“اضطررت لشراء ملابس لم أشترها من قبل”.. غصن يروي تفاصيل جديدة عن رحلته إلى بيروت (فيديو)

16 يوليو 2021
“اضطررت لشراء ملابس لم أشترها من قبل”.. غصن يروي تفاصيل جديدة عن رحلته إلى بيروت (فيديو)

ربما لم ينتظر الرئيس التنفيذي السابق لشركة “نيسان”، مرور الوقت في موقف مثل النصف ساعة السابقة لإقلاع الطائرة التي تحمل صندوق آلة موسيقية وهو بداخلها استعداداً للهروب من اليابان.ويروي غصن، أنه دخل الصندوق في الساعة العاشرة والنصف في أحد ليالي شهر كانون الأول الباردة من العام 2019، فيما كان من المقرر أن تقلع طائرته في الساعة الحادية عشرة مساء.

كان ذلك بعد أن تم إلقاء القبض على غصن في تشرين الثاني من العام 2018، بعد اتهام شركة نيسان له بتقليل راتبه السنوي وسوء استخدام أموال الشركة، وهو اتهام نفاه غصن مراراً، وفقاً لما ذكره لموقع “بي بي سي”.وصف غصن لحظة اعتقاله في مطار طوكيو قبل 3 سنوات قائلا: “بدا الأمر كما لو أن حافلة صدمتك أو حدث لك شيء مؤلم للغاية”.نُقل غصن إلى مركز احتجاز في طوكيو، وهناك استلم ملابس السجن وحُبس في زنزانة، وقال: “فجأة أصبح يتعين عليّ أن أتعلم كيف أعيش بدون ساعة، بدون جهاز كمبيوتر، بدون هاتف، بدون أخبار، بدون قلم – بدون أي شيء”.

وقضى غصن، على مدار أكثر من عام، فترات طويلة في الحبس أو رهن الإقامة الجبرية في طوكيو بعد الإفراج عنه بكفالة.ولم يكن واضحا متى سيمثُل للمحاكمة، كان الخوف هو أن يستغرق الأمر سنوات، ويواجه غصن عقوبة السجن لمدة 15 عاما أخرى في حالة إدانته، في بلد يصل فيه معدل أحكام الإدانة إلى 99.4% في القضايا المرفوعة.قرر غصن العثور على مخرج من الأزمة، خلال فترة الإقامة الجبرية، عندما قيل له إنه لن يُسمح بأي اتصال مع زوجته كارول.وقال: “كانت الخطة هي إخفاء وجهي، لذا يجب أن أختبئ في مكان ما. كانت الطريقة الوحيدة التي يمكن أن أختبئ بها هي أن أكون داخل صندوق أو داخل حقيبة أمتعة، حتى لا يستطيع أحد رؤيتي، ولا يمكن لأحد التعرف عليّ، ويُكتب للخطة النجاح”.وأضاف أن فكرة استخدام صندوق كبير يحتوي عادة على آلات موسيقية “كانت أكثر منطقية، خصوصا أنه في ذلك الوقت كانت تُنظم في اليابان الكثير من الحفلات الموسيقية”.وسببت شهرة غصن الناتجة عن سنوات النجاح السابقة والسقوط المفاجئ، صعوبة جديدة للهرب أو التخفي وحتى الانتقال من منزله في العاصمة والذهاب إلى المطار ثم الهرب.وكانت الخطة وفقاً لغصن، أن يبدو كل شيء عادياً ثم يتغير فجأة، حيث يقوم بالمشي أو ممارسة الرياضة والتسوق قبل بدأ خطة الهرب.كما يتعين على غصن تغيير البدلات، التي اعتاد أن يرتديها لسنوات كمسؤول تنفيذي رفيع المستوى في قطاع السيارات العالمي، بشيء آخر غير رسمي إلى حد ما، حيث اختار ارتداء الجينز والأحذية الرياضية.وقال لـ “بي بي سي” خلال الفيلم الوثائقي الذي عرض أمس تحت عنوان “ستوريفيل” كارلوس غصن: الرحلة الأخيرة: “لك أن تتخيل أنني اضطررت للذهاب إلى أماكن لم أزرها من قبل، وأشتري ملابس لم أشترها من قبل”.من طوكيو سافر غصن بالقطار السريع إلى أوساكا حيث كانت طائرة خاصة تنتظره في مطار محلي للمغادرة. لكن قبلها، على غصن الدخول في صندوق متواجد في فندق قريب.وقال: “عندما تدخل الصندوق، لا تفكر في الماضي، ولا تفكر في المستقبل، بل فكر فقط في اللحظة التي تعيشها”.وأضاف: “لست خائفا، لا توجد عاطفة باستثناء التركيز الكبير على أن” هذه هي فرصتك، لا يمكن إضاعتها. فإن ضاعت، ستدفع مقابلها حياتك، حياة العيش رهينة في اليابان”.نُقل غصن من الفندق إلى المطار بواسطة رجلين، الأب والابن مايكل وبيتر تايلور، كانا ينتحلان صفة موسيقيين.ويعتقد غصن عموما أنه ظل داخل الصندوق لمدة ساعة ونصف تقريبا، على الرغم من أن الأمر بدا وكأنه استمر لمدة “عام ونصف”، وفقاً لوصفه.أقلعت الطائرة الخاصة في الوقت المحدد، وحلّق غصن، الذي أصبح الآن حرا، ليلا، وبدّل الطائرة في تركيا قبل أن يهبط في بيروت صباح اليوم التالي.وبسبب عدم وجود اتفاقية تسليم مجرمين بين لبنان واليابان، سُمح لغصن بالبقاء، على الرغم من أن الولايات المتحدة سلمت مواطنيها الأميركيين، مايكل تيلور وابنه بيتر، منذ ذلك الوقت إلى اليابان وهما يواجهان عقوبة السجن لمدة ثلاث سنوات بتهمة مساعدة غصن على الهرب.كما يواجه غريغ كيلي، زميل غصن السابق في شركة نيسان، عقوبة السجن أيضا، وهو لا يزال قيد الإقامة الجبرية في طوكيو بتهمة مساعدة رئيسه السابق في إخفاء أرباحه، وهي تهمة ينفيها كيلي.ماذا عن الأشخاص الذين تخلفوا عن الركب في اليابان؟قال غصن: “علمت أن نهاية محاكمة غريغ كيلي ستنتهي على الأرجح بحلول نهاية العام الجاري. يعلم الله بعد ذلك ماذا ستكون نتائج هذه المحاكمة في تهمة زائفة”.ويضيف: “أشعر بالأسف تجاه كل الأشخاص الذين وقعوا ضحية نظام العدالة في اليابان”.