مع التطورات التي يشهدها الاقتصاد العالمي، وفي ضوء الضغوطات التضخمية الراهنة الناجمة عن عددٍ من الصدمات، بدءاً من جائحة كورونا وتبعاتها الممتدة، ووصولاً إلى الحرب في أوكرانيا وتأثيراتها على الأسواق، تشهد أسواق السلع الفاخرة جملة من المتغيرات.
فصناعة “الألماس” كانت واحدة من القطاعات التي تأثرت بشكل نسبي بهذه الأوضاع، سواء خلال فترة إغلاقات كورونا وما تلاها بعد فتح الاقتصادات وعودة السفر، وما صاحب ذلك من تغيرات بالأولويات الاستهلاكية للأفراد، خاصة فيما يتعلق بالسلع الفاخرة.وفي هذا السياق، ذكر تقرير لشبكة بلومبيرغ، أن سعر أحد أشهر أنواع الألماس الخام في العالم سجل انخفاضاً جديداً، مع تزايد عدد الأميركيين الذين يختارون خواتم الخطبة المصنوعة من الأحجار المستنبتة في المختبر (أو ما يطلق عليه أحياناً الألماس الصناعي) بدلاً من ذلك.واضطرت شركة De Beers (وهي شركة متعددة الجنسيات لها الريادة في مجال التعدين وتستحوذ على سوق الألماس عالمياً) إلى خفض الأسعار بقوة لأحد منتجاتها القياسية.وتصر الشركة الرائدة في الصناعة على أن الضعف الحالي ناجم عن تراجع طبيعي في الطلب، بعد أن أدى المتسوقون العالقون في المنزل إلى ارتفاع الأسعار خلال الوباء.تعترف الشركة بوجود بعض التغلغل في هذه الفئة من الأحجار الاصطناعية (المستنبتة في المختبر)، لكنها لا تعتبر ذلك بمثابة تحول هيكلي عام.استجابت الشركة لضعف الطلب من خلال التخفيض الشديد لأسعار الفئة المعروفة باسم “المنتجات المختارة”، أي الألماس الخام الذي يتراوح وزنه بين 2 و 4 قيراط والذي يمكن تقطيعه إلى أحجار بنصف هذا الحجم تقريباً عند صقله، ما تنتج عنه قطع ألماس مركزية لخواتم الزفاف ذات الارتفاع عالي الجودة.وخفضت الشركة الأسعار في هذه الفئة بأكثر من 40 بالمئة في العام الماضي، بما في ذلك تخفيض واحد بأكثر من 15 بالمئة في شهر تموز ، وفقاً لمصادر مطلعة على الأمر، بحسب التقرير.ونقل التقرير عن تجار قولهم إن الشركة عادة ما تحتفظ بتخفيضات كبيرة كملاذ أخير، كما أن حجم الانخفاض الأخير في الأسعار لمنتج قياسي غير مسبوق “خارج نطاق انهيار فقاعة المضاربة” التي تشهدها الأسواق. اتجاهات أسعار الألماسمن جانبه، فإن الاستاذ بكلية كويستروم للأعمال بجامعة بوسطن، جاي زاجورسكي، شارك مع موقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية” رسماً بياناً يُظهر مؤشر تحرك أسعار الألماس، والذي يتتبع أسعار الألماس الخام المستوردة إلى الولايات المتحدة الأميركية، من مراكز القطع الرئيسية في بلجيكا والهند وبلدان أخرى.وتبعاً للرسم البياني الذي استند إليه، فإنه لفت إلى أن “أسعار الألماس الخام لا ترتفع دائماً، وذلك على عكس ما ترغب صناعة المجوهرات في إقناع عديد من المستهلكين به”.ويختلف التحرك الذي شهدته أسعار الألماس “الخام” سواء هبوطاً أو صعوداً، مع التحرك بأسواق صناعة المجوهرات بشكل أساسي.وأشار إلى أن أسعار الألماس المقطوع الخام، والتي تمثل غالباً التكلفة الرئيسية في صناعة المجوهرات، “انخفضت” خلال العقد الذي يمتد من العام 2010 إلى العام 2020.(سكاي نيوز)