كيف تحرّكت مصارف مركزيّة حول العالم للحفاظ على السيولة النقديّة؟

20 مارس 2023
كيف تحرّكت مصارف مركزيّة حول العالم للحفاظ على السيولة النقديّة؟


ذكر موقع “بي بي سي”، أنّ مصارف مركزية على المستوى العالمي تحركت للحفاظ على تدفق الائتمان بعد فترة عدم استقرار في القطاع المصرفي الأميركي وعملية دمج مصرف كريدي سويس.فقد أعلنت ستة مصارف مركزية، من بينها “بنك إنكلترا”، أنها ستعمل على تعزيز تدفق الدولار الأميركي عبر النظام المالي العالمي.

وكان مصرف “يو بي أس” قد استحوذ الأحد على مصرف كريدي سويس الذي يعاني من مشاكل مالية في صفقة مدعومة من الحكومة السويسرية.وسيدخل الترتيب الخاص بالسيولة المالية من الدولار الأميركي الذي أطلق عليه اسم “خط المبادلة” حيز التنفيذ اعتباراً من اليوم الاثنين.وفي بيان مشترك، أطلق “بنك إنكلترا” و”بنك اليابان” و”بنك كندا” و”البنك المركزي الأوروبي” و”بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي” و”بنك سويسرا الوطني” خطة عمل منسقة لـ “تعزيز توفر السيولة”.وقال الإعلان إن العمل المنسق يخدم “كمساند مهم لتخفيف الضغط في أسواق التمويل العالمية” ولتخفيف التأثير على توفر القروض للأسر وأنشطة الأعمال.وبدلاً من الاقتراض من السوق المفتوح، سيكون بوسع المصارف البريطانية الذهاب مباشرة إلى “بنك إنكلترا” وسيكون بمقدورها الاقتراض من “البنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي”.وسيتم الأمر بنفس الطريقة مع المصارف في منطقة اليورو وكندا واليابان وسويسرا والولايات المتحدة.وسيكون بإمكان المصارف الوصول إلى هذا التمويل بشكل يومي.وقال “بنك إنكلترا” إن الترتيب، الذي تم تبنيه خلال الأزمة المالية في 2008 وجائحة كوفيد، سيدخل حيز التنفيذ الاثنين ويستمر حتى “نهاية نيسان على الأقل”.وفي اليوم الأول للتداول بعد عملية الاستحواذ الطارئة لـ”بنك كريدي سويس”، انخفضت أسعار الأسهم في البورصات الآسيوية.ففي هونغ كونغ، انخفض مؤشر “هانغ سنغ” بحوالي 3 في المائة. وانخفض مؤشر نيكي في طوكيو بأكثر من 1 في المائة.وقد انخفضت أسعار أسهم القطاع المصرفي عالمياً عقب انهيار بنك سيليكون فالي، على الرغم من التطمينات التي جاءت على لسان الرئيس الأميركي جو بايدن من أن الولايات المتحدة ستفعل “كل ما يلزم” لحماية النظام المصرفي.ومنذ انهيار “بنك سيليكون فالي”، انهار مصرف “سيغنتشر” الأصغر واحتاج مصرف “فيرست ريبابليك” للإنقاذ.فقد توصل مصرف تابع لشركة “نيويورك كوميونيتي بانكورب” هو مصرف فلاغستار إلى صفقة مع الجهات التنظيمية للقطاع المصرفي لشراء أصول بنك “سيغنتشر”، حسبما أفادت الأحد مؤسسة ضمان الإيداع الفيدرالية الأميركية.وتتضمن الصفقة كافة إيداعات بنك “سيغنتشر” تقريباً، وبعض قروضه وكافة فروعه السابقة الـ 40.ويُظهر الإعلان عن “العمل المنسق” من قبل ستة من أكبر المصارف المركزية في العالم مدى خطورة تزايد القلق العام حول هشاشة النظام المصرفي العالمي.فهذا التسهيل لم يتم استخدامه في المملكة المتحدة منذ المصاعب المالية التي وقعت في بداية جائحة كورونا قبل ثلاثة أعوام بالضبط. وهذه ليست خطوة هائلة كتلك التي اضطر “بنك إنكلترا” إلى اتخاذها، على سبيل المثال، بعد اعتماد الميزانية المصغرة الخريف الماضي. لكنها مؤشر واضح على أن سقوط عملاق سابق كـ”بنك كريدي سويس” قد يكون كافياً لإشعال فتيل قلق أكثر عمومية.إن الخوف من التأثير المباشر لمشاكل “بنك كريدي سويس” أو “بنك سيليكون فالي” هو أقل من الخوف من تأثير سلسلة من العوامل المشتركة على بعض المؤسسات الأخرى. ومن الأمثلة على ذلك خروج إيداعات غير مؤمنة من بعض المؤسسات وذهابها إلى مؤسسات أكبر بسرعة مذهلة، من دون أن يضطر أي شخص لزيارة فرع مصرفي، بفضل التكنولوجيا، وبتأثير من التعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي. يضاف إلى هذا الاستجابة غير الواثقة من قبل بعض الجهات التنظيمية.والصورة الأكبر هي، أن أسعار الفائدة المتصاعدة بسرعة ستعمل دائماً على تفجير بعض القنابل الموقوتة تحت بعض المؤسسات، وفي بعض الزوايا الغامضة من النظام المالي، حيث بدأ اللاعبون يصبحون أكثر اعتماداً على أسعار الفائدة المنخفضة جداً. وهذا يحدث الآن.والأخبار المطمئنة قليلاً، على سبيل المثال هنا، هي أن المصارف البريطانية جيدة الرسملة ولديها أموال طائلة، أو كما عبر عن ذلك “بنك انكلتر” الأحد بأن الوضع “سليم وآمن”. لكن حقيقة انضمامه إلى نظرائه حول العالم يمثل عرضاً للقوة ومحاولة لمنع المخاطر من التسرب والانتشار.وبشكل خاص، هناك مخاوف من أن رفع أسعار الفائدة على الأموال التي تقرضها المصارف لبعضها البعض قد تصب بسرعة في الاقتصاد ويكون لها تأثير حقيقي. (بي بي سي)