حجز 61 ألف ليلة إقامة عبر Airbnb في أوكرانيا… ما الغاية منها؟

8 مارس 2022
حجز 61 ألف ليلة إقامة عبر Airbnb في أوكرانيا… ما الغاية منها؟


 أمضى فولوديمير بوندارينكو معظم نهاره مختبئًا داخل منزله في العاصمة الأوكرانية كييف، يجيب على تدفق الرسائل التي تفيده بأن منزله المؤلف من غرفة نوم واحدة استأجره نزلاء لن يحضروا. وبين دوي صفارات الإنذار والرد بسرعة على رسائل عائلته وطمأنتهم، يرسل بين حين وآخر تعبير وجه يبكي أو يدان تصليان لشكر كل من يحجز منزله كي يدعمه ماديًا.

أُغرقت منازل الضيافة المسجلة على منصة Airbnb في أوكرانيا بحجوزات من أشخاص من جهات الكوكب الأربع لا يخطّطون للقدوم راهنًا. إنها جزء من حملة إعلامية مبتكرة لدعم الأوكرانيين المحاصرين، بالمال بعدما قصفت القوات الروسية بلدهم وقطّعت أوصال الخدمات فيه.اكتسبت الفكرة دعمًا ورواجًا كبيرين. ففي 2 و3 آذار حجز أشخاص من حول العالم 61 ألف ليلة في أوكرانيا، وفق المتحدث باسم Airbnb، كاشفًا أنّ أكثر من نصف هذه الحجوزات قام بها أميركيون.

وتحدثت CNN إلى أشخاص في الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، وأستراليا، استأجروا بيوت ضيافة في أوكرانيا عبر Airbnb، في الأيام الأخيرة.
وقال بوندارينكو، 36 عامًا لـCNN إنّه تلقى صباح الجمعة “أكثر من 10 حجوزات في يوم واحد. كان هذا الأمر مفاجئًا له، إنه أمر داعم جدًا حاليًا”. وتابع “أخبرت أقربائي وأصدقائي أني أنوي استخدام هذه الأموال لمساعدة الأشخاص الذين هم بأمسّ الحاجة إليها في هذه الظروف”.رسائل دعم للمضيفين الأوكرانبدأت دعوة الناس لحجز غرف ومنازل في أوكرانيا عبر Airbnb على الانترنت، في أقرب موعد ممكن لتسجيل الوصول بغية التأكد من أنّ المضيفين سيحصلون على الأموال بأسرع وقت ممكن. ذلك أنّ Airbnb عادة تدفع للناس بعد 24 ساعة من يوم وصول السائح.وحفز منظمو الحملة الناس التأكد من أنّ الغرف المستأجرة يديرها أفراد وليس شركات.ما أن رأت آن مارغريت دانيال، أستاذة الأدب المحاضرة في “المدرسة الجديدة”، منشورات Airbnb على مواقع التواصل الاجتماعي، تحمّست وحجزت ليلتين في منزل يقع في حي كييف القديم والجذاب، الذي يشتهر بكنائسه الأرثوذكسية وتماثيل الحيوانات غير المألوفة. وأرفقت دانيال حجزها برسالة إلى المضيف: “أتمنى أن تكوني ومنزلك الرائع بأمان، وأن تنتهي هذه الحرب المريعة.. وأن تعود أوكرانيا آمنة. سأزورك يومًا ما، تأكدي من ذلك، وسأبقى معك عندها. فليحمكِ الرب ويكون معك ومع مدينتك وبلدك”.

ردت مضيفتها أولغا رفيريانسكايا عليها سريعًا: “سنكون سعداء برؤيتكِ في مدينة السلام كييف. عناق”.تعيش زفيريانسكايا وأولادها الثلاثة في العاصمة منذ سنوات. بعد غزو القوات الروسية المدينة وتحويلها إلى مكان غير آمن، أقلّت أطفالها وبعض الأقرباء بسيارة هاربين إلى منطقة قريبة من مدينة شيركاسي في وسط أوكرانيا. واستغرقها اجتياز مسافة 160 كيلومتر تسع ساعات!وسمحت زفيريانسكايا للأشخاص الذين لم يتمكنوا من مغادرة كييف البقاء في منزلها. أما رسائل الغرباء فتمنحها راحة في مرحلة تكيفها مع واقعها الجديد.وقالت “نحن على قيد الحياة، لكننا نريد أن نعيش كما في السابق”، لافتة أنّ “الواقع مخيف جدًا في كييف، وكل كلمة دعم وقعها كبير في نفوسنا، وليس بالضرورة بالمال فقط”.Airbnb أعفت النزلاء والمضيفين من الرسوموأعلنت Airbnb أنها تقدم إقامة مؤقتة في الدول المجاورة لأكثر من مئة الف أوكراني يهربون من بلدهم بسبب الغزو الروسي. كما أنها تُعفي النزلاء وأصحاب منازل الإيجار من الرسوم في أوكرانيا.وقال هافن ثورن، المتحدث باسم الشركة “إنّنا ممتنون من سخاء مجتمعنا الملهم خلال هذه الأزمة”، وطلب ممّن يرغبون بمساعدة الأوكرانيين من خلال استضافتهم أو التبرع لهم، زيارة موقعهم الإلكتروني لمزيد من المعلومات.وحذّر بعض الناس من المخادعين الذين في إمكانهم استخدام حسابات وهمية لـAirbnb في أوكرانيا ليجمّعوا ثروة مستغلين سخاء العالم. وشجعوا على التأكد من حجوزات الإيجار من خلال مراجعة التعليقات بدقة للتأكد أن هذا المضيف قانونيد، ويؤجر منزله منذ فترة.وقال بوندارينكو، مضيف Airbnb في كييف، إنه فيما المصارف مقفلة في بعض المدن، تحصيل الأموال التي دفعتها Airbnb قد لا يصل إلى المضيف بالسرعة المعتاة، لكن الدعم المادي مريح في عالم مليء بالرعب والغموض