حققت شركة الشحن العملاقة CMA CGM الذي يديرها الفرنسي من أصل لبناني رودولف سعادة أرباحا وصلت إلى 23.5 مليار يورو في عام 2022، وهو رقم غير مسبوق في تاريخ الاقتصاد الفرنسي.
فقد أعلنت ثالث أكبر شركة سفينة حاويات في العالم يوم الجمعة 3 آذار عن أرباح صافية قدرها 24.9 مليار دولار (23.5 مليار يورو) في عام 2022 مقابل حجم تداول 74.5 مليارات دولار، بعد ربح تاريخي بالفعل بلغ 17.9 مليار دولار في العام السابق.
واستطاعت شركة CMA CGM تحقيق مرتبة متقدمة على شركة TotalEnergies (19.5 مليار دولار) ومصنع السيارات Stellantis (16.8 مليار) ، ومجموعة LVMH الفاخرة (14.1 مليار دولار) وبنك BNP Paribas(10.2 مليار دولار).
علما ان شركة CMA CGM تضم نحو 3 آلاف موظف، وهي تُعتبر من أكبر الشركات الخاصة التي توظّف الناس في مدينة مارسيليا الفرنسية منذ فترة.
في العام 2019، نقلت الشركة مقر Ceva Logistics الرئيسي من جنيف إلى مارسيليا، فأضافت بذلك 200 وظيفة مكتبية قيّمة إلى قاعدة الضرائب المحلية. وفي السنة نفسها، افتتح رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي للشركة رودولف سعادة فرعاً ناشئاً في المدينة. في السنة الماضية، كشفت الشركة عن خطط لفتح مركز تدريبي وبحثي جديد للخدمات اللوجستية وقطاع النقل بحلول نهاية العام 2023.
وفي أيلول 2022، اشترى سعادة معظم حصص الصحيفة المحلية “لا بروفانس” مقابل 81 مليون يورو. وفي تشرين الثاني الماضي، اشترت CMA CGM حقوق الرعاية الخاصة بقميص فريق كرة القدم “أولمبيك مارسيليا”، بدءاً من الموسم المقبل.
في عام 2009 تجنبت CMA-CGMالإفلاس وخسارة 229 مليون دولار، الا انها شهدت ارتفاع صافي أرباحها في عام 2021 إلى 17.9 مليار دولار. في عام 2022، وصل مالك الشركة إلى مستوى هامش التشغيل في الستراتوسفير بنسبة 44.7 % (+3.4 نقطة على مدار عام واحد)، وكان أداءه أفضل من المجموعات الفاخرة مثل LVMH.
وأكدت المجموعة أنها أعادت استثمار نحو 90% من الأرباح، بما في ذلك 2 مليار دولار في فرنسا، وضاعفت استثماراتها في السفن ومحطات الموانئ في نيويورك والهند على وجه الخصوص.
يُشار إلى ان سعادة ربح 11.3 مليار دولار في عام 2022، لتقفز ثروته إلى 17.3 مليار دولار، فحل بها بالمرتبة 87 عالمياً بين قائمة الأثرياء، وتحوّلت عائلته إلى خامس أغنى عائلة في فرنسا.
سيرة رودولف سعادة
هو رجل أعمال أباً عن جد، والده جاك رودولف سعادة ولد في العام 1937 في بيروت، وتوفي في مرسيليا عن عمر 81 عاماً بعدما ترك لأولاده تانيا، رودولف وجاك جونيور، أسطولاً بحرياً يتجاوز حجمه 414 سفينة، تجوب 400 ميناء حول القارّات الخمس من خلال وكالاتها الـ650، وتوظّف 18000 شخصاً، من بينهم 4.700 في فرنسا، بحسب معلومات نشرت عن الشركة عقب وفاته. ووصلت إيراداتها في العام 2018 إلى 23 مليار دولار أميركي.
أطلق على جاك سعادة لقب Tycoon of The Seas زعيم، أو ملك البحار. وعُرف عنه أنّه لا يقبل أن يتدنّى مؤشر نموّ مؤسساته عن معدل 15% و 20% سنوياً.
أما رودولف الجدّ، الذي سُمي رودولف الحفيد على اسمه، فكان من بورجوازيي الساحل السوري، تحديداً مدينة اللاذقية، كان يعمل في مجال إنتاج التبغ، وبذور القطن وزيت الزيتون، وكان يملك معمل زيوت لبذر القطن وينتج الزيت النباتي والصابون وكسبة تستخدم لعلف الحيوانات، وكذلك معمل “تشيكلس” المشهور ومعامل أخرى وشركة شحن صغيرة في لبنان. وكانت زوجة رودولف الجدّ لبنانية، فولد ابنه جاك في لبنان.
ولا بد من التذكير ان رودولف سعادة الحفيد أيضاً رجل يهتم بالبيئة، مقرّب من الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، ووقّعت مجموعته CMA CGM في آب 2019 على ميثاق SAILS الذي بدأته الوزارة الفرنسية للتضامن والبيئة الانتقالية، وذلك بحضور الرئيس الفرنسي وفي قصر الإليزيه، كشركة رائدة في حماية البيئة.
وكثّفت عائلة سعادة في الفترة الأخيرة استثماراتها في لبنان، فضخّت الأموال في البلد بعد تفجير مرفأ بيروت عام 2020، وأقدمت على شراء محطة الحاويات في ميناء طرابلس عام 2021، واشترت عام 2022 محطة الحاويات في بيروت .
le monde )ـ رصد “لبنان 24”)