بدأت العملات المشفرة تلقي صدمة تلو الأخرى خلال العام الماضي 2022، سواء فيما يرتبط بالانهيارات التي شهدتها بعض العملات وكذلك الاختراقات المُتكررة وحتى إفلاس “إف تي إكس”، وذلك بعد عام مزدهر في 2021، لتفقد الزخم تدريجياً بعد ذلك جراء تلك الصدمات المُتكررة، وبما انعكس على أدائها، لجهة قيم وأحجام التداول.
وقد تواصلت أزمات العملات المشفرة العام الجاري؛ لعديد من الأسباب المتزامنة، سواء المرتبطة بالعملات ذاتها وأثر اتجاه كثير من الدول لوضع لوائح وقوانين منظمة لها، وأيضاً المرتبطة بالتطورات الاقتصادية التي يشهدها العالم وتداعيات سياسة التشديد النقدي (مجموع الإجراءات التي تتبعها البنوك المركزية لتقليل الطلب على النقود وكبح التضخم) ولجوء البنوك المركزية لرفع سعر الفائدة، وغيرها من العوامل ذات الصلة.وقد حظت “بينانس” وهي أكبر بورصة عملات رقمية في العالم، على نصيب الأسد من حجم التراجعات خلال الأشهر الأخيرة، في ضوء تلك العوامل، ومع تعرضها لصدمات واسعة بالولايات المتحدة وفي ضوء عمليات إحكام الرقابة عليها، في خط متواز مع تحركات من قبل المنظمين في نيويورك ولجنة تداول السلع الآجلة، وبما وضع المنصة -التي تتجه لتخفيض عدد موظفيها حالياً- أمام جملة من التحديات المفصلية، وسط مخاوف المتعاملين المتصاعدة.تراجع الزخمويعتقد محللون بأن العملات المشفرة قد فقدت الزخم إلى حد كبير، كما بدأت تفقد ثقة الكثير من المتعاملين، في ضوء المخاطر التي تلاحقها، وهو ما يُنذر بمزيد من التراجعات في قيم وأحجام التداولات بهذه السوق.وفي هذا السياق، سلط تقرير نشرته صحيفة “الفاينانشال تايمز” البريطانية أخيراً، الضوء على أبرز محطات الأزمة التي تواجه أكبر بورصة عملات مشفرة.فقدت “بينانس” ربع حصتها في السوق في الأشهر الثلاثة الماضية، في وقت تلاحقها فيه هيئة رقابة أميركية بسبب انتهاكها المزعوم للقوانين الفيدرالية.المجموعة، التي تقول ليس لها مقر، سيطرت على 57.5 بالمئة من متوسط الحجم الشهري في بورصات العملات المشفرة في العالم في ذروتها في فبراير. لكن هذا انخفض الآن إلى 43 بالمئة، طبقاً لـ CCData.جاء التراجع الحاد في الوقت الذي دخلت فيه “بينانس” في منافسة تجارية أكثر صرامة، والمزيد من التدقيق في أنشطتها من قبل المنظمين الأميركيين.أزمة العملات المشفرةوفي هذا السياق، يقول المدير التنفيذي في شركة VI Markets أحمد معطي، في تصريحات خاصة لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية” إن الأنظار صارت موجهة على بينانس بشكل خاص، لا سيما بعد إفلاس “إف تي إكس” وبينما تُعتبر بينانس حالياً من أكبر المنصات من حيث القيمة السوقية في العملات المشفرة، ولا سيما مع توسعاتها الخارجية بشكل كبير.