خطة التداول وإدارة العواطف عند تداول الفوركس

27 أغسطس 2022
خطة التداول وإدارة العواطف عند تداول الفوركس


ينجذب العديد من الناس إلى  تداول الفوركس بسبب الكثير من الصور النمطية المنتشرة على الانترنت التي يروج لها من يزعمون أنهم متداولون ناجحون خصوصًا عبر اليوتيوب وإنستغرام، حيث ينشرون صورًا وفيديوهات السيارات الفارهة أو العطلات في أماكن فاخرة أو التداول في بعض الأماكن الغريبة في جميع أنحاء العالم، لكن النجاح في هذه السوق، ليس بتلك الصورة أبدًا، بل بالعكس فهو يتطلب الكثير من التفاني والعمل الجاد لمدة طويلة من الوقت ومع قدر كبير من الضغط النفسي، وليس يمكن أن يتحقق بين ليلة وضحاها وأنت جالسًا على الأريكة.

قد يتباهى بعض الأشخاص بنتائج تداولاته، ولكنهم لا يتكلمون عن السنوات والجهد الذي بذلوه قبل أن يصلوا إلى تلك المرحلة من النجاح. وإضافة إلى الوقت والجهد، لكي تصبح متداولًا ناجحًا في الفوركس، فأنت تحتاج إلى القيام بأمرين أساسين، أولا وضع خطة تداول وثانيا الالتزام الصارم بها.
التداول عمل ومهنة يحتاج إلى خطة واضحةهناك قول شائع في عالم الأعمال يقول “الفشل في التخطيط هو تخطيط للفشل”. وعلى الرغم من أن هذا القول قد يبدو مبتذلًا، إلا أنه صحيح وهو مكون مهم جدًا لنجاح التداول.
سواء كنت متداولًا مبتدئًا أو متداولًا مخضرمًا في الأسواق منذ سنوات، فأنت بحاجة إلى وضع خطة تداول لتسير عليها نحو النجاح وتحقيق الأرباح وتكون دليلك في كل مايجب عليك فعله في كل الأحوال التي يمكن أن تصادفك في السوق.
خطة التداول هي أداة شاملة لاتخاذ القرار في ما يتعلق بنشاط التداول، وهي تختلف عن استراتيجية التداول، التي تحدد بدقة كيفية الدخول والخروج من الصفقات. أما خطة التداول فتساعدك على تحديد ماذا ومتى وكم تتداول. يجب أن تكون خطة التداول هي خطتك الشخصية – يمكنك استخدام خطة شخص آخر كمخطط تفصيلي ولكن تذكر أن موقف شخص آخر تجاه المخاطرة ورأس المال المتاح قد يكون مختلفًا تمامًا عن موقفك.
عليك أن تضع وتحدد أهدافك من التداول بدقة. كم تريد أن تحقق من عوائد وماذا تريد أن تفعل بها. هل تبحث عن عمل في أوقات فراغك لتحقيق دخل إضافي؟ أم تريد أن تكون متداولًا محترفًا بدوام كلي ورأس مال كبير؟ هل أنت مستثمر على المدى الطويل أم متداول يومي؟ هل تريد شراء منزل أو سيارة؟ هل تريد العمل من المنزل؟ ما هو حجم رأس المال الذي تريد استثماره؟ ما حجم العوائد المطلوبة لتحقيق هذه الأهداف؟
جزء من خطة العمل هذه هو أن تفهم أن هناك بعض الأوقات الجيدة وأخرى سيئة في السوق وبالتالي نتائج التداولات. يمكن أن تبدو خطة التداول كما يلي:
 ما هي الأسواق التي سأتداول فيها؟  التركيز على عدد قليل من الأصول المالية للتداول عليها، يساعد على تحسين أداء التداول بشكل كبير. ما هي توقعاتك الواقعية لأرباحك وعوائدك من التداول؟ إن تحقيق 15 ٪ إلى 20 ٪ في السنة رقم جيد وبالتأكيد يتفوق على مستويات التضخم.
 ما مقدار حجم المخاطر التي يمكنك تحمّلها في كل صفقة؟ أغلب المتداولين المحترفين لا يخاطرون بأكثر من 1% من حجم الحساب، مهما كانت ثقتهم في قوة تحليلاتهم وصحة آرائهم. وهذا مبدأ مهم جدا في إدارة المخاطر وتقليل الخسائر عند حدوثها. كم من الوقت سأخصص لدراسة الأسواق وتداولها؟  وغيرها من الأسئلة التي يجب عليك الإجابة عنها قبل البدء في التداول، لأن ذلك سيساعدك على اتخاذ القرارات الصحيحة وفي أسرع وقت ممكن.
الانضباط والتحكم في العواطفواحدة من أهم سمات المتداول الناجح هي الانضباط والالتزام بخطة التداول التي وضعها. يجب أن يكون لديك الانضباط للاتزام بالخطة في جميع الأوقات والظروف. المتداولون المبتدئون في الغالب لا تكون لديهم أي خطة تداول مكتوبة، عند وضعها من النادر أن يلتزموا بها، خاصة إذا كانت الامور التي تسير في الاتجاه المرغوب وبدأ الخوف في السيطرة عليهم والتأثير على قراراتهم. عند إلتزامك بالخطة التي وضعتها مسبقا وأنت في حالة نفسية مستقرة، ستكون في وضع أفضل لإدارة المخاطر، وخفض الخسائر، بالإضافة إلى تأمين الربح.الخوف والجشع هما أقوى عاطفتين تحرّكان الأسواق المالية. عادة ما يدفع الخوف من تفويت الفرص، المتداولين في سوق الفوركس إلى القفز إلى الصفقة دون التحقق منها بالطريقة اللازمة، ما قد يؤدي إلى حدوث سيناريوهات غير متوقعة، والدخول في سلسلة من القرارات الخاطئة وتكبد الخسائر.الطمع هو عدوك الأول في التداول، ويجب عليك دائما التغلب والسيطرة عليه، وذلك يكون باتباع خطة التداول بحذافيرها، ولا تدخل أبدا في صفقة لا تحقق الشروط الموضوعة في خطة التداول مهما كانت المغريات. وحتى لو تحققت أهداف تلك الفرصة فلا تندم عليها، لأن هناك دائما غيرها في السوق وخاصة في سوق الفوركس. الطمع يمكن أن يغذي الرغبة في ملاحقة صفقات متعددة (التداول المفرط) أو تخصيص الكثير من رأس مالك في صفقة واحدة. وفي كلتا الحالتين، أنت تخاطر بحجم كبير من رأس مالك.إذا كنت تريد أن تصبح متداولًا ناجحًا، فمن المهم أن تتدرب على التحكم في عواطفك قدر الإمكان.