وصفت وزيرة الخزانة الأميركية، جانيت يلين، الأحد، قرار تحالف أوبك بلاس المتعلق بخفض إنتاج النفط بأنه “غير مفيد وغير حكيم” بالنسبة للاقتصاد العالمي وخاصة الأسواق الناشئة.
وفي تصريحات لصحيفة “الفايننشال تايمز”، قالت يلين: “نحن قلقون للغاية بشأن الدول النامية والمشاكل التي تواجهها”.
وكانت يلين تتحدث قبل الاجتماعات السنوية لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي في واشنطن الأسبوع المقبل، والتي ستهيمن عليها مناقشات ارتفاع التضخم وأسعار السلع، وتأثير التشديد الحاد للسياسة النقدية من قبل العديد من البنوك المركزية، والتأثير الاقتصادي والمالي للحرب في أوكرانيا.وقالت: “أعتقد أننا سنتبادل الآراء حول ما إذا كانت بلداننا تعالج هذه المشاكل، ونحاول النظر فيما إذا كان رد فعلنا الجماعي يضيف إلى شيء معقول، وأفضل ما يمكننا فعله في تلك البيئة الصعبة”.
والأربعاء، اتخذت دول منظمة البلدان المصدرة للنفط وحلفاؤها المعروفة باسم “أوبك بلاس” خلال اجتماعها في فيينا قرارا بخفض حصص إنتاج النفط بواقع مليوني برميل نفط يوميا ابتداء من نوفمبر المقبل لدعم الأسعار المتضررة من مخاوف حصول انكماش.واعتبرت واشنطن أن هذه الخطوة توضح أن “أوبك بلاس تقف إلى جانب روسيا”، حسبما ذكرت المتحدثة باسم البيت الأبيض.وأفاد بيان صادر عن البيت الأبيض بأن الرئيس الأميركي، جو بايدن، “يشعر بخيبة أمل من قرار أوبك بلاس القصير النظر” والقاضي بخفض إنتاجه النفطي بشكل كبير. وجاء في البيان الذي وقعه مستشار الأمن القومي، جاك سوليفان، وكبير المستشارين الاقتصاديين، بريان ديس، بأن خفض الإنتاج سيضر بالدول “التي تعاني أصلا” من ارتفاع الأسعار، بينما “يتعامل الاقتصاد العالمي مع استمرار التأثير السلبي” للهجوم الروسي على أوكرانيا.وبشأن رد فعل واشنطن تجاه حفض إنتاج الذهب الأسود في أكبر تخفيضات منذ جائحة الفيروس التاجي، قالت يلين: “لقد ركز الرئيس لفترة طويلة على استكشاف جميع الخيارات المتاحة لمحاولة خفض (أسعار النفط)”.
وتدخل الولايات المتحدة وحلفاء مجموعة السبع المرحلة الأخيرة من المحادثات لوضع حد أقصى لسعر صادرات النفط الروسية، من أجل حرمان موسكو من عائدات الطاقة الحيوية لتمويل الحرب.ولكن أيضا في الوقت ذاته، تأتي الخطوة بهدف الحفاظ على تدفق بعض النفط الروسي بطريقة لا تؤدي إلى قفزة في أسعار الخام في الأسواق الدولية.وقالت يلين: “إن خفض الأسعار أمر مفيد بشكل خاص للدول النامية التي تعاني من ارتفاع أسعار الطاقة”.وانتقدت بطء الحلفاء في إرسال المساعدات المالية لأوكرانيا. وأضافت يلين أن “وتيرة تحويل الأموال إلى أوكرانيا تتسم بالبطء الشديد”.وتابعت: “نحن بحاجة إلى رؤية الدول الأخرى تفي بالتعهدات التي قطعتها على نفسها. ومن الأهمية بمكان الحصول على هذا التمويل لأوكرانيا في أسرع وقت ممكن”.وأشارت الوزيرة الأميركية إلى أن الولايات المتحدة قدمت 8.5 مليار دولار في شكل منح لأوكرانيا، علاوة على 4.5 مليار دولار أخرى وافق عليها الكونغرس مؤخرا.