تعتزم الحكومة البريطانيّة الإعلان الجمعة عن إصلاحات لمرحلة ما بعد خروج البلاد من الاتّحاد الأوروبّي، من أجل تحفيز نموّ القطاع المالي وتعزيز الاقتصاد المتعثّر الذي يُواجه ركودًا.ويُعلن وزير المالية جيريمي هانت في إدنبرة “مجموعة من 30 إصلاحًا تنظيميًّا لتأمين مكانة المملكة المتّحدة بوصفها مركزًا ماليًّا رائدًا في العالم”، حسبما جاء في بيان صادر عن الوزارة.
وأشارت الوزارة إلى أنّ “إصلاحات إدنبرة ستُعطي قوّة لا مثيل لها للخدمات الماليّة البريطانيّة، مستفيدةً من الفرص التي يُتيحها خروج بريطانيا من الاتّحاد الأوروبّي” لإنشاء “إطار تنظيمي مصمّم خصّيصًا لاحتياجات البلاد”.كان هانت قد أقرّ خلال تقديمه إجراءات ماليّة الشهر الماضي، بأنّ البلاد تشهد ركودًا وبأنّ بنك إنكلترا يتوقّع حدوث انكماش خلال العام المقبل بكامله.ومع تخطي نسبة التضخم 11 بالمئة تشهد المملكة المتحدة إضرابات غير مسبوقة منذ عقود تشمل كلّ القطاعات من عمّال البريد إلى موظفي الحكومة وعناصر الأمن وحتى موظفي منظمة غير حكومية تساعد المشرّدين.
ويُتوقّع أن يشتدّ اختبار القوّة خلال فترة عيد الميلاد ولا سيّما مع إضراب عناصر شرطة الطُرق العامّة بين 16 ديسمبر و7 يناير.وكان وزير المالية البريطاني، جريمي هانت قد دافع عن اتفاق التجارة الذي أبرمته بريطانيا بعد بريكست مع الاتحاد الأوروبي، واصفا إياه بأنه “ممتاز” أمام لجنة الخزانة البرلمانية.وقال “لم أؤيد أو أفكر في أي اتفاق من شأنه أن يحيد عن بريكست”، مشددا على أن “إزالة الحواجز المادية أمام التجارة كما يحصل على الحدود الفرنسية السويسرية أو السويدية النروجية، ربما بطريقة تكون ذات صلة بموجب بروتوكول إيرلندا الشمالية، كان موقفي العلني منذ بعض الوقت”.في وقت سابق، أقر وزير المالية جيريمي هانت بأن “بريكست” فرض على اقتصاد المملكة المتحدة كلفاً، لكنه أكد قناعته بأن الخروج من الاتحاد الأوروبي لن يجعل البلاد أكثر فقراً على المدى الطويل.وبحسب هيئة الإذاعة البريطانية، لم ينكر هانت أن الاقتصاد البريطاني منذ التاريخ الرسمي للانسحاب قبل ثلاث سنوات تقريباً، لم يشهد نمواً قوياً بالقدر الذي كان ليحققه لو بقيت المملكة في الكتلة التجارية الأوروبية.
لكنه ألقى باللوم على جائحة “كوفيد” لمنعها المملكة المتحدة من استغلال الفرص التي ادعى أنها أُتيحت لها على خلفية “بريكست”.وعلى رغم الأرقام التي تظهر أن بريطانيا هي الاقتصاد الكبير الوحيد الذي فشل في العودة لمستويات النمو الاقتصادي قبل الجائحة، نفى هانت أن يكون “بريكست” أكبر عقبة في مسار الاقتصاد.وقال الوزير: “ما أرفضه جملة وتفصيلاً هو فرضية أن بريكست سيجعلنا أكثر فقراً”.وأضاف، “أنا لا أنكر أبداً الثمن الذي يتأتى عن قرارات بحجم قرار خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، لكن ماذا عن الفرص؟ على الواحد منا أن ينظر إلى الأمور من جوانبها كافة”.”سكاي نيوز عربية”