رغم تضخم الـ100 في المئة.. لماذا اختار الروس الفرار إلى الأرجنتين؟

8 مارس 2023
رغم تضخم الـ100 في المئة.. لماذا اختار الروس الفرار إلى الأرجنتين؟


منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في شباط من العام الماضي، تصل أعداد كبيرة من الروس إلى الأرجنتين، التي توفر ملاذا آمنا لهم، بعيدا عن الحرب والقمع المتزايد للمعارضين في وطنهم والقيود الصارمة على التأشيرات التي ظهرت ضد الروس في أجزاء أخرى من العالم، بحسب تقرير لوكالة “بلومبيرغ”. 

ورغم الرحلة الشاقة، التي تمتد لأكثر من 16 ألف كيلو متر، والتكلفة المالية المرتفعة، اختار بعض الروس، الفرار من بلادهم إلى الأرجنتين، الواقعة في أميركا الجنوبية، والتي تعاني من أزمات اقتصادية، وتضخم يقترب من مئة في المئة. الجنسية الأرجنتينية
يمكن للروس الذين لا يخططون لإنجاب طفل دخول البلاد بتأشيرة سياحية مدتها ثلاثة أشهر، ثم التقدم بطلب للحصول على تأشيرة طالب أو تأشيرة رحالة رقمي، للذين يعملون عن بعد، أثناء تواجدهم في البلاد. ورحبت الحكومة الأرجنتينية بالوافدين الروس الذين يخططون للبقاء، بينما تفحص في أوراق الذين يفدون لولادة أطفالهم فقط، للحصول على جواز السفر ،ثم يغادرون.في شباط الماضي، وصلت 33 امرأة روسية في الثلث الثالث من الحمل على متن رحلة واحدة للخطوط الجوية الإثيوبية عبر أديس أبابا. ورغم أن السفر الجوي الدولي جعل الرحلة من أوروبا أسهل من الأجيال السابقة، إلا أن العقوبات أضافت عقبات جديدة، مما أدى إلى عدم توفر الرحلات الجوية المباشرة من روسيا إلى معظم الدول الأوروبية. ويصل العديد من المهاجرين إلى بوينس آيرس عبر طرق ملتوية تتضمن فترات توقف متعددة. وأسرع الطرق عبر اسطنبول وأديس أبابا ودبي، وهي تكلف ما يزيد عن 1500 دولار لتذكرة الذهاب فقط، وأقصر رحلة تمتد لـ27 ساعة تقريبا. وفي كانون الثاني الماضي فقط، وصل أكثر من 4500 روسي، بزيادة أربعة أضعاف عن العام السابق. ووفقا لوزارة الهجرة الأرجنتينية، دخل إلى الأرجنتين 22 ألف روسي منذ بداية العام الماضي، غادر 60 في المئة منهم البلاد بعد فترة، ولا توجد بيانات متاحة عن المكان الذي ذهبوا إليه. هجرة الأدمغة
وتقول “بلومبيرغ”، إن الروس الذي يأتون إلى الأرجنتين، من ذوي المهارات العالية في الغالب، “وهذا قد يساعد الأرجنتين على سد الفجوة التي خلفها المتعلمون الذين انتقلوا إلى أوروبا في السنوات الأخيرة هربا من حالة عدم اليقين الاقتصادي”. فقد وصل نحو 33 ألف أرجنتيني إلى إسبانيا في عام 2021، وهو أكبر عدد منذ عام 2008 على الأقل، وفقا لأحدث البيانات المتاحة من وكالة الإحصاء الوطنية الإسبانية.في الوقت نفسه، يُستنزف الاقتصاد الروسي من هجرة الأدمغة والعمال الموهوبين، إذ غادر ما يصل إلى مليون شخص العام الماضي. ورغم عودة بعضهم، فإن معظمهم بدأوا العمل وحياة جديدة في أماكن لديها أنظمة تأشيرات مرنة مثل أجزاء من الاتحاد السوفيتي السابق، والإمارات العربية المتحدة، وجنوب شرق آسيا، في حين استقر البعض في أجزاء أخرى من أميركا اللاتينية، مثل البرازيل، وفقا لتقارير إخبارية محلية.تجفيف المعارضة 
وترى بلومبيرغ أن النزوح الجماعي قد يؤدي أيضا إلى تجفيف روسيا من المعارضة المحتملة لنظام الرئيس فلاديمير بوتين، والحرب في أوكرانيا.وانتقد معظم الروس في بوينس آيرس، الذين تحدثت إليهم وكالة بلومبرغ، وزاد عددهم عن عشرة أشخاص، بوتين علنا. وسبق أن احتج المئات من الروس والأوكرانيين على الحرب أمام سفارتي البلدين في بوينس آيرس في فبراير. لكن أستاذ التاريخ خوسيه مويا، الذي يتولى تدريس مادة عن الهجرة العالمية في نيويورك، يرى أنه “بالمغادرة، يعطي المهاجرون قوة للطغاة الذي هم يعارضونهم”. (الحرة)