هل تنهي صفقة فيرست ريبابليك دومينو انهيار البنوك الأميركية؟

1 مايو 2023
هل تنهي صفقة فيرست ريبابليك دومينو انهيار البنوك الأميركية؟


أكد خبراء مصرفيون في تصريحات خاصة لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية أن طي صفحة انهيار بنك فيرست ريبابليك” الأميركي بعد صفقة استحواذه من قبل جي بي مورغان، لن يمنع حصول مثل هذه الإخفاقات البنكية مجدداً، على الرغم من “دور الصفقة المهم في تجنب حدوث ذعر في الأسواق”، لكنهم أشاروا إلى أن تأثير مثل هذه الانهيارات على المدى الطويل سيؤثر على نظام القروض في الولايات المتحدة وسيعجل من حدوث الركود.

جاءت هذه الصفقة بعد فشل بنك فيرست ريبابليك في التوصل إلى خطة إنقاذ عملية، وذلك جراء خسارته نحو 100 مليار دولار من الودائع في الربع الأول من العام، وهو ما أدى إلى هبوط أسهمه، حيث تراجع سعر سهم المصرف نهاية جلسة الجمعة الماضي، بنسبة 43 بالمئة في “وول ستريت”، وبلغ 3.51 دولارات بعدما علّق تداوله مرات عدة خلال الجلسة بسبب تقلبات كبيرة، وتجاوزت خسائر سهم البنك خلال الأسبوع الماضي فقط الـ 90 بالمئة.وفي حديثه لموقع اقتصاد سكاي نيوز عربية يتوقع مازن سلهب كبير استراتيجي الأسواق في “BDSwiss MENA” ألا تضمن هذه الإجراءات عدم حصول مثل هذه الإخفاقات مجدداً لكنه يرى في الوقت ذاته أنها قد تنجح حالياً في تخفيف الذعر وتجنب انهياراً بمليارات الدولارات، حيث أن بنك “فيرست ريبابليك” كان رابع عشر أكبر بنك أميركي مع ثمانين مكتباً وأكثر من 7200 موظف.ومن الواضح أن الحكومات عادت مجدداً إلى التدخل في انقاذ المؤسسات المالية المتعثرة سواءً في أميركا أو سويسرا وهذا يطرح أسئلةً مهمة عن مستقبل استقلالية القطاع المصرفي وآليات تدخل الحكومات في الاقتصادات المتقدمة والتي لطالما كانت ضد هكذا تدخل في الأنظمة الرأسمالية، طبقاً لما قاله سلهب.مع انهيار سعر السهم.. محادثات عاجلة لإنقاذ “فيرست ريبابليك”من جهته، يشرح الخبير الاقتصادي والمصرفي علي حمودي في حديثه لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية” “أن المنظمين الأميركيين كانوا يعملوا ليل الأحد على حل أزمة بنك ” فيرست ريبابليك” بعد انقضاء الموعد النهائي أمس لتقديم العطاءات النهائية للاستحواذ على البنك المتعثر، حيث كانت السلطات التنظيمية تطرح أسئلة متابعة على الأقل على بعض مقدمي العطاءات أثناء مقارنتهم لعروض البنوك، إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق، فسيكون أمام السلطات خيار الاستحواذ على ملكية البنك”.وبالطبع بدأ كل هذا مع قلق العملاء بشأن التداعيات المالية لبنك وادي السيليكون، لذا قاموا بسحب الأموال بشكل مفاجئ من حساباتهم ما أدى إلى انهياره، واثار ذلك أيضاً مخاوف بشأن الوضع في البنوك الأميركية الأصغر، بحسب حمودي.هل أصبح النظام المالي الأميركي تحت تهديد شامل؟ويطرح حمودي السؤال الأهم ..هل أصبح النظام المالي الأميركي تحت تهديد شامل؟، ليجيب نفسه على التساؤل بقوله: “من غير المرجح أن يهدد الاضطراب المستمر في (بنك فيرست ريبابليك) النظام المصرفي الأوسع لأن خطر الانهيار لا يزال مقتصراً على مجموعة محددة من البنوك التي فشلت في حماية ميزانياتها المالية بالشكل المناسب والصحيح، حيث كان “سيليكون فالي” والآن “فيرست ريبابليك” حالة متطرفة في الطريقة التي أدارت بها مخاطرها.واعتبر الخبير الاقتصادي والمصرفي حمودي أن هذه الأزمة تخص بعض البنوك وليست أزمة مصرفية أوسع، مشيراً إلى أنه “على الرغم من ضخامة هذه البنوك إلا أنها لا تمثل المكان الذي يتعامل فيه معظم الناس مع أموالهم وبالتالي فإن استحواذ بنك “جي بي مورغان” على “فيرست ريبابليك” سيكون عاملاً إيجابياً آخر مرتبطًا بالبنوك الأصغر في منع حدوث سلسلة أخرى من عمليات سحب الودائع”.بدوره، يرى أشرف العايدي رئيس تنفيذي لشركة “Intermarket Strategy” أن المشاكل المتجددة في بنك “فيرست ريبابليك” لن نؤثر على القطاع المصرفي الأميركي على المدى القصير، لأن الأسواق باتت تعتبر مشكلة “فيرست ريبابليك” منفصلة عن بقية البنوك ولا ليس لها تأثير عليها و”هذا شي إيجابي”، مضيفاً أن البنوك أيضاً لم تتدخل لمساعدة البنوك كما حصل مع غيره لأنهم لا يريدون التورط في مستقبل البنك وفي تحمل مسؤولية القروض.وكان بنك فيرست ريبابليك يصنف الرابع عشر بين أكبر بنوك الولايات المتحدة بحجم الأصول في 2022، إذ مع أصوله التي بلغت 233 مليار دولار في نهاية مارس، فإنه يعد ثاني أكبر مصرف يفلس في تاريخ الولايات المتحدة – باستثناء البنوك الاستثمارية مثل ليمان براذرز – بعد إفلاس واشنطن ميوتوال في عام 2008.وتأتي صفقة شراء بنك فيرست ريبابليك بعد أقل من شهرين على انهيار بنكي سيليكون فالي وسيغنتشر وسط موجة من هروب الودائع من البنوك الأميركية، ما دفع البنك المركزي الأميركي للتدخل بإجراءات طارئة للحفاظ على استقرار الأسواق. (سكاي نيوز)