تصدرت “أزمة سلاطة” تعاني منها متاجر التجزئة البريطانية عناوين الصحف في وقت سابق من هذا العام، لكن المتسوقين في كل أنحاء أوروبا والشرق الأوسط الذين يبحثون عن سلع بقالة أساسية، من المعكرونة إلى معجون الأسنان، يواجهون أيضا نقصا في هذه السلع.
وقال مديرون تنفيذيون واستشاريون ومحللون كبار في الصناعة لرويترز إن المتاجر الكبرى تجد صعوبة في التنبؤ بالطلب نظرا لتغير عادات التسوق مع انحسار تجربة كوفيد وظهور طرق جديدة للشراء وارتفاع شديد في كلفة المعيشة.وتساهم مشكلات سلاسل التوريد والإحجام عن إبرام صفقات مع الموردين في ظل ارتفاع أسعار السلع الأساسية أيضا في عدم انتظام مخزون السلع المتنوعة مثل الشوكولاتة والكاتشب والشامبو، حيث تلعب الحرب والطقس دورا أيضا.وقال لوك جنسن، المدير التنفيذي في متجر أوكادو البريطاني عبر الإنترنت: “ضغوط التضخم في الآونة الأخيرة تعني أن الناس يعزفون عن منتجات معينة بطريقة لا يمكن التنبؤ بها وأكثر حدة في التحول من ذي قبل”.وأضاف: “بسبب زيادة الأسعار، يشتري الناس كميات أقل من مواد البقالة بشكل عام وربما أصبحوا أكثر حرصا على عدم إهدار الغذاء”.وجنسن هو أيضا الرئيس التنفيذي لشركة أوكادو سوليوشنز التي توفر تكنولوجيا توصيل منتجات البقالة إلى متاجر البيع بالتجزئة الأوروبية بما في ذلك إيكيا السويدية ومجموعة كازينو الفرنسية والكامبو في إسبانيا وأوشان ريتيل في بولندا.ومثل كثير من شركات إدارة متاجر التجزئة، تستخدم شركة ماجد الفطيم للبيع بالتجزئة الذكاء الصناعي لتتبع وطلب نحو 90 في المائة من الإمدادات الغذائية لمتاجر كارفور التابعة لها في جميع أنحاء الشرق الأوسط.وقال هاني ويس، الرئيس التنفيذي لماجد الفطيم، إنه عدل في الآونة الأخيرة حدث التكنولوجيا المستخدمة وأضاف المزيد من المستودعات والمخازن لضمان تلبية طلب العملاء.وأضاف: “رغم كل ذلك ثمة نقص بين ثمانية و12 في المائة من المواد.. كانت هذه النسبة تتراوح عادة بين سبعة وتسعة في المائة قبل 2020، والآن رأينا أنها تزداد بشكل كبير”.وتعتبر التغييرات في عادات التسوق نتيجة عمليات إغلاق كوفيد-19 ونمو تجارة التجزئة عبر الإنترنت عاملا أيضا، لكن من الصعب التنبؤ إلى أي مدى سيعود الناس إلى المتاجر في ظل استمرار تغير أنماط الحياة بعد الجائحة.وقال كيفين أومارا، المدير السابق في شركة أمازون ومؤسس زيرو100، وهي شركة أبحاث للتحول الرقمي في مجال سلاسل التوريد والعمليات التجارية، إن تعدد سبل التسوق تركت تجار التجزئة في حير” بشأن ما يطلبون وأين.وأضاف أومارا” “الاضطرابات الهائلة أجبرت بالفعل كبار مسؤولي سلاسل التوريد على محاولة تحسين تكنولوجيا التخطيط التي يعتمدون عليها”.ويكافح الموردون أيضا لتحديد ما يريده المستهلكون، لكن ارتفاع أسعار السلع، وأزمة الشحن، ونقص المواد الخام والعمالة، كل هذا عرقلهم عن تلبية بعض الطلبات.وقال إيوان أندرو، رئيس التوريد والمشتريات العالمية في شركة دياجو المنتجة لجعة جينيس: “طبيعة حراك النمو بعد كوفيد إلى جانب اضطرابات الطاقة والسياسة تعني أن تجار التجزئة ومورديهم يجدون صعوبة في التنبؤ بدقة بالطلب في سوق متقلبة”.وأضاف: “تكون هناك غالبا عاصفة مكتملة الأركان من الأحداث التي تساهم في النقص، مثل تلك التي نشهدها حاليا في بعض الإمدادات الغذائية في أوروبا”. (الاقتصادية)