رفض مسؤولون غربيون تهديدات الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بقطع إمدادات الطاقة عن أوروبا ووصفوها بأنها جوفاء بسبب الضرر الذي ستلحقه هذه الخطوة بالاقتصاد الروسي الذي يعاني بالفعل من العقوبات، وفقا لما ذكرت صحيفة “إندبندنت”.
وكان بوتين حذر من أنه سوف يوقف تصدير الغاز ما لم تبدأ الدول “غير الصديقة” في دفع ثمن النفط والغاز بالروبل اعتبارًا من اليوم الجمعة، في خطوة تهدف إلى تعزيز قيمة العملة الروسية، التي تراجعت منذ غزو موسكو لأوكرانيا في 24 شباط.لكن المسؤولين الغربيين أعربوا عن شكوكهم في أن موسكو يمكن أن تجد مشترين بديلين لصادراتها الرئيسية، والتي تعتبر ضرورية لتمويل “مغامرة بوتين العسكرية” الباهظة الثمن، على حد وصفهم.
وأظهرت دول الاتحاد الأوروبي التي تعتمد بشدة على روسيا لإمدادات الطاقة حتى الآن جبهة موحدة في معارضة الدفع بالروبل، ولكن بحسب بعض الخبراء فإن هناك تكهنات بأن إيطاليا قد ترضخ لضغوط موسكو.رفض “ابتزاز” بوتينوقال وزير المالية الألماني روبرت هابيك إن برلين لن “يبتزها بوتين” فيما أوضح وزير الاقتصاد الفرنسي، برونو لومير، ببساطة إن “العقود هي عقود” في إشارة إلى حقيقة أن الصفقات الموقعة مع المصدرين الروس تنص عمومًا على الدفع باليورو أو الدولار الأميركي.وكان المستشار الألماني، أولاف شولتز واضحًا، عندما أكد أنه لن تكون هناك أي مدفوعات لن تكون بالروبل وقال في تغريدة عبر تويتر: “يتم الدفع وفقًا للعقود الحالية باليورو والدولار، هذا ما هو عليه الحال، وسيبقى على هذا النحو، وقد أوضحت ذلك خلال حديثي مع الرئيس بوتين”.وقال متحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني إن المملكة المتحدة كانت “تراقب” التأثير المحتمل للخطوة الروسية على الأسواق الأوروبية، وسط مخاوف من أنها قد تدفع الأسعار إلى المزيد من الصعود.
ولدى سؤاله عما إذا كانت بريطانيا قد تمتثل لمطلب الدفع بالروبل، أجاب: “هذا ليس أمرا نتطلع إلى القيام به”.وبينما تستورد المملكة المتحدة القليل من الغاز الروسي وأعلنت عن نيتها إنهاء مشتريات النفط بحلول نهاية العام، يعتمد باقي الاتحاد الأوروبي على موسكو للحصول 40 في المائة من إمداداته من الطاقة، والتي جرى استبعادها من العقوبات من أجل الإبقاء عليها.ولكن المسؤولين الغربيين قللوا من احتمال حدوث توقف مفاجئ لتدفق الغاز إذا صمدت عواصم الاتحاد الأوروبي ضد مطالب بوتين، وقال أحدهم: “العائدات المادية القادمة من أوروبا الغربية مهمة جدًا للدولة الروسية والاقتصاد الروسي”.وتابع: “صحيح أنه من الصعب جدًا على بعض الدول الأوروبية التوقف عن شراء النفط والغاز الروسي على المدى القصير، ولكنه من الصعب للغاية على الروس التوقف عن بيع النفط والغاز لأوروبا الغربية”.وزاد: “حتى لو تمكنوا خلال فترة من زيادة المبيعات إلى الصين والهند فلن يعوض ذلك العوائد المادية التي يحصلون عليها حاليًا من أوروبا الغربية”.وأكد المسؤول الغربي أن تنفيذ موسكو لتهديداتها سوف ضارًا جدًا بروسيا، مردفا: “قطع الإمدادت سوف يصدم الاتحاد الأوروبي لكنهم سوف يتحركون بشكل أسرع في التنويع مصادر الطاقة بسرعة أكبر بعيدًا عن روسيا”.وقال مسؤول غربي آخر إن البنك المركزي الروسي قام بعمل “فعال” في استقرار الروبل بعد هبوطه في الأيام الأولى من غزو أوكرانيا، مستدركا: “هذا لا يعني أنه لم تكن هناك صدمة كبيرة على الاقتصاد الروسي الذي كان يسعى إلى تحقيق نمو ملحوظ”.وأوضح المسؤول أنه خلال الشهر الماضي وحده قد بلغ التضخم في روسيا حوالي 7 في المئة، وذلك مع ارتفاع أسعار بعض المواد الغذائية، مثل السكر، بما يصل إلى 40 في المئة منذ الغزو.وحتى بدون الخسارة المحتملة في الإيرادات من صادرات النفط والغاز، فمن المتوقع أن ينكمش الاقتصاد الروسي بنسبة تصل إلى 10 في المئة هذا العام، وذلك مع ارتفاع معدلات البطالة إلى مستويات حادة.