سجلت العملات الرقمية خلال الأيام الماضية ارتفاعاً تراوح بين 25% و30% في أسعارها، بما في ذلك “بيتكوين” التي ارتفعت بنسبة 28% خلال شهر تموز، و”إيثريوم” التي سجلت زيادة بنحو 72% خلال الشهر نفسه. هذا الاتجاه التصاعدي دفع بالعديد من المحللين والمراقبين لحركة الأسواق المالية الى التفاؤل بأن خريف هذه العملات ربما انتهى، فما حقيقة ذلك؟
في حديث لـ”لبنان الكبير”، يكشف إستشاري العملات الرقمية ومؤسس BuyBitcoinLeb نادر الديراني أن لا عوامل واضحة أدّت الى هذا الاتجاه التصاعدي، غير أن هذا الارتفاع تزامن مع زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن الى الشرق الأوسط والقمة التي عُقدت في المملكة العربية السعودية، وكانت إيجابية بحيث لم ينتج عنها أي اشتباك أو تصادم.
ويضيف الديراني: “في اليوم التالي بعد انعقاد هذه القمة، كانت الأسواق (خضراء)، وكل المؤشرات المالية اتجهت صعوداً، بما في ذلك العملات المشفرة، غير أن العوامل الجوهرية المؤثرة في حركة الأسواق لا تزال على حالها، فمعدلات التضخم في الولايات المتحدة وأوروبا لا تزال على ارتفاعها، الحرب الأوكرانية – الروسية مستمرة، سياسة (الصفر كوفيد) المعتمدة من الحكومة الصينية لا تزال سارية، إضافة إلى أن مستوى العرض والطلب في السوق النفطية لا يزال على حاله كذلك”.
وفيما يعتمد العديد من محللي الأسواق المالية على مؤشر MACD، وهو مؤشر يستخدم متوسطات متحركة لتحديد الزخم الخاص بالسهم أو العملة الرقمية خلال فترات مختلفة، يقول الديراني: “لقد سجلت العملات الرقمية اتجاهاً تصاعدياً على فترات متفاوتة (ساعة واحدة، ٤ ساعات، ١٢ ساعة، ١ يوم، ٣ أيام) ولا يزال الترقب سيد الموقف لتسجيل هذا الاتجاه على فترة أسبوع، علمًاً أنني أتخوف من حصول ارتداد عكسي أسبوعي، ولكن إذا ما سجل الاتجاه التصاعدي لأسبوع نكون قد لامسنا القاع ونستعد لتسجيل اتجاه تصاعدي عام”.
ويلفت الديراني الى أن “حجم سوق العملات المشفرة بلغ في ذروته تريليوني دولار ونيف، وهو سوق صغير مقارنة بالأسواق الأخرى التي علينا ترقب حركتها”.
وعن الاقبال على شراء العملات الرقمية، يميز الديراني بين قسمين من المشترين، الأول هم المستثمرون الذين يستفيدون من الهبوط في الأسواق المالية مراهنين على الصعود الذي يمكن أن يطرأ لاحقاً، وبين المتداولين الذين يتشجعون أكثر عند إتجاه السوق صعوداً، حيث يكون الربح رفيق دربهم مع أو بدون خبرة. ويؤكد أن الإقبال من الفريقين ازداد خلال الفترة الماضية، ولكن محلياً، يشير الديراني إلى الأزمة الاقتصادية التي يعيشها اللبنانيون، وعلى رأسها الهبوط الحاد في قيمة الليرة، وتأثيرها على إقبالهم على التداول.
ويكرر الديراني نصيحته باستخدام المال الفائض (extra cash) للتدوال فقط، وعدم بيع الأصول والممتلكات للاستثمار، مشدداً على أهمية وجود الخبرة قبل الاستثمار لأن من دونها لا فرصة للنجاح.
وتسعى العملات الرقمية الى التعافي من مسار هذا العام الذي قضى على أكثر من 50% من مؤشر 100 MVIS CryptoCompare Digital Assets 100 متأثراً بحالة الركود والسياسات النقدية الانكماشية وعلى رأسها رفع البنوك المركزية معدلات الفائدة، فهل يكون الاتجاه التصاعدي الذي شهدته هذه العملات مستداماً أم أننا مقبلون على ارتداد يلجم التفاؤل بتعافيها؟