أوروبا وروسيا والعقوبات… من الخاسر الاكبر؟

4 مارس 2022آخر تحديث :
أوروبا وروسيا والعقوبات… من الخاسر الاكبر؟


قالت “الجزيرة” أن  حدة العقوبات الاقتصادية الغربية ضد روسيا تتزايد تدريجيا، وكان أكبرها إخراج عدد من المؤسسات المالية الروسية من نظام “سويفت” العالمي للتواصل بين المؤسسات المالية.

وبدأت آثار هذه العقوبات تظهر على قيمة العملة الروسية (روبل)، وعلى أداء السوق المالية الروسية، في المقابل فإن المخاوف في أوروبا هي من إقدام روسيا على قرار قطع أو خفض الإمدادات من الغاز.وتجر العلاقات الاقتصادية الروسية الأوروبية عقودا من العلاقات المعقدة غير المستقرة، إلا أنها متشابكة وقوية، فكل طرف يعدّ شريكا تجاريا مهما للطرف الآخر. لكن السؤال يبقى عن الخاسر الأكبر من هذه الحرب الاقتصادية، ومن يحتاج أكثر للآخر للحفاظ على استقرار اقتصاده.

ما حجم العلاقات التجارية بين الطرفين؟
تعد روسيا خامس شريك تجاري للاتحاد الأوروبي في العالم، وتمثل التجارة مع روسيا 4.8% من مجموع المعاملات التجارية للاتحاد الأوروبي خلال سنة 2020، وذلك حسب معطيات المفوضية الأوروبية.في المقابل، فإن الاتحاد الأوروبي الشريك التجاري الأول لروسيا، ذلك أن الاتحاد يستورد 37.3% من مجموع ما تصدره روسيا من سلع وبضائع، أي أن أكثر من ثلث السلع الروسية تتجه أساسا للسوق الأوروبية.وفي سنة 2020، بلغت الواردات الروسية من الاتحاد الأوروبي 36.5% من مجموع الواردات الروسية. في المقابل وصلت الصادرات الروسية للاتحاد الأوروبي إلى 37.9% من مجموع الصادرات الروسية.وتظهر هذه الأرقام أن الاتحاد الأوروبي هو الشريك الأكبر والأهم لروسيا، الذي يوفر لها أكثر من ثلث حاجاتها ويستورد منها أكثر من ثلث ما توفره من سلع وبضائع.

ما مدى اعتماد أوروبا على الغاز والنفط الروسيين؟
من بين أهم الأوراق التي تمتلكها موسكو في تعاملها مع الاتحاد الأوروبي ورقة الغاز والنفط، ذلك أن التكتل الأوروبي يحصل على 26% من حاجاته النفطية من روسيا، و40% من حاجاته من الغاز من روسيا أيضا.وتظهر هذه الأرقام حجم الاعتماد الأوروبي على الغاز الروسي تحديدا، وهو ما عبرت عنه وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك بقولها إن بلادها أخطأت باعتمادها كثيرا على الغاز الروسي، لا سيما أن ألمانيا تعد من أكثر الدول الأوروبية اعتمادا على الغاز الروسي.ولهذا فإنه في حال قررت روسيا قطع الغاز عن الدول الأوروبية، فهذا سيعني أزمة حقيقية داخل دول الاتحاد، بل قد يجعل الحياة مستحيلة بالنسبة لبعض الدول الأوروبية التي تعتمد على الغاز الروسي بنسبة أكثر من 60% (لاتفيا تعتمد على الغاز الروسي بنسبة 93%، وبلغاريا تعتمد على الغاز الروسي بنسبة 77%، وألمانيا بنسبة 49%).ماذا يستورد الاتحاد الأوروبي من روسيا؟بلغ حجم المبادلات التجارية بين الاتحاد الأوروبي وروسيا سنة 2020 أكثر من 174.3 مليار دولار، ويبلغ حجم الواردات الأوروبية من روسيا 95.3 مليار دولار.وتحتكر صادرات الطاقة 70% من مجموع ما يستورده الاتحاد الأوروبي من روسيا، ثم تأتي بعد ذلك المواد الفلاحية والأولية بنسبة 4.5%، ثم الصلب والحديد بنسبة 4%، والمواد الكيميائية بنسبة 4%.ماذا تستورد روسيا من الاتحاد الأوروبي؟تستورد روسيا من الاتحاد الأوروبي ما مجموعه 79 مليار دولار، وتشتري روسيا أساسا الآلات ووسائل النقل (44% من مجموع الواردات الروسية)، ثم المواد الكيميائية بنسبة 21%، والبضائع المصنعة بنسبة 9.6%، وأخيرا المنتجات الزراعية بنسبة 8.7%.أما في الخدمات، فإن مجموع المبادلات بين الطرفين في هذ المجال تبلغ 27.7 مليار دولار، منها 8.9 مليارات دولار تبيعها روسيا للاتحاد الأوروبي، و18.8 مليار دولار يبيعها الاتحاد الأوروبي لروسيا.من يستثمر أموالا أكثر عند الآخر؟يعد الاتحاد الأوروبي أكبر مستثمر خارجي في روسيا، وفي سنة 2019 بلغ حجم الاستثمارات الأوروبية المباشرة في السوق الروسية أكثر من 311 مليار دولار. في المقابل، فإن الاستثمارات الروسية المباشرة في دول الاتحاد الأوروبي بلغت 136 مليار دولار.وتعد بريطانيا الوجهة المفضلة للاستثمارات الروسية، تليها بولندا ثم دول البلطيق، ثم فرنسا ثم ألمانيا، وهي الدول التي تصفها روسيا بأنها “الوجهات المفضلة لاستثماراتها.ما القطاعات الأكثر تضررا بسبب الحرب؟تعد المؤسسات البنكية الأوروبية من أكثر الجهات تضررا؛ فحسب البنك المركزي الأوروبي فإن حجم الديون الروسية التي عليها أداؤها للبنوك الأوروبية تبلغ أكثر من 60 مليار دولار، وهو ما يعادل 4 أضعاف الديون الأوروبية المقدمة للبنوك الأميركية، وحسب البنك فإنه لتعويض هذه الديون من الممكن الحجز على الأموال الروسية الموزعة في عدد من المؤسسات المالية الأوروبية.كما أن للبنوك الأوروبية ديونا على أوكرانيا عبارة عن قروض سيادية تبلغ 24 دولارا، هي الأخرى من الأكيد أنها ستتعثر وتعرف تأخيرا في سدادها.

المقالات والآراء المنشورة في الموقع والتعليقات على صفحات التواصل الاجتماعي بأسماء أصحـابها أو بأسماء مستعـارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لموقع “بيروت نيوز” بل تمثل وجهة نظر كاتبها، و”الموقع” غير مسؤول ولا يتحمل تبعات ما يكتب فيه من مواضيع أو تعليقات ويتحمل الكاتب كافة المسؤوليات التي تنتج عن ذلك.