تشتد أزمة الطاقة في أوروبا مع مرور الايام، وبدت جلية في فرنسا حيث اصطف الفرنسيون بسيارتهم أمام محطات الوقود في ظل أزمة بسبب نفاد المخزون في عشرات المحطات بمناطق عدة في فرنسا لا سيما في باريس.ويأتي ذلك بعدما قال المتحدث باسم الحكومة الفرنسية أوليفييه فيران إن نحو عشرة في المئة من محطات الوقود في منطقة باريس تواجه مشكلات في الحصول على إمدادات وقود كافية بسبب إضرابات في أربع مصافي تابعة لشركة توتال إنرجيز .
ويواجه عدد كبير من الفرنسيين أزمة نقص الوقود. وأمام التذمر الكبير، دعا الرئيس إيمانويل ماكرون المواطنين إلى “الهدوء” والتحلي بـ”المسؤولية” من أجل وضع حد للأزمة.
وفي ألمانيا، تجمع نحو ثمانية ألاف شخص في وسط برلين بدعوة من حزب البديل اليميني للاحتجاج على سياسة الحكومة الألمانية تجاه أزمتي الطاقة والتضخم في الوقت ذاته تظاهر نحو ألف أربعمائة شخص مناهضين للعنصرية والتيار اليميني مأدى إلى تواجد أمني مكثف في العاصمة برلينوتتفاقم أزمة الطاقة في أوروبا مع اقتراب موسم الشتاء، الذي يشهد ذروة الطلب على الغاز لتدفئة المنازل.
في بريطانيا، حذّرت الشبكة الوطنية قبل أيام، من أن البلاد قد تواجه انقطاعات مخططة للتيار الكهربائي لمدة 3 ساعات عن المنازل والشركات هذا الشتاء، إذا لم تستطع المملكة المتحدة استيراد الكهرباء من أوروبا، وتكافح لجذب المزيد من إمدادات الغاز لتشغيل محطات الكهرباء التي تعمل به.
تسرّع ألمانيا خطواتها من أجل إنجاز خطّتها الإنقاذية لقطاع الطاقة البالغة 200 مليار يورو والتي تعرّضها لانتقادات حادة يوجّهها شركاؤها الأوروبيون، لكن برلين تبرّر مشروعها بالضرورة الملحّة لتخفيف وطأة “الأضرار الاقتصادية الجسيمة” التي تواجهها البلاد.ومن الممكن أن تعرض حكومة المستشار الألماني أولاف شولتس اعتبارا من الاثنين على مجلس الوزراء، نص قانون لإنشاء صندوق للطاقة يتيح منح اعتمادات إضافية قدرها 200 مليار يورو، وفق ما أفادت مصادر مقرّبة من الحكومة الجمعة وكالة فرانس برس.
قال رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراجي لدى مغادرته قمة زعماء الاتحاد الأوروبي في براغ، الجمعة، إن المفوضية الأوروبية ستقدم مقترحات بشأن الطاقة قبل الاجتماع القادم لزعماء الاتحاد الأوروبي يومي 20 و21 أكتوبر.والتقى رؤساء دول من مختلف أنحاء أوروبا في براغ لمناقشة كيفية الحد من ارتفاع أسعار الطاقة بسبب حرب أوكرانيا. ويأمل الاتحاد الأوروبي في التوصل إلى اتفاق بشأن إصلاح سوق الكهرباء في غضون أسبوعين لتخفيف تأثير أسعار الغاز على أنظمة توليد الطاقة.
(العربية)