خلال الركود الاقتصادي..هل الذهب وحده الملاذ الآمن للاستثمار؟

2 أبريل 2023
خلال الركود الاقتصادي..هل الذهب وحده الملاذ الآمن للاستثمار؟

في ظل توقعات الكثير من الخبراء والمؤسسات الاقتصادية والبنوك العالمية بانزلاق الاقتصاد الأميركي والعالمي عموماً إلى الركود خلال العام الجاري، ومع اعتقاد الكثيرين بأن الذهب هو الأداة الاستثمارية الأهم في أوقات الركود، يبرز السؤال الأهم.. هل الذهب وحده الملاذ الآمن للاستثمار وقت الأزمات الاقتصادية وتحديداً الركود؟

 
عادة ما يرمز إلى الملاذات الآمنة بالأدوات المالية التي تزداد قيمتها في أوقات الركود والأزمات، حيث يتم استخدامها للتحوط ضد المخاطر، ويلجأ المستثمرون للملاذات الآمنة في محاولة للحفاظ على مدخراتهم في الأوقات الاقتصادية غير المستقرة. 

ويصنف الذهب على مر التاريخ في مقدمة الأصول ذات الملاذات الآمنة، وقد شهدت أسعار الذهب ارتفاعات قوية طوال الفترة الماضية، حيث عادت من جديد إلى مستويات 2000 دولار للأونصة، مع زيادة مخاوف انزلاق الاقتصاد العالمي إلى الركود، حيث يزيد الطلب على المعدن الأصفر كأداة رئيسية للتحوط ضد التضخم الذي وصل إلى أعلى مستوياته على الإطلاق، طبقاً لما قاله رائد الخضر رئيس قسم أبحاث الأسواق المالية في مجموعة “Equiti “. 

وأوضح الخضر أن ارتفاع الطلب على الذهب ليس سببه مخاوف الركود الاقتصادي أو ارتفاعات التضخم فقط، بل تصاعد توقعات استمرار تراجع الدولار الأميركي في الفترة المقبلة، إذ تستعد الأسواق لبدء الاحتياطي الفيدرالي الأميركي بتغيير سياساته النقدية وتخفيض الوتيرة القوية لرفع أسعار الفائدة التي تبناها طوال العام الماضي، وبالتالي الضغط على أداء الدولار الأميركي الفترة المقبلة. 

ويشرح الخضر في حديثه لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية” أن الذهب ليس وحده الملاذ الآمن للاستثمار وقت الأزمات، بل هناك عدد من الملاذات الآمنة التي يزداد الطلب عليها وخصوصاً خلال الركود الاقتصادي منها: 

من جهته، يقول المؤسس والمدير التنفيذي لشركة “ماس” للاستشارات، مازن سلهب لـ “اقتصاد سكاي نيوز عربية”: “يعتقد الكثيرون أن الذهب هي الأداة الاستثمارية الأهم في أوقات الركود والحقيقة قد لا يبدو هذا التصوّر صحيحاً بالمطلق لأن الأزمات قد لا تنعكس في ارتفاع الذهب إلا إذا كانت مترافقة مع طباعة النقد الرخيص من البنوك المركزية وتخفيض أسعار الفائدة إضافةً طبعاً إلى البلد الذي ينتمي إليه المستثمر حيث تختلف الجغرافيا بين بلاد عملتها مستقرة وبين بلاد تخسر عملتها المحلية من قيمتها بشكل مستمر”.
ويرى سلهب ضرورة أن تتضمن محفظة المستثمر أو حتى الشخص العادي نسبة لا تقل عن 20 بالمئة في الذهب لأن فيه قيمة حقيقية ويمكن تسييله في أوقات الحاجة وتبقى قدرته الشرائية مستقرة نسبياً إذا تمت مقارنته مع بقية الأصول، لكن من جهة أخرى هناك العديد من الأدوات الاستثمارية التي قد تفيد في أوقات الأزمات والتراجع الاقتصادي وأهمها: أسهم الشركات العاملة في السلع الاستهلاكيةتقدم أسهم الشركات التي تعمل في السلع الاستهلاكية خياراً جيداً لأن الناس تبقى بحاجة إلى الكثير من المنتجات اليومية بغض النظر عن وضع الاقتصاد الوطني، ويمكن أن نسميها أسهماً بقطاعات دفاعية أي أنها لا ترتفع كثيراً أثناء فورة الأسواق ولكنها بالمقابل لا تتراجع في أوقات الأزمات وتقدم توزيعات نقدية وعوائد على أسهمها. (سكاي نيوز عربية)