عانت شركات أوروبية كبرى من خسائر مباشرة لا تقل عن 100 مليار يورو، كتداعيات مباشرة للغزو الروسي لأوكرانيا، وفقا لتحليل أجرته صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية.أظهرت دراسة استقصائية شملت 600 مجموعة أوروبية، أن 176 شركة سجلت انخفاضا في قيمة الأصول ورسوم متعلقة بصرف العملات الأجنبية ومصروفات أخرى، نتيجة بيع أو إغلاق أو تقليص الأعمال التجارية الروسية.
ولا يشمل الرقم الإجمالي الآثار غير المباشرة للحرب على الاقتصاد الكلي، مثل ارتفاع تكاليف الطاقة والسلع.وأكثر من 50 بالمئة من الكيانات المملوكة لأوروبا، البالغ عددها 1871 في روسيا قبل الحرب، “لا تزال تعمل في البلاد”، وفقا للبيانات التي جمعتها كلية كييف للاقتصاد. ويقول نبي عبدالله، الشريك في شركة “كونترول ريسكس” للاستشارات الاستراتيجية: “حتى إذا خسرت شركة ما الكثير من الأموال عند مغادرة روسيا، فإن البقاء يعني المخاطرة بخسائر أكبر بكثير”، مضيفا: “كلما غادرت بشكل أسرع، قلت خسارتك”.وتتركز أثقل تكاليف الانسحاب في عدد قليل من “القطاعات المكشوفة”، مثل مجموعات النفط والغاز، حيث أبلغت 3 شركات وهي “BP و Shell و TotalEnergies “عن خسائر قدرها 40.6 مليار يورو.لكن ارتفاع أسعار النفط والغاز “طغى على الخسائر”، وساعد هذه المجموعات على تحقيق أرباح إجمالية بلغت حوالي 95 مليار يورو، أي ما يعادل 104 مليارات دولار، العام الماضي.وتلقى قطاع المرافق خسائر بلغت 14.7 مليار يورو، بينما تعرضت الشركات الصناعية، بما في ذلك شركات صناعة السيارات، لخسائر بلغت 13.6 مليار يورو. وتلقى القطاع المالي، بما في ذلك البنوك وشركات التأمين والاستثمار، خسائر بقيمة 17.5 مليار يورو تقريبا.ووفق “فايننشال تايمز”، فإن المجموعات التي لا تزال تعمل في روسيا تقوم بـ”مجازفة عالية المخاطر”، لافتة إلى أنه “يكاد يكون من المستحيل على الشركات الأوروبية العاملة هناك الحصول على أي أرباح”، معتبرة أنه “لا يزال من الأفضل لها مغادرة البلاد”.(الحرة)