المخاطرة في أسواق المال.. لماذا يسيء البعض فهمها؟

8 يوليو 2023
المخاطرة في أسواق المال.. لماذا يسيء البعض فهمها؟


كتب موقع “سكاي نيوز”: حسابات عديدة تدور في أذهان الكثيرين قبل اتخاذ خطوات مرتبطة باستثمار أموالهم في أسواق المال؛ تخوفاً من المخاطرة بها وخسارتها في أي وقت.وعادة ما يقع البعض في فخ إساءة تقدير أو فهم المخاطرة واستراتيجياتها بأسواق المال، ما يحرمهم من استثمار فوائض أموالهم بدافع الخوف، أو خسارة أموالهم من خلال اتباع استراتيجيات غير واضحة.

وتؤثر حالة “عدم اليقين” التي يشهدها الاقتصاد العالمي في ضوء ما يشهده من تحديات واسعة، على توجهات الناس الاستثمارية، وتبعاً لذلك، يفضل البعض الابتعاد عن المخاطرة في البورصة، لصالح القطاعات الأكثر أماناً بالنسبة لهم الممثلة في الأصول، مثل العقارات، إضافة إلى الذهب لتجنب المخاطر.
وتنشأ المخاطر في أسواق المال من خلال عاملين رئيسيين:أولاً: المخاطر المرتبطة بالسوق عموماً، والتي يطلق عليها المخاطر النظامية، والتي يُمكن التعامل معها من خلال اتباع استراتيجيات مدروسة عبر فهم دقيق للسوق.ثانياً: المخاطر غير المنتظمة، وهي المرتبطة بحالات الركود أو الاضطرابات السياسية والتغير في أسعار الفائدة والتطورات الجيوسياسية وغير ذلك.وذلك بخلاف المخاطر المرتبطة بأسهم وشركات بعينها، طبقاً لحالة كل شركة وأدائها المالي وظروف القطاع العاملة فيه وتأثره بالتطورات ذات الصلة.
تذبذب الأسعارتقول خبيرة أسواق المال في القاهرة، حنان رمسيس، في تصريحات خاصة لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية” إن التذبذب في الأسعار من العوامل الأساسية التي تجعل المستثمرين أكثر عرضة للمخاطرة.وتشير إلى أن “الاختيار الخاطئ” للأسهم والشركات التي يتم الاستثمار فيها من الإشكاليات التي ترفع سقف المخاطرة.وتتابع: “قليل من المستثمرين ممن لديهم القدرة على المخاطرة بشكل واسع وتحمل تبعاتها.. الشغل الشاغل للمستثمرين -لا سيما خلال فترات عدم اليقين الاقتصادي- استثمار فوائض أموالهم في أدوات تمنحهم عائداً مضموناً نسبياً”.وتشدد خبيرة أسواق المال، على أنه في الوقت الذي تتعرض فيه أسواق المال لموجات من الصعود والهبوط، وبما يدفع لتحلي المتعاملين بروح المخاطرة، إلا أن ذلك يتعين معه وضع تقديرات مبنيّة على أساس علمي دقيق (تحليل مالي وفني للأسهم والشركات مع الأخذ في الاعتبار العوامل الاقتصادية العامة، من خلال المختصين الماليين) وبما يساعد المستثمرين على اتخاذ قرارات إيجابية في هذا السياق.وتردف: “ترتفع نسب المخاطرة في الأسواق الهشّة، بينما تقل كلما كانت السوق قوية ومبنية على أساس سيولة قوية”، موضحة في الوقت نفسه أن “أسواق المال في عديد من المناطق تفتد الدعاية الإيجابية، بينما ترسخ الأفلام القديمة في أذهان الكثيرين فكرة الربط بين البورصة وخسارة المال”.وحول استراتيجيات المخاطرة في أوقات الركود والانكماش الاقتصادي، تنصح خبيرة أسواق المال المتعاملين، بما يلي:أن يتداولوا بالفائض من أموالهم فقط (دون المخاطرة ببيع أصول قائمة خاصة بهم).اختيار الأسهم والشركات على أساس قوي وسليم (بالاستعانة بالمحللين المختصين في الشركات).الاستثمار في أسهم مراكزها المالية قوية.التركيز على “القطاعات الدفاعية” أي القطاعات التي تُبدي قدرة على مقاومة الصدمات الاقتصادية، ولا يتوقف الطلب عليها مثل قطاع الأغذية والمشروبات، أو قطاعات الرعاية الصحية والأدوية أو التشييد والبناء.تحديد حدود للمكسب والخسارة ضمن استراتيجية المخاطرة.
نصائح لفهم “حدود المخاطرة”وإلى ذلك، يوضح رئيس قسم التحليل الفني بشركة “بلتون القابضة” مهاب عجينة، في تصريحات خاصة لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”، أن المستثمرين يهربون من المخاطرة في سوق المال بالإقبال على فرص استثمارية أخرى هي الأفضل من وجهة نظرهم مثل العقارات، مشيراً إلى أنهم يرون أن ذلك أفضل من المخاطرة في البورصة التي بها احتمالية للصعود أو الهبوط، فالبعض يفضل الفرص الاستثمارية الأقل خطورة خاصة وأن بعض الأسواق لديها تعدد في الفرص باستثمارات مختلفة ومتنوعة، وتعد  سوقاً واعدة بالنسبة للأسهم.ويقدم عجينة للمستثمرين مجموعة من النصائح للتعامل مع المخاطرة، من أهمها:عدم اللجوء إلى الاستدانة بهدف الاستثمار في سوق المال، خاصة لعديمي الخبرة.إذا لم يكن المستثمر على خبرة بسوق المال عليه أن يضع أمواله في أدوات تمنحه عائداً محدداً في البداية.قبل دخول السوق، يتعين تقييم الشركات بشكل جيد، خاصة وأن هناك شركات كثيرة ومتنوعة في قطاعات مختلفة.الاستعانة بشركات لديها خبرة واسعة في الاستثمار (الوسطاء) لاتخاذ القرارات الاستثمارية.تُفضل استراتيجية الاعتماد على الاستثمار طويل الأجل. ويوضح أن المخاطرة ليست لها حدود معينة، مشيراً إلى أن أية سوق مال في العالم بها مخاطرة لكن الميزة أنها سوق متنوعة لا تعتمد فقط على الأسهم.