الحرب في أوكرانيا… كيف تؤثر على علاقة روسيا بمنظمة التجارة العالمية؟

23 مارس 2022
الحرب في أوكرانيا… كيف تؤثر على علاقة روسيا بمنظمة التجارة العالمية؟


يقول تقرير بموقع “ذا هيل” (The Hill) الأميركي إن أعضاء “منظمة التجارة العالمية” (WTO) وافقوا في 23 فبراير/شباط الماضي على إعادة جدولة اجتماع مهم يُعرف باسم “المؤتمر الوزاري الـ 12” (MC12)، والذي تأخر بسبب فيروس كورونا. وفي اليوم التالي، “غزت” روسيا أوكرانيا.

وأوضح التقرير أن قبل الغزو- وفق تعبير الموقع الأميركي- كان الهدف من الاجتماع -الذي تم تحديده للأسبوع الثاني من يونيو/حزيران المقبل- التركيز على كيفية استمرار أهمية منظمة التجارة العالمية.لكن بعد الحرب، بات الاجتماع الوزاري يواجه خطر التحول إلى نقاش حول ما إذا كانت منظمة التجارة العالمية مجرد عقبة أمام التجارة، ليس فقط مع روسيا في وقت الحرب، ولكن مع الخصوم بشكل عام.إلغاء وضع “الدولة الأولى بالرعاية” بالنسبة لروسيا
التقرير للكاتب مارك بوش اعتبر أن الهدف المحدد من الاجتماع كان تحقيق بعض المكاسب، مثل مصايد الأسماك وتسهيل التجارة، والآن، سيناقش المسؤولون التجاريون مزايا إلغاء وضع “الدولة الأولى بالرعاية” (MFN) بالنسبة لروسيا، وما إذا كان يتعين تعليق عضوية موسكو أو حتى طردها من منظمة التجارة العالمية.وقال إن كندا كانت أول دولة ألغت وضع “الدولة الأولى بالرعاية” لروسيا في الثالث من مارس/آذار الجاري. وهذا يعني أن كندا لن تمنح الواردات الروسية نفس المعاملة الجمركية، على سبيل المثال، التي تمنحها لواردات الأعضاء الآخرين.كما تعهدت الولايات المتحدة وأوروبا بفعل الشيء نفسه، مع إضافة حظر الاستيراد والتصدير المستهدف. ومن المؤكد أن تحذو الدول الأخرى حذوها، يضيف الكاتب.وعلق الكاتب بأن الحديث في الاجتماع الوزاري عن إبطال وضع الدولة الأولى بالرعاية لروسيا لن يتوقف، بل هناك دعوات واسعة النطاق لتعليق أو حتى طرد روسيا، مشيرا إلى أن هذه التهديدات ليست ذات مصداقية، لعدم وجود آلية للإطاحة بموسكو.

ووفق الكاتب سيقول النقاد إن هذا عيب مؤسسي آخر، وسيصر المؤيدون على أن منظمة التجارة العالمية، مثل المؤسسات الدولية الأخرى، كانت مصممة للتوسع وليس التقلص، وفي محكمة الرأي العام سيفوز النقاد.التجارة تتبع العلم أم العكس؟وحذر مارك بوش من أن الخطر الأكبر هو أن هذه النقاشات تتجاوز معاقبة روسيا، وأن اتخاذ إجراء مماثل ضد الصين يمكن حدوثه ليس بسبب الحرب، ولكن بسبب الاقتصاد الذي تقوده الدولة في الصين، وسجل حقوق الإنسان لديها، وقد تختار “الديمقراطيات الموجهة نحو السوق” السير بمفردها، بمساعدة منظمة التجارة العالمية أو بدونها.الكاتب لفت الانتباه إلى أن هناك جدلا قديما حول ما إذا كانت التجارة تتبع العلم، أم أن العلم يتبع التجارة، وقال إن واضعي الاتفاقية العامة للتعريفات الجمركية والتجارة “غات” (GATT)، سلف منظمة التجارة العالمية، راهنوا على أن العلم يتبع التجارة. و”الغزو” الروسي لأوكرانيا -بتعبير الكاتب- لا يثبت خلاف ذلك.الأصدقاء يتاجرون أكثر من الأعداء، وحتى خلال الحرب الباردة استوردت الولايات المتحدة المواد المهمة من الاتحاد السوفياتي، تماما كما تستورد معظم التربة النادرة من الصين اليومويقول الكاتب في هذا السياق إن الأصدقاء يتاجرون أكثر من الأعداء، وحتى خلال الحرب الباردة استوردت الولايات المتحدة المواد المهمة من الاتحاد السوفياتي، تماما كما تستورد معظم التربة النادرة من الصين اليوموأكد أنه يمكن للولايات المتحدة وحلفائها معاقبة روسيا ويجب عليهم ذلك، ويعد القيام بذلك بالطرق القانونية لمنظمة التجارة العالمية أمرا مهما، تماما كما هو مهم لمنح روسيا مسارا واضحا لاستعادة وضع الدولة الأولى بالرعاية، إذا انسحبت من أوكرانيا.وتوقع الكاتب إخفاق الاجتماع المقبل إذا ركز المسؤولون التجاريون على كيفية جعل منظمة التجارة العالمية أكثر قابلية لعرقلة التجارة، بدلا من إنشائها.وقال “يجب معاقبة روسيا لانتهاكها الفاضح للسيادة الأوكرانية، ولكن سيكون من الخطأ الاستنتاج من هذه المأساة أن التجارة لا يمكن أن تنجح إلا بين الأصدقاء، وليس الأعداء، وفي الأوقات الجيدة فقط، وليس السيئة”.