موجات تسريح رغماً عن الأرباح… لماذا صرفت شركات التكنولوجيا آلاف موظفيها؟

24 مارس 2023
موجات تسريح رغماً عن الأرباح… لماذا صرفت شركات التكنولوجيا آلاف موظفيها؟


تحت عنوان “”أرباح إضافية وموجة تسريح”.. لماذا تخلت شركات التكنولوجيا عن آلاف الموظفين؟”، جاء المقال التالي في موقع “الحرة”:
“سرحت شركات التكنولوجيا الكبرى آلاف العمال منذ بداية السنة، رغم امتلاك بعضها لميزانيات متينة. إلا أن المحرك وراء هذه الحملة يتمثل بعدم اليقين الاقتصادي الذي يدفع هذه الشركات للمزيد من التحوط، حسب ما ورد في تقرير لشبكة سي أن بي سي.
وامتدت موجة التسريح التي طاولت آلاف الموظفين من الولايات المتحدة الأميركية إلى آسيا وأوروبا في العديد من عمالقة التكنولوجيا حول العالم، مثل مايكروسوفت وغوغل.

لكن المفارقة، وفق سي أن بي سي، أن معظم هذه الشركات كانت تدر أرباحا.وقالت شركة الخدمات المالية جيفريز إن موجة التسريح جاءت بعد توظيف مفرط للشركات التكنولوجية خلال انتشار كورونا، وما تبع ذلك من توقعات نمو أبطأ وأقل من السابق.وما يزيد من حدة الظرف هو ارتفاع التضخم وأسعار الفائدة، ما يكبح إنفاق المستثمرين في ظل جو من عدم اليقين الاقتصادي العالمي.وتفسر سي أن بي سي ما حصل أيضا، خصوصا لدى الشركات الصغيرة، من خلال الاستعانة بتقرير بنك أوف أميركا الذي يوضح أن زيادة التوظيف لدى الشركات الناشئة كانت مدفوعة جزئيا بسهولة الحصول على الرأسمال بكلفة قليلة.وفي الإطار، يذكر أن الأربعاء، رفع البنك المركزي الأميركي سعر الفائدة ربع نقطة مئوية، مواصلا سياسته الرامية إلى كبح التضخم المرتفع، وأصبح سعر الفائدة الآن في نطاق 4,75 إلى 5 في المئة، وهو أعلى مستوى له منذ العام 2006.وعرضت سي أن بي سي في تقريرها، الخميس، أبرز شركات التكنولوجيا التي دخلت موجة تسريح الموظفين رغم تحقيقها للأرباح في ميزانياتها.ومن هذه الشركات مايكروسوفت التي سجلت ربحا صافيا قدره 16,4 مليار دولار خلال الفصل المنتهي بآخر كانون الأول الماضي، بانخفاض 8% عن السنة السابقة.وسبق أن ذكر الرئيس التنفيذي لمايكروسوفت ساتيا نادالا في التقرير السنوي أن الشركة قدمت “نتائج قياسية” في السنة المالية 2022 المنتهية في 30 حزيران.ورغم ذلك أعلنت مايكروسوفت في كانون الثاني عن تسريح 10 آلاف موظف استعدادا منها لتباطؤ نمو إيراداتها.وكذلك، أعلنت ألفابت الشركة الأم لغوغل في كانون الثاني عن تسريح 12 ألف موظف رغم تمكنها من تحقيق نمو في الإيرادات بنسبة 1% على أساس سنوي بالفصل المنتهي في كانون الأول، بعد بعض المشاكل في الربع الرابع.بدورها سرحت أمازون أكثر من 18 ألف موظف في كاننون الثاني ومن المرتقب أن تتخلى عن 9 آلاف عامل إضافي خلال الأسابيع المقبلة رغم كشفها عن عائدات جيدة في الربع الأخير من عام 2022 متجاوزة تقديرات المحللين، حسب سي أن بي سي. ولكن، كان عام 2022 أبطأ من حيث النمو في أمازون.أما شركة ساب الألمانية فقد حققت زيادة في عائداتها إضافة إلى نمو إيجابي بالأرباح، ومع ذلك، أعلنت في كانون الثاني أنها ستلغي ما يصل إلى 3 آلاف وظيفة.وتطرق تقرير سي أن بي سي إلى شركة Sea Group التكنولوجية، ومقرها سنغافورة، التي أعلنت عن صافي دخل قدره نحو 422 مليون دولار في الربع الأخير من عام 2022، وهو أول ربح ربع سنوي للشركة منذ بدايتها في عام 2019.وخلال العام الماضي، ورد أن الشركة ألغت أكثر من 7 آلاف وظيفة، أو نحو 10 في المئة من قوتها العاملة.أيضا، شركة ديل التكنولوجية، التي سجلت إيرادات قياسية بلغت 102 مليار دولار في السنة المالية 2023 المنتهية في 3 شباط، بزيادة 1 في المئة عن العام السابق، وأعلنت في شباط عن خططها لتسريح 5 في المئة من قوتها العاملة، أو نحو 6650 عاملا.وختمت سي أن بي سي تقريرها بشركة آبل، التي تهرب من التسريح الجماعي للعمال حتى الآن، كونها وظفت بوتيرة أبطأ من غوغل وأمازون ومايكروسوفت وميتا.وتعاني الشركات التكنولوجية بدورها من الوضع الاقتصادي العالمي، خصوصا لجهة ارتفاع التضخم وخطر الركود وزيادة أسعار الفائدة.وتوقع الاحتياطي الفيدرالي، الأربعاء، أن تكون نسبة التضخم هذا العام أعلى بقليل مما توقعه في كانون الاول، عند 3,6 في المئة مقابل 3,5 في المئة، فيما توقع انخفاض الناتج المحلي الإجمالي بواقع 0,4 في المئة مقابل 0,5 في المئة للعام 2023 وبنسبة 1,2 في المئة مقابل 1,6 في المئة للعام 2024.وحذر البنك المركزي في بيان من أن الأزمة المصرفية الأخيرة “من المرجح أن تثقل كاهل النشاط الاقتصادي والتوظيف والتضخم” مشيرا إلى أن “حجم هذه الآثار غير مؤكد”.