انخفاض جديد في الأسهم الأميركية… تحذيرات وتساؤلات

25 يناير 2022
انخفاض جديد في الأسهم الأميركية… تحذيرات وتساؤلات

توقع المحللون الاستراتيجيون الذين رجحوا المسار السيء للأسهم الأمريكية حدوث المزيد من التراجعات.ومع تراجع مؤشر “ستاندرد آند بورز 500” بأكثر من 10% عن ذروته، حذّر المتوقعون للمسار الهابط مثل “ميزوهو إنترناشيونال”، و”بنك أوف أمريكا” من عمليات بيع جديدة مع تراجع زخم النمو، ورفعِ “الاحتياطي الفيدرالي” تكاليف الاقتراض.

“من المحتمل أن يكون هناك المزيد من الهبوط خلال الأشهر القليلة المقبلة حيث تتكيف السوق مع حقيقة قيام بنك الاحتياطي الفيدرالي بإلغاء التسهيلات المالية، وتباطؤ الأرباح، وتحفيز مالي أقل بكثير على الصعيد الفيدرالي”، وفقاً لـ”إد كليسولد”، كبير المحللين الاستراتيجيين الأمريكيين في أبحاث “نيد دافيس”. توقَّع كليسولد في نهاية العام الماضي انخفاضاً مزدوج الرقم في سوق الأسهم، ويحذر الآن من تصحيح بنحو 20% من ذروة ارتفاع السوق المحققة في مطلع يناير.

توقَّع استراتيجيو “ميزوهو” انخفاض مؤشر”ستاندرد آند بورز 500″ بنسبة 12% أخرى مع تزايد “نوبة الغضب”، كما حذروا من انخفاض بنسبة تتراوح بين 10-15% في الربع الثاني من عام 2022 إن لم يكن قبل ذلك.هناك عوامل عدَّة تعزز استمرار التراجعات دون مؤشرات على تباطؤ تلك التراجعات، ومن بينها: ارتفاع التقييمات، وسيطرة شركات التكنولوجيا الكبرى على المؤشرات، وارتفاع عوائد السندات.مخاوف من زيادة سريعة في الفائدةيقوم المستثمرون بتسعير الأسهم وفقاً لسياسة أكثر تشدداً من “الاحتياطي الفيدرالي” الذي لن يتدخل لتخفيف كل اضطراب في السوق. إذ يتوقَّعون رفع صانعي السياسات النقدية الفائدة بشكل أعلى مع زيادة ربع نقطة في مارس على أن تصل لرفع نقطة مئوية كاملة للعام 2022.بالنسبة للكثيرين؛ يحمل ذلك الاتجاه إزعاجاً كبيراً لأنماط الاستثمار الأكثر حساسية لرفع الفائدة.قال بيتر شاتويل، رئيس استراتيجية الأصول المتعددة في “ميزوهو”: “يمكننا أن نرى الضغط الهبوطي على أسواق الأسهم في استمرار، ما لم يكن هناك حافز لرد فعل أقل تشدداً من الاحتياطي الفيدرالي والبنوك المركزية العالمية، ونرجح سيناريو ضغوط السوق الآن”.

أضاف شاتويل، أنَّ النصف الأول من العام قد يشهد انخفاض مؤشر “ستاندرد آند بورز 500” لأدنى مستوى ليبلغ 3800 نقطة. كما توقَّع تراجع مؤشر “ناسداك 100” ليتراوح حول مستوى 12 ألف نقطة.لكنَّ التنبؤات الهبوطية للأسهم في “وول ستريت” كانت قد أخطأت بشكل كبير في فترات الصعود، إذ كانت هناك انتقادات في ذلك لصعود السوق من كبار المحللين.لكنَّ تزامن تباطؤ النمو الاقتصادي، وتشديد السياسة النقدية يعزز أراء المتشائمين. وقد بدأ التدهور ينعكس على تقارير الأرباح الفصلية التي كانت قبل ذلك بمثابة إشارات طمأنة ضد أي توقُّعات بتراجعات حادة.قال الخبراء الاستراتيجيون في “غولدمان ساكس” في مذكرة بحثية يوم الإثنين، إنَّ توقُّعات الأرباح الصادرة عن الشركات المدرجة في مؤشر “ستاندرد آند بورز 500″، “مخيبة للآمال” بعد القفزات المتتالية غير المسبوقة في نمو الأرباح، كما أنَّ المعلومات التي يقدّمها المديرون في المؤتمرات الهاتفية للتعليق على الأرباح “مثيرة للقلق”.يوم الإثنين، قال مايك ويلسون، المحلل في “مورغان ستانلي” والمرجح للمسار الهابط طويل الأجل: “الأسهم التي ارتفع تقييمها بأكثر من اللازم تخرج من السوق”.