تهديد جديد يواجه العالم… نقص الأرز أصبح شبه محتم

6 أغسطس 2022آخر تحديث :
تهديد جديد يواجه العالم… نقص الأرز أصبح شبه محتم


يبدو أن الأرز على وشك أن يُصبح التحدي القادم بالنسبة لإمدادات الغذاء العالمية، بعدما أدت قلة الأمطار في أجزاء من الهند، أكبر مُصدِّر لهذه السلعة في العالم، إلى تقلُّص المساحة الزراعية للأرز إلى أصغر حجم لها في ثلاث سنوات تقريباً.

يأتي التهديد في إنتاج الأرز الهندي في الوقت الذي تعاني فيه الدول من ارتفاع تكاليف الغذاء والتضخم الواسع الانتشار. انخفضت المساحة الإجمالية المزروعة بالأرز بمقدار 13% حتى الآن خلال الموسم الحالي جرّاء نقص هطول الأمطار في بعض المناطق، ومنها ولايتي البنغال الغربية وأتر براديش اللتان تُمثِّلان معاً ربع إنتاج البلاد.يخشى التجّار من أن يُعقِّد انخفاض إنتاج الأرز جهود محاربة التضخم في الهند ويؤدي إلى فرض قيود على الصادرات، لأن هذه الخطوة تحمل تداعيات بعيدة المدى على مليارات الأشخاص ممن يعتمدون على هذه السلعة الأساسية.

الهند، التي تستحوذ على نحو 40% من تجارة الأرز العالمية، فرضت بالفعل قيوداً على صادرات القمح والسكر لحماية الأمن الغذائي والسيطرة على الأسعار محليّاً.اعتماد كبيرتعكس زيادة أسعار الأرز في الهند المخاوف بخصوص تناقص الإنتاج. يقول موكيش جين، مدير شركة “سبونج إنتربرايسيز” (Sponge Enterprises) لشحن الأرز، إن أسعار بعض الأصناف زادت بأكثر من 10% خلال الأسبوعين الماضيين في ولايات أساسية لزراعة الأرز مثل البنغال الغربية وأوديشا وتشاتيسغار، وذلك بسبب ضعف هطول الأمطار والطلب المتزايد على المحصول من بنغلاديش. وأضاف أن أسعار التصدير للتسليم من خلال الشاحنات قد ترتفع من 365 دولاراً حالياً، إلى 400 دولار للطن الواحد في سبتمبر.يُستهلك ويُزرع معظم أرز العالم في آسيا، ومن هنا تنعكس أهميته في الحفاظ على الاستقرار السياسي والاقتصادي للمنطقة. وعلى عكس أسعار القمح والذرة التي ارتفعت نتيجة للغزو الروسي لأوكرانيا، كان سعر الأرز قد انخفض بسبب وفرة الإنتاج والمخزونات، ما ساعد على تفادي أزمة غذائية أكبر.

تفاؤل حذر
لكن المستقبل يعتمد على محصول الأرز في الهند وموسم الأمطار بها. يتفاءل بعض العلماء الزراعيين بطول الوقت الكافي لمواصلة الزراعة وتعويض بعض النقص في المنتج. كما يُتوقع هطول الأمطار بشكل طبيعي في شهري أغسطس وسبتمبر، ما سيؤدي إلى تحسين إنتاج المحاصيل.إلا أن المزارعين أعربوا عن وجهة نظر أقل تفاؤلاً. إذ يقول المزارع راجيش كومار سينغ، 54 عاماً، من ولاية أوتر براديش، إنه زرع الأرز في نصف فدان فقط من أرض مساحتها 7 أفدنة (2.8 هكتار) بسبب قلة الأمطار في شهري يونيو ويوليو، قائلاً: “الوضع خطير حقاً”.عن ذلك، قال هيمانشو، الأستاذ في جامعة “جواهر لال نهرو” الذي استخدم اسمه الأول للتعليق فقط، إن أسعار الأرز تتعرض للضغط، و”من غير المتوقع أن يحدث التعافي بسبب ندرة عمليات الزرع في منتصف شهر يوليو”، مضيفاً أن انخفاض الإنتاج يزيد الضغوط على التضخم.جهود المركزي الهنديمن المحتمل أن يشكّل الأرز تحدياً جديداً لجهود محاربة التضخم في الهند. وكان معدل أسعار المستهلكين تجاوز الحد المستهدف من قبل الاحتياطي الهندي والبالغ 6% هذا العام، ما أدى إلى صعود أسعار الفائدة بشكل حاد.يقول كوشيك داس، الخبير الاقتصادي لدى “دويتشه بنك”: “قلة مساحات زراعة الأرز المغمورة بالمياه، فضلاً عن الطلب المتزايد من بنغلاديش ودول الشرق الأوسط، أدت إلى ارتفاع أسعار الأرز بأنواعه المختلفة بنسبة 30% تقريباً منذ يونيو. ويفرض هذا الأمر تحديات على توقعات تضخم أسعار الغذاء”.من جهة أخرى، من الممكن أن يرفع البنك المركزي تكاليف الاقتراض بشكل أكبر هذا الأسبوع، لا سيما أن ضعف الروبية الهندية يعوّض تأثير انخفاض أسعار السلع الأساسية مثل الوقود والزيوت النباتية.وفي حال استمرار تغيّر مستويات هطول الأمطار بمختلف المناطق الجغرافية، سيتضرر إنتاج المحاصيل بشكل هائل وهذا بدوره سيؤثر سلباً على النمو الاقتصادي والتضخم، بحسب الخبيرة الاقتصادية لدى “نومورا هولدينغز” (Nomura)، سونال فارما.أكبر العملاءتوفّر الهند الأرز لأكثر من 100 دولة وتعدّ كلاً من بنغلاديش، والصين، ونيبال، وبعض دول الشرق الأوسط من بين أكبر عملائها. مع هذا، تبرز بعض النقاط المضيئة بشأن الأمن الغذائي العالمي، حيث تستعد الولايات المتحدة لتسليم محصول وفير من القمح خلال الأسابيع المقبلة، في حين أرسلت أوكرانيا أول شحناتها من الحبوب منذ الغزو الروسي.ويرى سراج حسين، وزير الزراعة السابق في الهند، أنه يتعين على الحكومة مراجعة سياستها المتعلقة بمخصصات الأرز لإنتاج الإيثانول في ظل الانخفاض المنتظر في إنتاج الأرز الهندي في عدة ولايات.تعتزم الهند زيادة إنتاج الإيثانول باستخدام فائض السكر والأرز ضمن جهودها لخفض تكاليف الوقود. ويعد الارتفاع الحاد في أسعار المواد الغذائية بعد الحرب في أوكرانيا أمراً زاد مخاطر الجوع في البلاد، وأثار جدلاً حول خطط الغذاء مقابل الوقود.أضاف حسين: “يصعب في هذا الوقت تقدير حجم الخسارة في الإنتاج بشكل دقيق، وبالنظر إلى الأسعار الحالية، لا يوجد مبرر لتخصيص الأرز لإنتاج الإيثانول”.”بلومبيرغ الشرق” 

المقالات والآراء المنشورة في الموقع والتعليقات على صفحات التواصل الاجتماعي بأسماء أصحـابها أو بأسماء مستعـارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لموقع “بيروت نيوز” بل تمثل وجهة نظر كاتبها، و”الموقع” غير مسؤول ولا يتحمل تبعات ما يكتب فيه من مواضيع أو تعليقات ويتحمل الكاتب كافة المسؤوليات التي تنتج عن ذلك.