كيف يمكن أن نفهم المشكلة؟
الأرفف الفارغة كانت علامة فارقة رافقت فترة “ذروة” الإجراءات ضد فيروس كورونا، إذ أن أغلب المعامل والمصانع في دول عدة أوقفت عملها للحفاظ على صحة العمال من المرض.أدى ذلك إلى انخفاض الخزين من السلع الاستهلاكية، وبناء طلب غير ملبى على تلك السلع، وهذا يشمل كل شيء، من الأغذية المعلبة وحتى محركات السيارات.لكن هذا الطلب لم يكن في أعلى مستوياته، حيث تسبب الفيروس بزيادة البطالة، وزيادة عدم الاستقرار المادي، مما أدى إلى تقليل الطلب.
بعدها، عاد الاقتصاد بقوة نسبية، فعاد الطلب إلى قوته، وتزاحم المشترون ليعوضوا عاما كاملا تقريبا، لكن السلع تحتاج لوقت بين توفير موادها الخام، التصنيع، وإلى النقل للمستهلك.والآن، مع اقتراب رأس السنة، يقول موقع Krgp الإخباري إن “على المحتفلين أن يتوقعوا ارتفاعا في سعر الألعاب النارية” بسبب مشاكل سلاسل التوريد.انطلقت الألعاب النارية في المدينة الأستراليةارتفع سعر أغلب المنتجات بسبب أزمة سلاسل الامداد.. حتى الألعاب الناريةوليس هذا فحسب، إذ تقول صحيفة نيويورك تايمز الأميركية إن الاضطرابات العالمية في سلال التوريد التي سببها الوباء أدت إلى تعطل تسليم سلع متنوعة مثل الأجهزة الطبية والألعاب، مستدركة “لكن ربما لم يكن هناك أي تأخير قد أثار قلقًا عائليا أكبر في العامين الماضيين أكثر من قلق النقص في مستلزمات الأطفال”.وقالت الصحيفة إن الفترة الزمنية اللازمة لوصول الأثاث والعناصر الأخرى، المصنوعة في آسيا وأوروبا والولايات المتحدة ، تضاعفت، بدون حسبان وجود عقبات محتملة على طول الخط يمكن أن تسبب تأخيرا إضافيا.
مزيد من “الممرات” ومزيد من “الأساليب”
وتقول وال ستريت جورنال “يشبه هذا طريقا قرر الجميع أن يسلكه في نفس الوقت، مما يؤدي إلى زحام، ومن أجل فك الزحام تحتاج إلى عدة إجراءات”.وتضيف الصحيفة أن “بعض الشركات أضافت المزيد من الممرات إلى الطريق المزدحم”، في إشارة لعجز سلاسل النقل عن إيصال السلع إلى المستهلكين في الولايات المتحدة.على سبيل المثال، قام صانع أحذية Xero Shoes، بجلب منتجاته من الصين، في يوليو الماضي، باستخدام الطيران.كان هذا أكثر كلفة، لكنه “أفضل اقتصاديا من نفاذ الأحذية في متاجر الشركة” في ولايات المتحدة.ونقلت الصحيفة عن، ستيفن ساشين، رئيس الشركة، إن فريقه “كان يفكر جديا في شراء طائرة”.شركة Acer لصناعة الحواسيب، لم تتمكن من عمل نفس الشيء، لكنها قامت بتوجيه شحنات مخصصة للأسواق الأميركية، إلى موانئ كندية لتجنب التأخير الطويل في تفريغ تلك الشحنات.سمحت هذه الخطوة، حتى مع الحاجة إلى نقل أطول مسافة باستخدام الشاحنات، بالوصول إلى مستودعات الشركة في الولايات المتحدة بسرعة أكبر نسبيا، كما أن الكلف كانت لا تزال أفضل من النقل بالطائرة، بسبب ثقل وزن الأجهزة وكلفة نقلها العالية جوا.Acer قامت فعلا باستخدام الطائرات في وقت من الأوقات، بحسب الصحيفة، لكن لنقل أجهزة الكومبيوتر المحمول الأغلى ثمنا، والأقل وزنا.التصنيع المحليفي المقابل، لا تشعر شركات مثل Nanotronics التي تصنع منتجاتها محليا بأزمة سلاسل التوريدونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن، ماثيو بوتمان، الرئيس التنفيذي للشركة، التي تصنع مواد مثل المجاهر الأليكترونية “لا يوجد شيء لدينا الآن متأخر عن الجدول الزمني المحدد”.واستثمر عدد من الشركات، أكثر في الإنتاج المحلي، بحسب الصحيفة، مما عاد عليها بعوائد أكبر بسبب توفر منتجات جيدة التصنيع، بدون تأخير، وبكلف لا تزال معقولة.ونقلت الصحيفة عن، جوانا رينولدز، المديرة المساعدة لمبادرة “صنع في مدينة نيويورك”، وهي مبادرة لدعم المصنعين المحليين: “لقد جعلنا الناس يتواصلون معنا لبدء أعمال تجارية جديدة، في البداية اعتقدوا أنهم سيحصلون على مصادر في الخارج، “الآن يريدون صنع منتجاتهم في مدينة نيويورك”.وحتى الآن، أضافت المجموعة 171 عضوا جديدا خلال الجائحة.وقالت رينولدز إن “الشركات المحلية تعتمد على بعضها البعض الآن أيضا، مضيفة “على سبيل المثال، تستخدم الشركات في منطقة الملابس شركة قريبة لطباعة ملصقاتها وعبواتها، إنها شبكة جميلة حقا تبنيها شركاتنا”.كما توسعت مراكز التصنيع في المدن على مدى الأشهر الـ 18 الماضية، وقد استأجرت ساحة بروكلين البحرية مساحة إضافية تبلغ 300 ألف قدم مربع، وملأت مدينة الصناعة، في حديقة “سن ست”، مساحة إضافية تبلغ 800 ألف قدم مربع. وقال أندرو كيمبل، الرئيس التنفيذي لشركة “سيستري سيتي” إن “المزيد من الشركات يدرك أنها تريد مكاتبها وتصميمها وتصنيعها وحتى عملائها بجوار مستودعاتها، ويمكننا أن نفعل كل هذه الأشياء هنا”.