استخدمت روسيا منذ بداية حربها على أوكرانيا، “سلاح” الطاقة بين أسلحة أخرى لفرض رؤيتها على المجتمع الدولي ولا سيما أوروبا والولايات المتحدة اللذان يعارضان بشدة، ما أقدم عليه الرئيس فلاديمير بوتين، في 24 شباط الماضي.
وبعد أن فرض على الدول الأوروبية دفع وارداتها من الطاقة بالروبل الروسي، للالتفاف على العقوبات الغربية، يهدد الكرملين الآن بقطع الغاز نهائيا عن أوروبا.في غمرة ذلك، تبحث أوروبا بمعية واشنطن عن مصادر طاقوية أخرى لتلافي الابتزاز الروسي بالنفط. ومن بين أهم مصادر الطاقة البديلة عن خط أنابيب روسيا إلى أوروبا، يخطط الأوروبيون لجلب الغاز من أفريقيا عبر خط عابر للصحراء.وتقدر قيمة خط أنابيب الغاز العابر للصحراء بنحو 13 مليار دولار ويمكن أن يرسل ما يصل إلى 30 مليار متر مكعب من الإمدادات إلى أوروبا سنويًا.
تم اقتراح الفكرة لأول مرة منذ أكثر من 40 عامًا وتم توقيع اتفاقية بين البلدين في عام 2009 ، لكن التقدم توقف.وخلال الأيام الماضية، أعيد التفكير في إعادة بعث هذا المشروع الواعد، حيث أجرت الجزائر والنيجر ونيجيريا محادثات هذا الأسبوعوقال البيان كلل المحادثات”خط الأنابيب يجب أن يسمح لأوروبا بتنويع مصادرها من إمدادات الغاز الطبيعي ولكن أيضا يسمح للعديد من الدول الأفريقية بالوصول إلى مصدر الطاقة عالي القيمة هذا.”وقالت وزارة النفط النيجيرية في بيان الأربعاء، إن الدول الثلاث شكلت فريق عمل للمشروع وعيّنت كيانًا لتحديث دراسة الجدوى، عقب اجتماع استمر يومين في العاصمة النيجيرية أبوجا.ويبلغ طول خط الأنابيب 4128 كيلومترًا (2565 ميلًا) ، وسيبدأ خط الأنابيب في واري بنيجيريا، وينتهي في حاسي الرمل بالجزائر، حيث سيتصل بخطوط الأنابيب الحالية التي تمتد إلى أوروبا.
وقال بيان النيجر إن وزراء الطاقة في الدول الثلاث سيجتمعون مرة أخرى في الجزائر العاصمة في نهاية يوليو للمصادقة على مقترحات فريق العمل الذي تم تشكيله حديثا.كما اتخذت نيجيريا خطوات هذا الشهر للمضي قدمًا في خط أنابيب آخر طال انتظاره، والذي سيمر عبر غرب إفريقيا والمغرب إلى أوروبا.وكان الرئيس النيجيري، محمد بخاري، دعا، الأربعاء، خلال حديث لوكالة بلومبيرغ الاتحاد الأوروبي إلى الاستثمار في مشروع خط أنبوب الغاز بين نيجيريا وأوروبا.وأعرب عن رغبته في تسريع وتيرة هذا المشروع الواعد الذي من شأنه أن يساهم في إمداد أوروبا بالغاز وتنويع مصادرها.في غضون ذلك، كشف مسؤول في الاتحاد الأوروبي، الجمعة، أنه لا توجد خطط في الوقت الحالي لعقد قمة استثنائية لزعماء الاتحاد الأوروبي في يوليو، لمناقشة سبل التعامل مع ارتفاع أسعار الغاز.وقال المسؤول ردا على سؤال بشأن تقارير عن قمة إضافية محتملة الشهر المقبل “لا توجد خطط”.وقال إن رئيس الوزراء الإيطالي، ماريو دراغي، هو من اقترح، الخميس، عقد قمة في تموز، خلال اجتماعات داخلية مع زعماء الاتحاد الأوروبي لمناقشة اقتراح للحد من أسعار الغاز الروسي.ومع ذلك، قال مسؤول آخر في الاتحاد الأوروبي إن بعض قادة الاتحاد يفكرون في خيار عقد قمة إضافية في يوليو للحديث عن قضايا اقتصادية أوسع، وفق وكالة رويترز.