أسهم الطيران المُنهارة تبدأ مسيرة التعافي بعد تخفيف قيود السفر

29 سبتمبر 2021آخر تحديث :
أسهم الطيران المُنهارة تبدأ مسيرة التعافي بعد تخفيف قيود السفر

تلقَّت أسهم خطوط الطيران الأوروبية قُبلة الحياة من تخفيف الولايات المتحدة والمملكة المتحدة القيود المفروضة على حركة السفر.وكانت شركة “آي إيه جي” (IAG SA) المالكة لخطوط الطيران البريطانية (British Airways) محط الأنظار على مدى الأسبوعين الماضيين، إذ حلَّق سهمها مرتفعاً بنسبة 21% بعد إعلان البيت الأبيض عن السماح للأجانب الذين حصلوا على اللقاح بدخول الأراضي الأمريكية، وقيام المملكة المتحدة بتخفيف شروط اختبار فيروس كورونا للمسافرين الذين حصلوا على جرعة اللقاح كاملة.

ارتفعت بقوة أيضاً أسهم خطوط الطيران الفرنسية “إير فرانس” (Air France-KLM)، وشركة الطيران الألمانية “دويتشه لوفتهانزا” (Deutsche Lufthansa AG)، علاوةً على أسهم شركات الطيران منخفض التكاليف، مثل شركة “ريانير هولدينجز” (Ryanair Holdings Plc).وبرغم ذلك؛ فإنَّ المستثمرين منقسمون بشأن إمكانية استمرار هذه المكاسب، إذما يزال القطاع بطيئاً وراكداً منذ فترة طويلة، كما أنَّ أسعار أسهم خطوط الطيران الأوروبية ما تزال أقل بنسبة 25% عن مستوى ماقبل جائحة كورونا، متخلِّفةً في أدائها عن أسهم الشركات الصناعية، وشركات تجارة التجزئة التي ارتفعت أسعارها بقيمة وصلت إلى 30% عن مستوى ما قبل الجائحة. وربما تكون عودة نشاط السفر جواً حافزاً تحتاجه هذه الشركات حتى تتمكَّن من الانتعاش بصورة مستقرة برغم أنَّ مخاطر عودة فرض القيود مجدداً ما تزال قائمة.

فرص أفضل
قال ألان كوستيس، رئيس قطاع أسهم المملكة المتحدة لدى شركة “لازارد” لإدارة الأصول (Lazard Asset Management)، إنَّ على المستثمرين أن “يتعاملوا بجدية” مع عودة النشاط المزعومة في قطاعات مثل قطاع السفر، مضيفاً: “الفرص المتاحة حالياً، من وجهة نظري، هي، للمفارقة، وهذا أفضل كثيراً مما كان يحتمل أن يحدث إذا لم تقع الجائحة على الإطلاق”.يرجع السبب في ذلك إلى القضاء التام على فائض الطاقة الاستيعابية من الطائرات، والغرف الفندقية، والمطاعم، كما قال “كوستيس” في مقابلة شخصية، موضِّحاً أنَّ: “كل شيء قد تغيَّر تماماً”.تتبنَّى ماتما فالتشا، محللة أسهم لدى شركة “كيلتر تشفيوت” (Quilter Cheviot)، موقفاً إيجابياً مماثلاً، وتقول “ماتما” التي تدير شركتها نحو 25 مليار جنيه إسترليني، (34 مليار دولار): “مازلنا نرى قيمة في قطاع السفر، خاصة عند خطوط الطيران التي تعرَّضت لأعنف ضربات الجائحة، وما زال أداؤها أدنى بكثير من مستويات عالية حقَّقتها في عام 2020”.بدأت الأنباء الإيجابية تتجمَّع، وأدى تخفيف قواعد السفر في الولايات المتحدة إلى موجة صعود في حجوزات الطيران من أوروبا و إليها. وأعلنت شركة “إير فرانس” عن ارتفاع كبير في حجوزات الكريسماس، في حين قام بنك “غولدمان ساكس” برفع تقييم شركة “لوفتهانزا”.وبرغم تباطؤ المحللين الماليين في زيادة تقييمهم لأسهم خطوط الطيران، يحظى المنحنى الصاعد بإجماع الآراء، وتشير البيانات التي جمعتها “بلومبرغ” إلى أنَّ القطاع قد يتحوَّل إلى الربحية خلال عام واحد تقريباً.تحسَّنت كذلك الإشارات القادمة من مجالات أخرى مرتبطة بقطاع السفر، فقد ارتفعت أسهم شركة “تي يو آي” للسياحة (TUI AG) بنسبة 10% في غضون ثلاثة أيام من إعلان بريطانيا في 17 سبتمبر أنَّها سوف تقلِّل من اشتراطات اختبارات كورونا، مع تبسيط عمليات تصنيف البلدان بحسب درجة المخاطر.من بين عدد كبير من أسهم الشركات الأخرى التي انتعشت مؤخَّراً، بالرغم من أنَّ جميعها مازال في مستوى أقل من مستويات ما قبل الجائحة؛ هناك أسهم شركة تطوير برمجيات حجز الفنادق “أماديوس آي تي” (Amadeus IT Group SA)، وأسهم شركة تجارة التجزئة في المطارات “دبليو إتش سميث” (WH Smith Plc)، وأسهم شركة الفنادق “أكور” (Accor SA).مخاطر العودةومع ذلك؛ ربما يحتاج المستثمرون إلى التحلي بالصبر، إذ يقول ألاسدير ماك-كينون، مدير أول صندوق “سكوتيش إنفستمنت تراست” (Scottish Investment Trust Plc): “إنَّ أسهم شركات السفر هي هدف العام القادم، فقد انتهى العام الحالي فعلاً من زاوية النظر إلى السفر السياحي بعد انقضاء موسم الإجازات الرئيسي”.من ناحية أخرى، مازال التحوُّل إلى العمل من المنزل يؤثِّر سلباً على إيرادات السفر والانتقال، بحسب “فالتشا” من شركة “كيلتر تشفيوت”، التي تقدِّر أنَّ المسافرين من قطاع الشركات يمثِّلون بين 30% إلى 60% من إيرادات خطوط الطيران. وأضافت أنَّ: “الغموض الكثيف مازال يحيط بتوقيت تعافي حركة السفر في ضوء تقدُّم تكنولوجيا العمل عن بعد”.وتمثِّل عودة فيروس “كوفيد-19” إلي مقاصد آسيوية مهمة تهديداً يواجه بعض الشركات، مثل شركة “إنتركونتيننتال للفنادق” (InterContinental Hotels Group Plc) المدرجة في بورصة لندن، بحسب حنا غوش-بيتر، محلل الاستثمار في الأسهم لدى شركة “سانلام” (Sanlam U.K) في بريطانيا، التي تدير نحو 4.9 مليار جنيه إسترليني.تحتفظ شركة “سانلام” بأسهم شركات سياحية، مثل: “آي إتش جي” (IHG)، لكنَّها خفَّضت استثماراتها بتلك الشركات في فبراير الماضي. وقال “غوش-بيتر” في مقابلة: “إنَّ تقييم هذه الشركات لا يبدو رائعاً. إنَّنا نحتاج إلى انتعاش متزامن وعالمي لهذه الأسهم حتى نرى زيادة كبيرة في أسعارها عن المستوى الحالي”.بالنسبة إلى غافين لوندر، مدير صناديق لدى شركة “ليغال & جنرال لإدارة الاستثمار” (Legal & General Investment Management)، يحتاج المستثمرون الذين يدرسون أسهم خطوط الطيران إلى التأكُّد من أنَّ موجة إعادة فتح الأسواق القادمة لن يتبعها موجة تراجع أخرى.ويقول “لوندر”: “أعتقد أنَّ الناس يريدون السفر، وهذا واضح جداً. لذلك سوف يكون القطاع استثماراً جيداً في لحظة معينة، غير أنَّنا نحتاج إلى الثقة في أنَّ هذه الخطوة لن تكون نوعاً من البداية الزائفة”.

المقالات والآراء المنشورة في الموقع والتعليقات على صفحات التواصل الاجتماعي بأسماء أصحـابها أو بأسماء مستعـارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لموقع “بيروت نيوز” بل تمثل وجهة نظر كاتبها، و”الموقع” غير مسؤول ولا يتحمل تبعات ما يكتب فيه من مواضيع أو تعليقات ويتحمل الكاتب كافة المسؤوليات التي تنتج عن ذلك.