أشعل غزو روسيا لأوكرانيا فتيل أكبر حرب برية في أوروبا منذ عام 1945، وزاد من احتمال خروج اللاجئين بأعداد كبيرة، بما يمثل تهديداً خطيراً لتدفق التجارة العالمية.رغم أن التركيز ينصب على صادرات روسيا من الطاقة، هناك أزمات أخرى كثيرة يحتمل أن تشمل السلع الزراعية الأساسية، والمعادن الإستراتيجية، وحتى بعض السلع الفاخرة.
بوجه عام، لدى ما يزيد على 130 اقتصاداً على الأقل، سلعة واحدة مستوردة تصدرها بشكل أساسي روسيا أو أوكرانيا، أو بيلاروسيا المجاورة التي تستخدمها موسكو قاعدة عسكرية لبعض قواتها، وفق تحليل أعدته “بلومبرغ نيوز” لأرقام قاعدة بيانات “كومتريد” (Comtrade) حول التجارة العالمية منذ عام 2019 الصادرة عن الأمم المتحدة.تركيز على القطاع الماليحتى الآن، ركزت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة عقوباتها على قطاع المال الروسي، والمليارديرات والنخب السياسية – وتركت دون عقوبات قطاع الطاقة، الذي ما زال يضخ الغاز الطبيعي إلى العملاء الأوروبيين الذين يعتمدون عليه اعتماداً كبيراً.
غير أن قادة الغرب أعلنوا أن جميع الخيارات مطروحة، وهناك دلائل على أن الصين نفسها، وهي الحليفة المقربة من روسيا، ربما تمارس ضغوطاً، مع تخفيض العديد من البنوك التابعة للدولة تمويلها للمشتريات من السلع الروسية.علاوة على أنها منتج عملاق للطاقة، تعد روسيا منتجاً كبيراً أيضاً للمعادن الأساسية والنفيسة، فيما تعتبر أوكرانيا واحدة من أكبر مصدري المحاصيل الزراعية في العالم.تشتري فنلندا 90% من وارداتها من معدن النيكل من روسيا، التي توفر أيضاً ما يقرب من نصف واردات تركيا من الألمنيوم. وتعد بريطانيا أكبر مستورد للذهب من روسيا، بواردات بلغت قيمتها نحو 17 مليار دولار في عام 2020.حتى الولايات المتحدة ربما تتعرض لبعض المخاطر. ففي عام 2020، اشترت الولايات المتحدة 3.5 مليون طن متري من خام الحديد –وهو مكون أساسي في إنتاج الصلب– من روسيا وأوكرانيا. ووصلت هذه الكمية إلى ثلاثة أرباع إجمالي وارداتها من المعدن في ذلك العام، وكانت تعادل 19% من إنتاجها المحلي.
مصر والقمح
مصر وتركيا تحصلان بدورهما على ما يزيد على 50% من وارداتهما من القمح من روسيا وأوكرانيا، وتستورد كل من الهند والصين زيوت عباد الشمس وبذرة القطن، بمئات الملايين من الدولارات من أوكرانيا.في عام 2019، اشترت البرازيل والصين 30% على الأقل من وارداتهما من الأسمدة من روسيا وبيلاروسيا، بما يعادل إجمالاً 3.4 مليار دولار، وكذلك تشتري الولايات المتحدة والهند أسمدة منهما بكمية كبيرة.بالنسبة إلى عدد قليل من البلدان والمنتجات، تعتبر روسيا عميلاً رئيسياً، وهناك مخاطر بأن يتأثر الطلب سلباً بسبب العقوبات وبعض النتائج الاقتصادية الأخرى المترتبة على الأزمة.مثال ذلك، معاطف الفرو والملابس والإكسسوارات التي اشتراها الروس بقيمة 5 مليارات دولار من المصانع الصينية في عامي 2019 و2020 –أو ما يقرب من ثلثي مبيعات هذه المصانع في الأسواق الخارجية.تبيع الأكوادور نحو 20% من محصول الموز إلى روسيا، بما يعادل 600 مليون دولار سنوياً. كما تعتبر روسيا كذلك سوقاً رئيسياً لقطع غيار المفاعلات النووية من فنلندا.