سعر “فنجان القهوة” يواصل ارتفاعه

11 أغسطس 2021
سعر “فنجان القهوة” يواصل ارتفاعه

يستمر سعر فنجان القهوة في الارتفاع ولا يبدو أن هناك أحدا يهتم، فقد ارتفعت أسعار حبوب البن من نوع “أرابيكا” بنسبة 50% في الأشهر الـ12 الماضية، لتصل إلى أعلى مستوياتها في سبع سنوات خلال شهر يوليو الماضي، بعد أن تسبب الجفاف والصقيع في إتلاف المحاصيل بالبرازيل، أكبر منتج، مما يشير إلى شح الإمدادات العالمية لمدة عامين على الأقل.

ويأتي هذا الارتفاع في الوقت الذي تستمر فيه تكاليف الشحن المرتفعة ونقص حاويات الشحن في زعزعة سلاسل التوريد العالمية، مما يؤدي إلى تقلص هوامش الأرباح وزيادة مخاوف التضخم.وتواجه العديد من الشركات التي تبيع للمستهلك النهائي خياراً صارماً، وهو رفع الأسعار أو التحول إلى شراء حبوب أقل سعراً.الخبر الجيد، أن شاربي القهوة مدمنون، لدرجة أنه من غير المرجح أن يتضرر الاستهلاك كثيراً، خاصة مع استمرار تعافي الطلب من وباء فيروس كورونا.

زيادة الاستهلاك
قال دارين سيفر، محلل قطاع الأغذية والمشروبات في شركة الأبحاث “إن بي دي غروب”، إن المشروب “جزء أساسي من الروتين اليومي [للمستهلكين]، وسيتطلب الأمر الكثير لتغيير عاداتهم في تناول القهوة”. وأضاف أن العملاء “اعتادوا” على الأسعار المتقلبة.هذا العام، من المتوقع أن يرتفع الاستهلاك العالمي للبن إلى 168.8 مليون كيس بوزن 60 كيلوجراماً، وفقاً لشركة “رابو بنك إنترناشيونال”، مرتفعاً من 164.8 مليون كيس في الفترة السابقة.من المتوقع أن يتوسع السوق العالمي بمعدل سنوي مركب يبلغ 9% خلال السنوات الثلاث المقبلة إلى “أكثر من 400 مليار دولار”، كما تقول شركة “ستاربكس”.في آسيا – سوق البن الأسرع نمواً – سيرتفع الاستهلاك بفضل الدخل الأكبر وثقافة المقاهي المزدهرة في الصين والهند وإندونيسيا، وفقاً لشركة “فيتش سوليوشنس”.والطلب على القهوة ليس ثابتاً تماماً: لقد تسببت الجائحة في أول انخفاض منذ عام 2011.لكن في حين أن ارتفاع الأسعار هذا العام قد يحد من انتعاش ما بعد الجائحة، فإن الاستهلاك لن ينخفض، كما قال المحلل في شركة “رابو بنك”، غيلهيرم موريا.يجب أن ترتفع الأسعار فوق مستوى 4 دولارات للباوند للبدء في إحداث انخفاض في الاستهلاك، وفقاً لما ذكره “ستيرلنغ سميث”، مدير البحوث الزراعية في شركة “أغري سومبو” بأمريكا الشمالية. وقال إنه حتى ذلك الحين، قد يبحث المستهلكون ذوو الحساسية السعرية عن مقاهي أرخص أو يصنعون المزيد من القهوة في المنزل.رفع الأسعاروقالت فانوسيا نوغيرا، مديرة جمعية القهوة البرازيلية المتخصصة، إن التأثير سيختلف تبعاً للمنطقة. وقالت إن المستهلكين في الدول المنتجة مثل بلدها يميلون إلى أن يكونوا أكثر حساسية للسعر، في حين أن شاربي القهوة في الأماكن الأكثر ثراءً مثل أوروبا والولايات المتحدة هم أقل تأثراً. هناك بالفعل تحول نحو حبوب البن من نوع “روبوستا” الأرخص ثمناً في البرازيل، وفقاً لشركة “رابو بنك”.بالنسبة لشركات مثل “ستاربكس”، تمثل حبوب القهوة جزءاً صغيراً من التكاليف الإجمالية مقارنة بالعمالة والإيجار. ومع ذلك، تقول أكبر سلسلة مقاهي في العالم إنها تشعر بضغوط تضخمية.وقالت الشركة: “سيكون التسعير أحد الأذرع العديدة التي نستخدمها لموازنة هذه الرياح المعاكسة”، وذلك بالإضافة إلى تشجيع المستهلكين على شراء سلع أكثر تكلفة مثل الأطعمة والمشروبات الباردة.قال الرئيس التنفيذي لشركة “نستله أس أيه”، مارك شنايدر، إن “امتياز الجودة ونقطة السعر التنافسي الأعلى” يمنحان صانعي مشروبي “نسبرسو” و”نسكافيه” خيارات. وقال “عندما يقتضي الأمر، سنرفع الأسعار”.قالت جودي غانيس، رئيسة شركة “جيه. غينس كونسالتينغ”، إن بعض الشركات قد تُجرب تكتيكات مثل تقليل عمليات إعادة التعبئة المجانية أو تقليل وزن العبوات دون تغيير الأسعار.بالنسبة للمقاهي الصغيرة، قد يكون زيادة السعر أسهل من تغيير طعم الفنجان اليومي للزائرين من ذوي الولاء لهم.قالت ماريسا كروسيتا، مديرة متاجر القهوة “ألغيرين كوفي ستورز” بلندن، التي تبيع القهوة منذ عام 1887: “يشرب بعض عملائنا [خلطاتنا] لسنوات عديدة، فإذا جرى تغييرها من قبلنا فسيلحظون ذلك”.(بلومبيرغ)