عملياً، فإن أهم شيء بالنسبة للمبتدئ في الاستثمار والتداول هو فهم كيفية عمل سوق الأسهم حتى يتمكن من إدارة الاستثمارات بشكل أفضل.. وفي المقال التي سيتمّ التطرق إلى المفاهيم الأساسيّة لسوق الأسهم وكيفية عمله.
ما هو سوق الأسهم؟
سوق الأسهم ويعرف أيضا باسم سوق الأوراق المالية أو البورصة، هو مكان عام لبيع وشراء أسهم الشركات المطروحة وفق قوانين وشروط تنمية واضحة.
قديماً للتداول في البورصة، كان يجب على المتداولين التواجد الفعلي في مقر البورصة، ثم صار ذلك يتم عبر وسيط مرخّص. إلا أنه لاحقاً، فقد تطورت طريقة الاتصال بهذا الوسيط مع مرور الوقت، حت صار اليوم يتم عبر الانترنت من خلال منصة التداول.
وتمثل الأسهم ملكية جزئية في الشركة، وسوق الأسهم هو المكان الذي يمكن فيه للمستثمرين شراء وبيع ملكية هذه الأصول المالية.
مع هذا، تُعدّ أسوق الأوراق المالية التي تعمل بكفاءة عاملاً مهماً لتسهيل حركة الأموال بين المستثمرين والشركات المنتجة، وبالتالي المساهمة في التنمية الاقتصادية للدول، لأنها تمنح الشركات القدرة على الوصول بسرعة إلى رأس المال مباشرة من عامة الناس.
كيف يتم تحديد أسعار الأسهم
عندما تدرج الشركة أسهمها لأول مرة في سوق الأسهم، فإن ذلك يتم عبر عملية تسمى الطرح الأولي العام (IPO) أو الاكتتاب العام، أي أنه يتم تقييم قيمة الشركة وتحدد عدد الأسهم وقيمتها الأولية، قبل طرحها للتداول العام في تاريخ معين مسبقاً.
وبعدها، سيتحرك سعر السهم ارتفاعاً أو هبوطاً حسب قوة على العرض والطلب من المستثمرين الراغبين في شراء أو بيع هذه الأسهم. أما آلية تحديد أسعار الأسهم في البورصة فتعمل كمزاد بين المشترين والبائعين.
كيف تجري تداولات الأسهم عند إدراج أسهم الشركة في سوق الأسهم، تصبح متاحة للمستثمرين لشرائها وبيعها، حيث تقوم البورصة بتنظيم وتنفيذ الصفقات، والتأكد من سير العملية وفق القوانين.
وتتيحُ آلية عمل بعض البورصات للمتداولين المساومة والتفاوض بشكل مباشر دون الحاجة إلى شركة الوساطة في حين أن بورصات أخرى، تفرض على المستثمرين الوصول إلى السوق وابرام صفقات تداول الأسهم عبر خدمات شركة الوساطة. وتتمّ عمليات شراء وبيع الأسهم تتم من خلال شركات الوساطة المرخّصة لتداول الأسهم، التي تتلقى وتنفذ أوامر المستثمرين والمتداولين في البورصة.
وتوفر شركة الوساطة منصة تداول تعمل على أجهزة الكمبيوتر والهواتف الذكية، وترتبط عبر شبكة الكترونية بمنصة البورصة التي تربط بين مختلف أوامر البيع والشراء من مختلف شركات الوساطة والمؤسسات المالية الأخرى المخولة.
وكما ذكرنا سابقاً، فإنّ الشركات الخاصة تطرح للبيع جزءاً من أسهمها لعامة المستثمرين من خلال سوق الأوراق المالية أو بورصة مثل ناسداك أو بورصة نيويورك، أو بورصة دبي وغيرها. وفي هذه الحالة، تصبح تلك الشركات “عامة”.
مع هذا، فإنه بالنسبة للشركات، يمكن أن يكون إصدار الأسهم وسيلة لجمع الأموال لسداد الديون أو إطلاق منتجات ومشاريع جديدة أو توسيع عملياتها.
بالنسبة للمستثمرين، يعد الاستثمار في الأسهم وسيلة لتنمية الأموال وتحقيق الأرباح بمرور الوقت. عندما تشتري الأسهم، يمكنك كسب المال عندما ترتفع أسعار الأسهم، أو عندما تقوم الشركة بتوزيع الأرباح، وإذا كنت تملك جزءاً كبيراً من أسهم الشركة، فإنه بإمكانك أن تصبح عضواً في مجلس إدارتها.
وتتقلب أسعار الأسهم على مدار اليوم حسب قوى العرض والطلب. مع هذا، فإن قيمة أسهم الشركات يمكن أن ترتفع ما يعني تحقيق المستثمرين للأرباح. كذلك، يمكن لقيمة الأسهم أن تنخفيض وبالتالي سيتكبد المستثمرون الخسائر.
وفي بعض الأحيان، يمكن أن تفلس الشركة أو يتم الاستحواذ عليها أو تتوقف تماما عن العمل وتختفي من الوجود ككيان. وإذا حدث ذلك، فإن المستثمرين في أسهم هذه الشركة يمكن أن يخسروا كل استثماراتهم أو جزءاً منها. ولهذا السبب من المهم جداً اتباع استراتيجية صارمة للاستثمار وإدارة المخاطر، تتضمن تنويع المحفظة الاستثمارية بأسهم شركات مختلفة ومن قطاعات متعددة.
لماذا يم تداول الأسهم؟ وتخدم سوق الأسهم غرضين مهمين للغاية: الأول هو توفير رأس المال للشركات لاستخدامها في تمويل وتوسيع أعمالهم. فمثلاً إذا أصدرت الشركة 10 مليون سهماً في الاكتتاب العام بسعر 10 دولارات للسهم، فإن ذلك يوفر للشركة 100 مليون دولار من رأس المال، وهذا المبلغ يمكن استخدامه لتنمية أعمال الشركة.
ويُعدّ طرح الأسهم بديلاً ممتازاً لاقتراض المال من البنوك وما يترتب عليه من تراكم الديون، ودفع رسوم الفائدة على ذلك الدين، وتجنب الاجراءات والتعقيدات المرافقة.
أما الغرض الثاني الذي تخدمه سوق الأسهم هو منح المستثمرين والمتداولين الفرصة لتنمية أموالهم وتحقيق الأرباح والعوائد سواء من ارتفاع سعر الأسهم أو من توزيعات الأرباح.
ويمكن للمستثمرين الاستفادة من شراء الأسهم بإحدى الطريقتين: الأولى وهي توزيعات الارباح التي تدفعها الشركة للمساهمين، في حال حققت أرباحا من أعمالها (مبلغ معين من المال لكل سهم يمتلكه شخص ما). أما الطريقة الأخرى فهي الربح من شراء الأسهم وبيعها إذا ارتفع سعرها. فلى سبيل المثال، إذا اشترى المستثمر 10000 سهم بسعر 10 دولارات للسهم، ثم ارتفع سعر السهم بعد عدة شهور إلى مستوى 15 دولار للسهم، فإن المستثمر يحقق ربحاً قدره 50 ألف دولار عند بيع أسهمه مرة أخرى.