دحض خبراء تصريحات وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك بوقوف موسكو وراء أزمة الطاقة في أوروبا، وأشاروا إلى أن روسيا أكدت التزامها بعقود الغاز المبرمة.واتهم وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك موسكو بأفتعال أزمة الغاز في أوروبا، وبحسب الوزير الألماني فإن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “أغلق صمام الغاز” عن أوروبا.
وجاءت تصريحات الوزير الألماني في 20 يناير 2023 خلال مراسم استقبال وصول السفينة Höegh Gannet وهي ثالث محطة للغاز الطبيعي المسال العائم في ألمانيا.كما أقر وزير الاقتصاد الألماني بأن ألمانيا تستلم الآن نصف أحجام الإمدادات السابقة، حيث توفر ثلاث محطات جديدة للغاز الطبيعي المسال حوالي ربع حجم الواردات السابقة فقط.ووفقا للوزير، فإن المحطات العائمة الثلاث، التي يتم بناؤها في ألمانيا، ستكون قادرة على استقبال 14 مليار متر مكعب من الغاز المسال سنويا بحلول نهاية عام 2023، وأشار الوزير إلى ضرورة زيادة قدرة البنية التحتية لاستقبال الغاز إلى أكثر من 30 مليار متر مكعب.
هذا وتخطط وزارة الاقتصاد الألمانية إنفاق 9.7 مليار يورو على بناء خمسة محطات استقبال للغاز الطبيعي المسال في الفترة من 2022 إلى 2038.مع انطلاق العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، فرضت الدول الغربية، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي، عقوبات على موسكو، كما أعلنت بروكسل رفضها لاستيراد موارد الطاقة الروسية، ومنها الغاز.ومن الإجراءات التي ساهمت في تقليل معروض الغاز الروسي في أوروبا وصعود الأسعار، قيام بولندا بإيقاف عبور الغاز الروسي عبر أنبوب “يامال أوروبا للغاز” المار بأراضيها، كما قامت أوكرانيا بتقليص إمدادات الغاز الروسي عبر أراضيها. كذلك ساهم توقف الإمدادات عبر “السيل الشمالي-1” في تفاقم الأزمة، حيث توقفت الإمدادات عبر هذا المسار في مطلع سبتمبر الماضي في ظل أعطال تم اكتشافها ولم تتيح العقوبات الغربية المجال لصيانة الأعطال التقنية.وفي نهاية سبتمبر الماضي تم فقدان الأمل باستئناف ضخ الغاز عبر “السيل الشمالي-1” بعد تفجيرات إرهابية طالت مساري “السيل الشمالي 1 و2”.
واتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “الأنجلوساكسون” بالوقوف وراء التفجيرات، فيما وصف أمين مجلس الأمن في الاتحاد الروسي نيكولاي باتروشيف الولايات المتحدة الأمريكية بأنها المستفيدة من هذه الهجمات الإرهابية.ويتفق خبراء على أن الموقف الأوروبي العدائي ضد روسيا والقيود التي تم فرضها أدت إلى تفاقم أزمة الطاقة في أوروبا، فيما أكدت موسكو مرارا التزامها بالعقود المبرمة.ويشيرون إلى أن تصريحات وزير الاقتصاد الألماني هابيك حول أن إمدادات الغاز الروسي إلى ألمانيا توقفت بسبب الجانب الروسي لا تتوافق مع الواقع، كما أن السلطات الألمانية تحاول الآن إلقاء اللوم في أخطائها على موسكو.وقال خبير الطاقة ألكسندر كامكين في حديث لـRT: “هابيك يكذب بصراحة لأن روسيا لم تغلق بنفسها مسارات عبور الغاز، وليست هي من فجر خط “السيل الشمالي، ولم تكن روسيا هي التي بادرت برفض التعاون في مجال الطاقة”.وأضاف كامكين قائلا: “بيان الوزير الألماني هو مثال نموذجي للسلوك الساخر عندما ينقلب كل شيء رأسا على عقب”.ويرى الخبير أن تصرفات حكومة الائتلاف الألمانية وأسلافها هي التي أدت إلى تفاقم أزمة الطاقة، وقال: “منذ عام 2014، عندما نظمت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي انقلابا في أوكرانيا، ارتكب الاتحاد العديد من الأخطاء في الاقتصاد، حيث قاموا بطباعة اليورو وحرموا أنفسهم من موارد الطاقة الرخيصة من روسيا”.ووفقا للخبير أدت هذه السياسة إلى زيادة في الأسعار وانخفاض مستويات المعيشة، وقال كامكين: “أصبحت أوروبا رهينة لسياساتها الخاصة عندما لا يكون المحرك الرئيسي للتعاون الاقتصادي مفيدا للطرفين”.وأكد أن أوروبا، بما في ذلك ألمانيا، تدرك أنه في السنوات القادمة لن يكون الغاز الطبيعي المسال الأمريكي الباهظ الثمن قادرا على أن يصبح بديلا كاملا عن إمدادات الغاز الروسي المتاحة بسعر منافس.ولفت إلى أن الولايات المتحدة هي المستفيد الأكبر من الأزمة، حيث قال: “الآن تحاول الولايات المتحدة، التي تستفيد من الأزمة، فرض عقود طويلة الأجل على الأوروبيين. المستفيد الرئيسي من انهيار العلاقات بين روسيا وألمانيا هو الجانب الأمريكي”كذلك لفت إلى أن روسيا تفي بالتزاماتها في إطار عقود الغاز، وكمثال أشار إلى أن الإمدادات عبر “السيل التركي” وعبر أوكرانيا تعمل حتى الآن.(RT)