أعلن وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي أنَّ بلاده ستحقِّق الاكتفاء الذاتي من الغاز بحلول 2030، مشيراً إلى أنَّ ارتفاع أسعار الغاز ناتج عن نقص الاستثمار بالقطاع.كما أضاف المزروعي في حوار مع نور عماشة مذيعة قناة “الشرق” أنَّ بلاده تعمل على تطوير مشاريع بتروكيماويات عملاقة بمنطقة الرويس.
كما اعتبر أنَّ خط “نورد ستريم 2” الذي سينقل الغاز الروسي إلى أوروبا، سيساهم بشكل كبير في تلبية الاحتياجات الآنية والمستقبلية من الغاز لدول غرب أوروبا، “لكن لدينا احتياجات متنامية في آسيا وإفريقيا، وهذه الأسواق بحاجة لأنواع عدَّة في مُقدِّمها الغاز الطبيعي المسال. وبالتالي؛ يجب أن تصبح الاستثمارات أكبر بكثير مما هو قائم حالياً، وليس فقط في الاستخراج، بل كذلك في خطوط الأنابيب “.وأكَّد وزير الطاقة الإماراتي على أهمية تشجيع مشاريع، مثل “دولفين” الناجح الذي يربط بين قطر والامارات وعُمان، مُعبِّراً عن أمله في وجود مشاريع مماثلة تربط باقي دول المنطقة.
الاستثمار والأسعار
ردَّاً على سؤال حول تقلُّبات أسعار الغاز، لاسيَّما أنَّ أوروبا على عتبة فصل الشتاء حيث يرتفع الطلب، أجاب المزروعي أنَّ “أسعار الغاز انتقلت من مرحلة منخفضة في السنوات السابقة، وارتفعت بشكل كبير، مما قد يُشكِّل تحدّياً أمام الدول المستوردة، ويعود ذلك بشكلٍ رئيسي إلى قلَّة الاستثمارات، وهو ما كنَّا نركِّز عليه دائماً في منظمة “أوبك”، وتحالف “أوبك+” حول أهمية الاستثمار في الغاز والنفط أيضاً، إذ إنَّ الكثير من الغاز مصاحب للنفط”.وتابع قائلاً: “يجب على أصحاب القرار في شركات الغاز الاستثمار في مشاريع مستقبلية لطمأنة الأسواق بأنَّ هناك معروضاً جديداً قادماً، بما يسهم باستقرار الأسعار من خلال تحقيق توازن معقول بين ما تحتاجه الدول المستوردة للغاز، و ما يتطلَّع إليه المستثمرون من ربحية في مشاريع الغاز الطبيعي المسال، ومشاريع الغاز المنقول عبر خطوط الأنابيب”.خطة متكاملةعن المشاريع الاستثمارية الجديدة في الإمارات؛ قال المزروعي: “لدينا مجموعة من مشاريع تطوير الحقول البحرية من خلال شركة “أدنوك” لتلبية الطلب المتنامي على الغاز الطبيعي داخل دولة الإمارات، ولدينا الثقة أنَّ “أدنوك” ستكون قادرة على تلبية هذه الاحتياجات بحلول عام 2030. كذلك نعمل الآن على مشاريع ربط خطوط الغاز على مستوى الدولة. كما لدينا مرحلة قادمة بما يتعلَّق بالكميات المكتشفة من الغاز غير التقليدي، والذي سنسعى لتطويره في المستقبل”.وأشار إلى أنَّ الخطة الحالية ملائمة لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز، “لكنْ نحن لدينا خطة لتطوير القطاع الصناعي لاستخدام الكميات الإضافية من الغاز. كما أنَّنا من الدول المُصدِّرة للغاز الطبيعي المسال، وأي اكتشافات إضافية، أو وفورات في الإنتاج سنحقِّقها، فنحن على يقين أنَّنا قادرون على تسويقها. وكذلك لدينا خطة طموحة لتطوير مشاريع لصناعة البتروكيماويات في منطقة الرويس”.وتحدَّث عن استراتيجية الطاقة الإماراتية 2050، إذ ستشكِّل الطاقات المتجدِّدة، والطاقة النووية 50% من مصادر توليد الطاقة الكهربائية. “وكل 5 سنوات سنُعيد تقييم الخطة بحسب التطورات، لاسيَّما على صعيد الأسعار، وتنافسية المصادر. وبرأيي؛ فإنَّ مصادر الطاقة تتكامل، ولن يحلَّ مصدر مكان مصدر”.