تحت عنوان: “من الحبوب إلى الطاقة.. آثار اقتصادية هائلة إن غزت روسيا أوكرانيا” كتبت “الحرة”: “يرى خبراء أن تداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا والرد الغربي عليه ستظهر في جميع أنحاء وليس فقط على الحدود المشتركة بين البلدين.
ويخشى الخبراء من أن ذلك قد يفتح الباب أمام حقبة جديدة من عدم اليقين في أوروبا الشرقية، ويعطل سلاسل التوريد والاقتصاد العالمي، ويفرض تحولا كبيرا في التأثير الجيوسياسي الذي يضر بمصداقية الغرب، بحسب شبكة “سي إن إن”.كما يتفق المحللون أن أي تحرك روسي سوف يحمل اختبارًا لعزيمة الدول الغربية ويطرح سلسلة من حالات عدم اليقين الاقتصادية والأمنية.وقال نايغل جولد ديفيز، السفير البريطاني السابق في بيلاروسيا: “هذه أخطر أزمة أمنية في أوروبا منذ الثمانينيات”.
وأضاف جيمس نيكسي، مدير برنامج روسيا – أوراسيا في مؤسسة تشاتام هاوس البحثية في لندن: “لقد اختلفت روسيا والغرب بشكل جذري حول النظرة إلى العالم، وظل الخلاف الأساسي تحت السجادة لسنوات”. وتابع: “قررت روسيا الآن أن تكشف عن هذا الخلاف. إنها مشكلة حقيقية لها آثار عالمية.”
وأضافت التقرير: “ويتفق المحللون أن عواقب هذا الغزو ستكون كبيرة على دول أوروبا الشرقية والبلطيق التي ستجد روسيا عدوانية على حدودها.وقال جولد ديفيز: “تقع أوكرانيا على حدود العديد من دول الناتو. سيكون هناك قدر كبير من القلق لهذه الدول لأن أمنها سيكون مهددًا”.خلال الأيام الماضية، أعلن المتحدث باسم البنتاغون، جون كيربي، الاثنين، أنه تم وضع ما يصل إلى 8500 جندي اميركي في حالة تأهب قصوى تحسبا لانتشار محتمل في شرق أوروبا. كما قال ثلاثة مسؤولين أميركيين مطلعين على المناقشات لشبكة “سي إن إن” إن الولايات المتحدة وحلفاءها قد يرسلون قوات إضافية إلى رومانيا وبلغاريا والمجر في الأيام المقبلة”.
آثار اقتصاديةوأضاف التقرير: “التداعيات الاقتصادية للغزو مصحوبة بأمور مجهولة، لكن يمكن أن يؤدي الغزو إلى تعطيل الإنتاج الزراعي في أوكرانيا مما سيكون له تأثير مباشر على الإمدادات الغذائية في العالم.
وتعد كييف واحدة من أكبر أربع دول مصدرة للحبوب في العالم، ومن المتوقع أن تستحوذ على حوالي سدس واردات الذرة في العالم في السنوات الخمس المقبلة، وفقًا لتوقعات مجلس الحبوب الدولي، وبالتالي فإن اندلاع الحرب سيكون له تأثير مباشر على إنتاجها، مما قد يؤثر على المعروض من بعض المواد الغذائية.لكن الأمر الأكثر إثارة للقلق هو التأثير المحتمل الأوسع نطاقا على إمدادات الطاقة، وعواقب العقوبات الغربية القاسية على روسيا في حال غزت كييف.وقال ديفيز: “إذا كنت تتحدث عن صراع كبير يشمل أحد أكبر موردي الطاقة في العالم ودولة عبور رئيسية إلى بقية أوروبا فلابد أن يكون هناك تأثيرات كبيرة على أسواق الطاقة”.توفر روسيا حوالي 30٪ من الغاز الطبيعي للاتحاد الأوروبي، وتلعب إمداداتها دور حيويا في توليد الطاقة والتدفئة المنزلية في وسط وشرق أوروبا”.
وقال مسؤولون كبار في الإدارة الأميركية، الثلاثاء، إن إدارة بايدن تجري خطط طوارئ لدعم إمدادات الطاقة في أوروبا في حالة أقدمت موسكو على غزو كييف.في غضون ذلك، يعمل الاتحاد الأوروبي على “مجموعة واسعة من العقوبات القطاعية والفردية”، وفقًا لبيان المفوضية الأوروبية. ويتوقع المحللون عمومًا حزمة واسعة النطاق من العقوبات يمكن أن تلحق الضرر بالبنوك الروسية الكبرى وقطاع النفط والغاز وواردات التكنولوجيا، وبالتالي سيكون لها تأثيرات على اقتصادات العالم بسبب العلاقات الاستثمارية بين موسكو والدول الأخرى.
العالم يراقب
كما يخشى بعض المراقبين من أن أي تحرك روسي يمكن اعتباره انتصارًا قد يشجع الدول الأخرى المنخرطة في نزاعات حدودية.وقال جولد ديفيز: “ستراقب الصين بعناية الدروس التي يمكن أن تستخلصها بشأن التصميم الغربي”. وتصر بكين على ضم تايوان، التي تتمتع بالحكم الذاتي منذ أكثر من 70 عاما، مما يهد باندلاع حرب بين الطرفين.وقال منسق مكافحة الإرهاب، المبعوث الخاص للتحالف الدولي ضد داعش في وزارة الخارجية الأميركية سابقا، ناثان سيلز: “ستسمر التأثيرات غير المباشرة للغزو لسنوات وربما عقود قادمة”. وأشار إلى أنه إذا حققت موسكو خطوات ناجحة في هذا الغزو سيدفع ذلك بعض الأنظمة مثل كوريا الشمالية وإيران للاستفادة من مثل هذه النتيجة. لكن سيلز أكد أيضا أن الولايات المتحدة والناتو يمكن أن يعززا مصداقيتهما وقوتهما في العالم إذا تعاملتا بنجاح مع هذه الأزمة.