هل تنجو صناعة الرياضة من الركود العالمي في 2023؟

27 يناير 2023
هل تنجو صناعة الرياضة من الركود العالمي في 2023؟


ذكر موقع “سكاي نيوز”، أنّ دراسة لشركة الاستشارات العالمية “ماكنزي” أظهرت أن صناعة الرياضة نجحت في عامي 2021 و2022 في مواجهة تهديد الركود العالمي والحرب في أوروبا واستمرار تحديات سلسلة التوريد والارتفاع السريع في أسعار الفائدة.

وخلصت الدراسة إلى أن صناعة السلع الرياضية تعتبر “محظوظة” بالمقارنة مع العديد من الصناعات الأخرى، حيث تميز العامان الماضيان بالنمو القوي أو المساواة أو التفوق على مستويات ما قبل وباء كوفيد-19.صناعة الرياضة في 2022وأشارت “ماكنزي” في دراستها إلى أن الأداء الخاص بصناعة الرياضة في النصف الأول من العام الماضي كان إيجابيًا على نطاق واسع حول العالم، رغم ارتفاع التضخم بسبب آثار الحرب في أوكرانيا وخاصة في أوروبا، ودفع ارتفاع تكاليف المواد الخام والطاقة بعض الشركات إلى رفع الأسعار.إجمالًا كانت التوقعات في نهاية 2021 أن يكون عام 2022 عامًا رائعًا لصناعة السلع الرياضية بسبب ارتفاع معنويات المستهلكين عقب فك قيود COVID-19، مع وجود طلبات كثيرة على المنتجات الرياضية والعلامات التجارية، لكن النصف الثاني من العام الماضي، شهد تراجع في التوقعات الاقتصادية وسط تزايد القلق بشأن عدم الاستقرار الجيوسياسي ومسار أسعار الفائدة، مما شدد القيود المفروضة على كل من الشركات وميزانيات الأسر المعيشية.وحسب الدراسة، فإنه بالنظر إلى المستقبل، على المدى المتوسط، هناك أسباب تدعو للتفاؤل مدفوعة بشكل خاص بزيادة الوعي بالصحة واللياقة البدنية والرياضة.مخاوف على المدى القصيررغم التفاؤل الذي أبدته الدراسة بشأن صناعة الرياضة، فإن هناك بعض المخاوف تبدو على المدى القصير، على خلفية ارتفاع التكاليف والتهديد المحتمل بركود أكبر والتحديات التشغيلية المستمرة التي قد تؤدي إلى خلق رياح معاكسة في أوائل عام 2023، وهو الأمر الذي قد يضع الشركات تحت ضغط عاجل في إنتاجها، وبالتالي رفع الأسعار لتعزيز الإنتاجية، وإدارة النقد بشكل أكثر صرامة، وإيجاد التوازن الصحيح بين الادخار والاستثمار بحسب الدراسة.توقعات سلبية بسبب التضخموتوقع كولن براون، الرئيس المؤقت والرئيس التنفيذي لشركة “Under Armor” أن تستمر الظروف الاقتصادية في التدهور في العام الجاري، وهو ما سيؤثر بالتالي على ثقة المستهلك.ومع وصول التضخم في عام 2022 إلى أعلى مستوى له منذ 40 عامًا في أوروبا والولايات المتحدة، فإن 6 بالمئة فقط من شركات السلع الرياضية واثقة من مرونتها وتحقيقها مردود ايجابي.وترجح الدراسة أن يقلل المستهلكون من إنفاقهم على السلع الرياضية خلال الفترة المقبلة، حيث أظهر مسحًا أجرته الدراسة ذاته أن أكثر من 50 بالمئة من المستهلكين سيشترون منتجات أقل من العام الماضي، بينما قال حوالي 20 بالمئة أنهم سيتجهون لشراء منتجات لعلامات تجارية أقل ثمنًا عن غيرها.صناعة الرياضة كلمة السرورأى الخبير الاقتصادي المصري محمود عطا أن الاقتصاد العالمي خلال عام 2023 قد يشهد دخول مرحلة الركود الاقتصادي أثر معدلات التضخم المرتفعة التي يشهدها العالم، والتي لم تحدث منذ 42 عامًا تقريباً، مضيفًا أن هذا أيضاً بخلاف السياسات النقدية المتشددة المتبعة من البنوك المركزية العالمية كمحاولة لكبح جماح التضخم عالمياً، وقد يؤثر ذلك على كثير من الصناعات عالمياً، وبالتبعية على صناعة الرياضة والتي أصبحت من أهم الصناعات سواء داخل أوروبا أو الولايات المتحدة الأميركية.وأضاف عطا أن دراسة “ماكنزي ” تعتمد على أرقام وتحليلات يجب الأخذ بها من قبل صناع الرياضة والمستثمرين في المجال الرياضي حول العالم، فهي ترسم صورة لما سيكون عليه أحوال الأسواق بمنهجية كبيرة.وأكد أن لكل قاعدة استثناء، فمثل هذه الدراسات قد تواجه تغييرات كبيرة مثل احتمالية توسع الحرب في أوروبا، وفرضية وقوع حروب أخرى في قارات غير أوروبا، أو ظهور وباء جديد مثلما حدث مع كوفيد 19، مؤكدًا أن كل ما سبق قد يغير من شكل الأسواق العالمية في السنوات المقبلة وليس فقط في 2023، وبالتالي يمتد أثر هذا التأثير السلبي على عديد الصناعات ومنها صناعة الرياضة.ورأى عطا أن النموذجين الأميركي والصيني في هذه الدراسة، تم التركيز عليهما لعدة أسباب منها المنافسة الكبيرة بين البلدين على المستوى التجاري، ومحاولة كل منهما فرض هيمنته الاقتصادية على العالم، بالإضافة إلى عدد السكان الكبير في كلا البلدين، وشغف الشعبين الأميركي والصيني بالرياضة وهو ما يساعد بكل تأكيد على زيادة فرص نجاح صناعة الرياضة فيهما من إنتاج الملابس والأدوات الرياضية وانشاء المزيد من الملاعب في شتى الألعاب.احتياجات الصناعة الرياضية في 2023ولفتت الدراسة التي نشرتها “ماكنزي ” أن شركات السلع الرياضية تحتاج في الفترة القادمة إلى عدة خطوات هي تطوير استراتيجيات تساعدها على التغلب على التحديات الحالية. مضيفة أن رفع الأسعار ليس هو الحل في سياق انخفاض الطلب، وتوفر خيارات أكثر بأسعار معقولة على نطاق واسع، وإعادة ضبط العائد على الاستثمار، حيث يجب على صانعي القرار النظر في إجراء مراجعة من أعلى إلى أسفل للكفاءة وهو ما سيؤدي إلى توفير نسبة 10 إلى 20 بالمئة في ميزانيات التسويق وتعزيز العائد على الاستثمار، وتعزيز اتصالات العلامة التجارية، حيث يمكن تحسين الاتصالات وإعادة تركيزها على عرض القيمة الأساسية للعلامة التجارية، مما قد يساعد الشركات على تحقيق زيادة في الإيرادات بنسبة 2 إلى 5 بالمئة، واستغلال الابتكارات التكنولوجية مثل العمليات الروبوتية التي ستوفر على أجل طويل الأمد نسبة تتراوح من 5 إلى 10 بالمئة، وتحسين التمويل، فيمكن للشركات التركيز على تحرير النقد واستكشاف عمليات سحب الاستثمارات والمزيد من عمليات الاستحواذ.انتعاش السوق الرياضي الأميركي
وأكدت الدراسة أن السوق الرياضي الأميركي انتعش كثيرا بعد جائحة كوفيد 19 وتحديدًا في عام 2021، إلا أنه شهد بعض التراجع في العام الماضي مما أدى إلى انخفاض المبيعات بنسبة 4 إلى 8 بالمئة في الأشهر التسعة الأولى، مقارنة بمستويات عام 2021، وأدت هذه الانخفاضات غير المتوقعة إلى زيادة كبيرة في التخزين وخصومات كبيرة في النصف الثاني.وتبين من الدراسة أن سوق الأحذية الرياضية والملابس شهد انخفاضًا في الإيرادات بنسبة 4 إلى 6 بالمئة في الأشهر التسعة الأولى من عام 2022، وشهدت معدات اللياقة البدنية المنزلية انخفاضًا في الإيرادات بنسبة 28 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من عام 2021، لكن الاستثناء كان في صناعة وبيع الدراجات الإلكترونية، التي استمرت في النمو بقوة.نمو السوق الرياضي الصينيانتقلت الدراسة للنموذج الثاني في الصين، والتي شهد سوق السلع الرياضية فيها أداء ثابتًا إلى حد كبير، مستفيدة من ارتفاع الطلب من النساء (على عكس أوروبا والأميركتين)، إذ تنفق النساء في الصين نسبة 15 إلى 20 في المائة على الملابس والأدوات الرياضة واللياقة البدنية أكثر من الرجال.كما أن الرياضة أصبحت تشكل جزءا أكثر أهمية في حياة الشعب الصيني اليومية، وهناك اهتمام متزايد بالرياضات الأكثر تخصصًا، مثل التزلج وركوب الأمواج، والأنشطة في الهواء الطلق، مثل التخييم.الدراسة أكدت أن العلامات التجارية المحلية الصينية مثل Anta وLi-Ning تنافس بشراسة في تلبية الطلبات الرياضية للسيدات، من خلال تقديم المزيد من المنتجات التي تركز على النساء، وتشكل هذه العلامات المحلية ضغطًا على العلامات الرياضية الشهيرة بعد نجاح الأولى في الاستحواذ على جزء كبير من المبيعات في الصين وفي عديد البلاد الأخرى. (سكاي نيوز)