سعر برميل النفط إذا غزت روسيا أوكرانيا.. “تغيير جذري” في الاقتصاد العالمي!

10 فبراير 2022
سعر برميل النفط إذا غزت روسيا أوكرانيا.. “تغيير جذري” في الاقتصاد العالمي!

قال المحلل الاستراتيجي المرموق، ديفيد روش، أن النفط “بالتأكيد” سيصل حاجز 120 دولارا للبرميل الواحد، وأن الاقتصاد العالمي “سيتغير جذريا”، في حال قررت روسيا اجتياح أوكرانيا. ورغم نفيها المستمر لنيتها في اجتياح أوكرانيا، حركت موسكو حوالي 130 ألف جندي، ودبابات وصاروخ، وحتى أكياس دم، إلى الحدود مع أوكرانيا، في خطوة عدها حلف شمال الأطلسي “الناتو” استعدادا لشن هجوم قريبا. 

وكان الكرملين قد ندد برغبة كييف الانضمام إلى “الناتو”، في حين قال الحلف إن الباب مفتوح أمام الأعضاء الجدد، وحشد بدوره قوات في أوروبا الشرقية، وسط جهود دبلوماسية عالمية لتجنب أي تصعيد عسكري في المنطقة. ورأى روش في مقابلة عبر شبكة “سي أن بي سي” الأميركية، الاثنين، أن الخطوات الروسية التالية تشبه “الشبح في الغرفة”، وهي خيارات قد تشتت الأسواق العالمية على نحو واسع. وأضاف “أعتقد أنه إن وقع اجتياح لأوكرانيا وفرضت عقوبات قد تعيق دخول روسيا إلى آليات النقد الأجنبية .. أو قد تمنعهم (الروس) من تصدير بضائعهم، سواء كان ذلك النفط أو الفحم، أعتقد أنه في ذلك الوقت سترى وبشكل مؤكد أسعار النفط بحد 120 دولارا” للبرميل الواحد. 

وحذر الخبير من أن اجتياح أوكرانيا سيترتب عليه عواقب اقتصادية واسعة، منوها إلى أن الضالعين في أسواق الأسهم يقللون من التأثير المحتمل للأزمة الروسية الأوكرانية. وقال: “من أبرز توقعاتي هو أن معظم المستثمرين يعاملون (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين وكأنه موسيقى في خلفية المشهد، لكنني متأكد أن السيد بوتين لن يتفق معهم”. وأشار إلى أن بوتين، وفي حال قرر “أن يفعل شيئا دراماتيكيا يخص أوكرانيا”، فإن الولايات المتحدة وحلفاءها سيفرضون على الأرجح عقوبات قاسية على روسيا، مشيرا إلى أن الأسواق الأوروبية وتطلعات الاقتصاد العالمي “ستتغير جذريا”.  والأربعاء، أجرى الرئيس الأميركي، جو بايدن، مكالمة هاتفية مع ملك السعودية، سلمان بن عبد العزيز، وأكدا التزامهما بالحفاظ على مخزون الطاقة العالمي، في وقت تبحث فيه الولايات المتحدة عن بدائل لتعويض أوروبا عن أي محاولة روسية لاستخدام الغاز كوسيلة ضغط ضد دول الغرب. 

وتعتمد أوروبا على روسيا في 40 بالمئة من استهلاكها للغاز.وكانت الولايات المتحدة طلبت من حليفتها قطر المساعدة في توفير إمدادات طارئة في حال قُطعت إمدادات الغاز الروسية عن غرب أوروبا، بحسب ما قال مسؤولون أميركيون.وتملك قطر احتياطا هائلا من الغاز وهي أول مصدر عالمي للغاز الطبيعي المسال.ويعمل المشرعون الأميركيون على صياغة عقوبات صارمة ضد موسكو، من شأنها أن تشل الاقتصاد الروسي، كما توعدت بريطانيا وألمانيا بعواقب اقتصادية شديدة في حال اجتياح أوكرانيا. لكن محللين قالوا للشبكة الأميركية في وقت سابق إن روسيا مستعدة لمواجهة “أذى اقتصادي جسيم” وحرب واسعة، من أجل تحقيق مطامعها السياسية في أوكرانيا. وأشار تحليل سابق لصحيفة “ذا إيكونوميست” إلى أن روسيا تملك احتياطات مالية في حال قررت ضرب أوكرانيا، لكن خبراء أكدوا في الوقت ذاته أن روسيا قد تتمكن من أن تتخطى العواقب المالية في المدى القصير، إلا أن انعدام ثقة المستثمرين بها سيؤثر بشكل جسيم على اقتصادها في وقت لاحق.