كروفت أنّه يتردد أنّ “المحادثات عبر القناة الخلفية مستمرة”، مضيفةً: “يرُجح أن تزداد التساؤلات حول التزام الإمارات بالبقاء منضوية في “أوبك” في الأيام المقبلة”. كروفت التي ألمحت إلى الخلاف الإماراتي-السعودي يتعدى حدود السياسة النفطية، قالت “يبدو أنّ (أبو ظبي) عازمة على مغادرة المظلة السعودية ورسم مسار الشؤون الدولية الخاص بها”.
وفي حديث مع وكالة الصحافة الفرنسية، قالت كروفت: “ارتفع احتمال عدم التوصل لاتفاق، بل حتى خروج الإمارات من “أوبك”، بشكل كبير”، إذ يبدو من الصعب على التحالف أن يقبل بطلب الإمارات من غير أن يفتح الباب أمام حصول فوضى. وبحسب كروفت، فإنّ “البيت الأبيض قد يحتاج إلى إجراء اتصالات خلال نهاية الأسبوع من أجل المساعدة في سد الفجوة ومنع سيناريو الانهيار الذي قد يؤدي إلى ارتفاع الأسعار” بشكل كبير.
من جانبه، قال المحلل في شركة “بي.في.إم أويل أسوسييتس” تاماس فارغا: “لم يتم التوصل إلى اتفاق، وكما نرى اليوم، فإنّ تحالف “أوبك+”، إذا كان مصطلح تحالف المناسب لوصف المجموعة، سيواصل الإنتاج عند مستوى تموز حتى نهاية العام”.
في السياق نفسه، تردد أنّ متحدثاً باسم البيت الأبيض قال إنّ إدارة الرئيس جو بايدن تضغط من أجل التوصل إلى “حل توافقي”، تراقب الولايات المتحدة غير المنضوية إلى “أوبك” جولة المحادثات الأخيرة عن كثب نظراً إلى تأثيرها المحتمل على أسواق النفط الخام حتى العام المقبل.
بدوره، علّق الشريك المؤسس لشركة “أغين كابيتال” جون كيلدوف على تأجيل المحادثات من دون التوصل إلى اتفاق بالقول: “انتهى التضامن في أوبك اليوم”، مشيراً إلى أنّ الإمارات تريد أن تكون قادرة على إنتاج المزيد.
ولم يستبعد كيلدوف حصول انشقاقات عن “أوبك”، قائلاً: “قد تكون البداية مع الإمارات” قبل أن تكر السبحة، بحسب تلميحه.