الاقتصاد الصيني يتعثر… هذا ما تم كشفه

17 يوليو 2023
الاقتصاد الصيني يتعثر… هذا ما تم كشفه


كشفت تقارير رسمية صينية وخبراء أن اقتصاد البلاد تقدم ببطء خلال الربيع مقارنة بالأشهر السابقة من العام الحالي، حيث تراجعت الصادرات وتفاقم ركود سوق العقارات واضطرت بعض الحكومات المحلية المثقلة بالديون إلى خفض الإنفاق بسبب الأزمة المالية لديها.

ويكشف معدل نمو الإنتاج المحلي خلال النصف الثاني من العام (أبريل إلى يونيو)، أن الانتعاش الاقتصادي في أعقاب رفع القيود الصحية المفروضة خلال جائحة كوفيد-19، سيكون أصعب مما توقعته بكين.أعلنت الصين نمو اقتصادها في الربع الثاني من العام الحالي بمعدل 6.3 بالمئة مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، لكن بحسب تقرير لصحيفة نيويورك تايمز، هذه النسبة تأتي في ظل إغلاق استمر لشهرين خلال نفس الفترة من العام الماضي في مدينة شنغهاي.ونقلت الصحيفة عن ديانا تشويليفا، كبيرة الاقتصاديين في شركة “إينودو إيكونومكس”، أن مقارنة هذه الفترة بنفسها من العام الماضي هو “رسم لصورة مضللة عن أداء الاقتصاد الصيني”.وأوضحت أنه لتفاصيل أكثر دقة عن أداء الاقتصاد، يجب القياس  خلال الربع الثاني من العام الحالي بالأشهر الثلاث التي سبقته بعد إنهاء قيود كوفيد-19، وفي هذه الحالة سيكون معدل النمو أعلى بنسبة 0.8 بالمئة فقط.ونقلت وكالة فرانس برس توقعات لمحللين نمو أقوى للصين (7.1 بالمئة)، في أعقاب ارتفاع بلغ 4.5 بالمئة خلال الربع الأول في ثاني أكبر اقتصاد عالمي.وأضافت أن الانتعاش ما بعد الجائحة الذي يتأخر في بعض القطاعات، يميل إلى التباطؤ.وبلغ معدل البطالة في صفوف الشباب الصينيين بين سنة 16 و24 عاما، مستوى قياسيا جديدا في يونيو حيث وصل إلى 21.3 بالنئة.وعرفت مبيعات التجزئة المؤشر الرئيسي لاستهلاك الأسر في يونيو تباطؤا جديدا على ما أظهرت أرقام مكتب الإحصاءات الوطني.ومع أن مؤشر المبيعات سجل ارتفاعا بمعدل سنوي مع زيادة نسبتها 3.1 بالمئة، إلا أن وتيرته أقل بكثير من المعدل المسجل في مايو مع 12.7 بالمئة.من جانبه قال وانغ دان، كبير الاقتصاديين في بنك هانغ سنغ بالصين، لنيويورك تايمز: “ليست عودة قوية، الاقتصاد فيه بعض الضعف”.وتراجع اليوان الصيني، الاثنين، أمام الدولار الأميركي بنسبة 0.3 بالمئة، في وقت يشعر فيه المستثمرون بالقلق.وقالت خبيرة الاقتصاد من مصرف “اتش أس بي سي”، إيرين شين، إن “الاستهلاك يبقى محرك الانتعاش الذي كان في بعض القطاعات ولا سيما الخدمات قويا”، مشيرة إلى تسجيل نفقات “أضعف” مقارنة بمرحلة ما قبل الجائحة”.وتحسن الإنتاج الصناعي بنسبة 4.4 بالمئة في يونيو في مقابل 3.5 بالمئة في الشهر السابق.كانت الصين قد استهدفت نموا في إجمالي إنتاجها خلال العام الجاري يصل إلى 5 بالمئة، لكن من الصعب تحقيق ذلك، وفق رئيس الوزراء لي تشيانغ.فيما أكد، فو لينغوي، أحد المسؤولين البارزين في المكتب الوطني للإحصاء، أن أسعار المستهلك لا تمثل مصدر قلق، مضيفا: “بشكل عام لا انكماش في المجتمع الصيني ولن يحدث في المستقبل”.وتمتلك الصين نفوذا كبيرا في الاقتصاد العالمي، وخلال السنوات الأخيرة بدأت حكومة بكين حملة للاعتماد على صنع المزيد من السلع داخل أراضيها، ولكن تظل الصين أكبر مستورد للغذاء والنفط والعديد من السلع الأساسية في العالم. (الحرة)